لم يكفهم أنهم نكلوا بهذا الديربي، فغربوه ونفوه وحكموا عليه بأن يجرى بمدرجات فارغة، ليصدر في النهاية صورا من البؤس، فحكموا عليه أن يلعب من دون صحافة..
ليس القصد أن بمحيط ملعب العربي الزاولي وبمنصته الصحفية لم يكن هناك صحفيون، لكن العشرات ممن كانوا للديربي في أزمنته الجميلة، مؤرخين لكل تفاصيله ونبضاته وحكاياته بالكلمة والصورة، فوجئوا أنهم ممنوعون من الدخول لملعب العربي الزاولي بأمر صادر عن العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية.
والأمر الذي صدر هو أن كل من لا يحمل ما أسمته عصبة بلقشور ب"بطاقة الملاعب" لا يحق له أن يكون جزء من هذا الديربي، وما دونه من مباريات البطولة الإحترافية، بطاقة رفض كثير من الصحفيين الرياضيين حملها لأنها تستقوي على البطاقة المهنية الصادرة عن المجلس الوطني للصحافة، ولأنها صادرة عن جمعية لا تمت بأدنى صلة للصحافة الرياضية، ولا وجود لها إطلاقا في الميثاق الإعلامي الصادر عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، المنظم لدخول الصحفيين الرياضيين للملاعب، وللمواكبة المهنية لمباريات البطولة الوطنية.
وكان مشهدا مخزيا بالفعل، وعدد كبير من الإعلاميين الرياضيين الذين رافقوا الديربي البيضاوي في كل منافيه وفي بيته العتيق، مركب محمد الخامس بالدر البيضاء، على مدى ثلاثة عقود من الزمن، يمنعون من الدخول لملعب العربي الزاولي، فاكتملت أضلاع البؤس وأركان الجريمة في حق النسخة 137 للديربي البيضاوي.
وكانت الجمعيات الممثلة للصحافة الرياضية قد انخرطت في حراك إعلامي، تعبيرا عن رفضها المطلق للمبادرة الأحادية التي اتخذتها العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية، بفرض هذه البطاقة التي تولتها جمعية للناشرين وهي غير حاملة للصفة، وأجمعت هذه الجمعيات التي تكتلت في إطار تنسيقية وطنية، على أنها لا تعترض على مبدأ تجويد المواكبة الصحفية لمباريات البطولة الإحترافية، ومصادرة كل أشكال الخلل التي برزت، لكنها ترفض أن يكون ذلك بالصورة التي ارتضتها العصبة الإحترافية، والتي جعلت من بطاقتها "المصطنعة" فوق البطاقة المهنية للصحافة وفوق الإعتمادات الصادرة عن وسائل الإعلام وتطاولت على حق النوادي المستضيفة في التنظيم الإعلامي لمبارياتها بالإمتثال لأحكام الميثاق الإعلامي.
إضافة تعليق جديد