أنهى فريق الكوكب المراكشي الدورات الخمس الأولى للبطولة الإحترافية في الرتبة الثالثة برصيد 7 نقاط من فوزين وهزيمتين وتعادل. وكان بإمكانه أن يحتل رتبة أفضل لولا إهدار العديد من الفرص السهلة وكذا التحكيم الذي كان سببا في حرمان الفريق من الإنتصار الثالث أمام اتحاد طنجة.
ويبقى المشكل الذي يعمل المدربان يوسف مريانة وجعفر عاطيفي على التغلب عليه هو إيجاد حل لبناء العمليات الهجومية وتسريع بلوغ الكرة لمعترك المنافسين الى جانب تفادي ضياع الفرص.
ويتضح أن وضعية الكوكب المراكشي ما زالت مبهمة بالرغم من أنه أبان عن براغماتية في تدبيره لأزمنة المباريات، غير أن توقف البطولة جعلت المدربين يعملان على تصحيح الأخطاء في محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
عموما، فقد حقق الكوكب إنطلاقة متوسطة هذا الموسم على مستوى البطولة الإحترافية، وبغض النظر عن النتائج التي مكنت الفريق المراكشي من إحتلال المرتبة السادسة بـ 7 نقط، فقد إرتقى الأداء كذلك لمستوى طموحات جماهير وأنصار فارس النخيل، وإستطاع الطاقم التقني في ظرف وجيز ترسيم فلسفة واستراتيجية تناسبت ومؤهلات المجموعة في إنتظار جمع عام يعيد الإستقرار الإداري والتوازن المالي للفريق.
هل يعيد «المجرّبون»  روح الإطمئنان؟
يعتبر دفاع الكوكب المراكشي النقطة السوداء التي يشتغل عليها الطاقم التقني والذي وجد نفسه في مأزق كبير بعد أن وقف عن كثب على محدودية مجموعة من المدافعين الذين تعاقد معهم خلال فترة الإنتدابات الصيفية الأخيرة، حيث لم يظهروا كثيرا في توليفة الفريق من قبيل مراد الناجي وعبد القادر قاضي، غير أن وجود خالد السقاط  الذي يراهن عليه المدرب مريانة كثيرا لحل معضلة الخط الدفاعي الذي أصبح يؤرق بال الطاقم التقني، إذ بات يضاعف من مجهوداته لإيجاد التوليفة التي تناسبه قبل فوات الأوان والحد من مسلسل إهدار النقاط التي قد تكون لها انعكاسات كبيرة على مستقبل الفريق، سيما وأن وجود لاعبين تنقصهم الخبرة من قبيل إبراهيم نجم الدين وزكرياء ناسيك والمهدي زايا يستدعي تعزيز هذا الخط في ظل وجود المهدي الزبيري.
أما على مستوى خط الهجوم الذي غابت عنه الفعالية فقد بات اقحام لاعبين لازموا دكة البدلاء ولهم من التجربة والخبرة والممارسة والمران ما يجعلهم قادرين على منح جرعات من الاطمئنان للخط الأمامي نظير وسام البركة وياسين الذهبي في الوقت الذي بدأ فيه عبد السلام بنجلون يستأنس مع محيط الفريق بعد أن قدم في المباريات الأخيرة مستوى طيبا، لكنه ما زال في حاجة لتقديم أفضل ما لديه من مهارات كمهاجم محترف حقق تراكما تاريخيا كلاعب.
الحاجة أم «الإنتداب»
في ظل العوز المالي الذي يعيشه الكوكب المراكشي، فقد تمت برمجة تجمع إعدادي على مرحلتين بأكادير ومراكش بعد أن دعا الطاقم التقني إلى توفير الظروف الملائمة لإقامة معسكرات تدريبية قبل بداية الموسم ناهيك عن القيام ببعض الإنتدابات المدروسة التي راعت الخصاص دون أن تكون مكلفة لميزانية الفريق التي تعاني الأزمة.
ومن جهة أخرى حافظ الفريق على الدعامات الأساسية التي شكلت العمود الفقري للفريق في المواسم الأخيرة، لكنه غيّر في الوقت ذاته جلده بعد أن انتدب عددا من اللاعبين أغلبهم من أندية الدرجة الثانية أو من قسم الهواة بهدف تقليص معدل سن المجموعة وتشبيب الفريق كاجراء للحفاظ على استمرارية روج المجموعة وبناء فريق للمستقبل.
وكانت الإنتدابات غير مكلفة بدليل أنها تمت مع لاعبين «أحرارا» لاتربطهم أي عقود مع أي ناد في تم تم تسريح مجموعة من اللاعبين الذين تقدموا في السن كسفيان علودي ويوسف العياطي وأحمد شاكو وعبد الواحد الشخصي إلى جانب محمد الفقيه الذي قام الفريق ببيع عقده لفريق الجيش الملكي.
فارس النخيل مكره لا بطل
إكراهات مادية عكرت صفو المرحلة الأولى من البطولة الوطنية بالنسبة للفريق المراكشي نتيجة إضراب اللاعبين ورفضهم اجراء تداريبهم بسبب عدم صرف رواتبهم من طرف المكتب المسير للفريق، الذي اختار معاقبة اللاعبين بتوقيف ياسين الذهبي وإلحاقه بقريق الأمل الى جانب فسخ عقد رضا النوالي وبيطار، الأخير تم الصفح عنه بعد اعتذاره في الوقت ذاته تم خصم مبلغ 2700 درهم من مستحقات المجموعة.كل هذه العوامل ساهمت في عرقلة مسيرة الفريق الذي يجري مبارياته تحت الاكراه المعنوي بعد أن صرّح مدرب الفريق أن عناصر الفريق تلعب بنصف إمكاناتها التقنية، لكنها لم تمنع الطاقم التقني الجديد من تحقيق بعض الأهداف المسطرة من هذه المرحلة منها تحديد التركيبة البشرية التي سيعتمد عليها هذا الموسم.
حصيلة مقبولة
بعد مرور خمس دورات يحتل الفريق الأخضر المرتبة السادسة  بـ 7 نقط جمعها من فوزين أمام «الراسينغ» وأولمبيك خريبكة وهزيمتين أمام الرجاء والجيش الملكي وتعادل بقواعده أمام اتحاد طنجة، يتوفر الفريق على خط هجوم في المستوى بتسجيله في مرمى الخصوم في حين سجلت في شباكه تسعة أهداف مما يدل على وجود خلل في خط الدفاع.
مقابل هذه النتائج والإستقرار التقني، ما زال الكوكب المراكشي للموسم الثالث على التوالي يعيش على إيقاع الصراعات والخلافات بين الجماهير والمكتب المسير، ناهيك عن استمرار إستفحال الأزمة المادية التي أرخت بظلالها على واقع الفريق نتيجة الديون المتراكمة وعدم توصل اللاعبين بمجموعة كبيرة من مستحقاتهم المادية دون أن يمنعهم ذلك من التضحية والقيام بواجبهم أثناء المباريات، حيث بات لزاما تفادي الأخطاء التي ارتكبت في لمواسم السابقة والتي دفع الكوكب ثمنها غاليا.