تتقارب معدلات أعمار اللاعبين داخل الأندية الوطنية في البطولة الإحترافية وتنحصر تقريبا مابين 23 و26 سنة، ورغم إنخفاضها بالمقارنة مع ما كان عليه الحال في السنوات السابقة بالمغرب، إلا أن اللاعبين الشباب يجدون دوما عراقيل وصعوبات لتثبيت أقدامهم مع الفريق الأول، حيث تتيه العديد من العناصر في فئة الأمل ويكون مصيرها الضياع بعدما يطالها تهميش المدربين ولامبالاة المسؤولين الذين يلهثون وراء اللاعب الجاهز.
ومع اهتمام  جامعة الكرة المغربية بمجال التكوين أطلقت مشروع المراكز الجهوية التي تعنى بصقل مواهب اللاعبين داخل أنديتهم من أجل الإستفادة منهم ودمجهم دون مشاكل في صفوف المنتخبات الوطنية الصغرى عوض الإكتقاء باللاعبين الجاهزين القادمين من أوروبا. 

الشباب مهمش في بطولتنا 
رغم حديث كل مدربي الأندية الوطنية عن إهتمامهم باللاعبين الشباب وحرصهم على فتح الأبواب لفائدة العناصر صغيرة السن، إلا أن الأندية 16 الممثلة للبطولة الإحترافية لا تضع في صلب إهتمامها فسح المجال أمام عناصر لا تتجاوز 20 سنة.
ورغم الدعوات المتكررة من قبل النقاد الرياضيين ومسؤولي الإدارة التقنية الوطنية للإهتمام بالقاعدة والشبان وتسهيل عبورهم للفريق الأول، إلا أن الكثير من اللاعبين في صفوف الأندية الوطنية يظلون عاجزين عن مبارحة فئة الأمل، ويجدون في وجههم عدة عراقيل للصعود إلى الفريق الأول، بالنظر لحجم المنافسة التي يجدونها من شيوخ البطولة المعمرين وكذا عدم ثقة المدربين في لاعبين يعتبرونهم دون تجربة وقد يفقدون معهم عملهم في حوالي ساءت النتائج، لذلك يحرص بعضهم على تصعيد العناصر الشابة وتسجيلها في لائحة الفريق الأول، لكن مع الزج بها بعض الدقائق أو حضورها فقط في تداريب الأسبوع، مع إستثناءات قليلة تمنح الشباب فرصتهم مع توالي المباريات.

الجامعة تدخل على الخط 
دخلت جامعة الكرة على الخط في سبيل دفع الأندية الوطنية للإهتمام كثيرا باللاعبين الشباب ودفعتهم بالضرورة على قيد لاعبين إثنين في لوائح المباريات الرسمية يقل سنهما عن العشرين، مع حضور ثلاثة لاعبين أخرين ضمن لوائحها الرسمية للموسم.
ورغم الشرط الذي وضعته الجامعة بإقتراح من الإدارة التقنية الوطنية إلا أن العديد من الأندية تضع العناصر صغيرة السن ضمن لوائحها تفعيلا لقرار الجامعة فقط دون ظهور الشباب في صفوفها، وهو ما يخلق بعض المشاكل  للهولندي مارك فوت مدرب منتخب أقل من 20 سنة الذي لايجد أمامه الكثير من اللاعبين  أساسيين داخل أنديتهم في ظل الحصار الممارس عليهم، ما يجعله يبحث دائما عن أبناء المهجر الذين يلعبون في صفوف أنديتهم ويحضرون للمنتخب المغربي متفوقين على اللاعبين المحليين الذين إستطاع لحد الأن بعضهم ضمان مكان رسمي له كزرياء ناسيك مع الكوكب، وعيسي سيودي وزكرياء الوردي رفقة المغرب التطواني، ناهيك عن الحارس المهدي بنعبيد مع الإتحاد الزموري للخميسات ومحمد المرابيط مع أولمبيك أسفي، بالإضافة إلى بدر غادارين مع الوداد البيضاوي.

ADVERTISEMENTS

تباين في الأعمار 
من خلال جرد دقيق قمنا به لمعدل أعمار اللاعبين داخل البطولة الوطنية يهم كل أندية قسم الصفوة، توقفنا على إرتفاع سن مختلف اللاعبين الذين يعدون بمثابة العمود الفقري للأندية، وبإستثناء بعض الأندية التي تتوفر على مراكز تكوين من المستوى العالي كأولمبيك أسفي، وكذا المغرب التطواني والفتح الرباطي التي تمنح الفرصة للاعبين صغار السن فإن معظم الأندية تواصل دوما البحث عن اللاعب الجاهز دون إكتراث للاعبين الذين يتكونون داخلها والذين يطالهم التهميش في الكثير من الأحوال.
ورغم هبوط معدل الأعمار هذا الموسم بالمقارنة مع ما كان عليه الحال في سنوات سابقة، إلا أن الهدف المنشود يبقى هو العمل على الخفض من معدل الأعمار حتى تجد الأندية لاعبين بإمكانها أن تشتغل بهم على مشروع يمتد لخمس سنوات على الأقل.

معدل ما بين 23 و26 
يترواح معدل أعمار اللاعبين داخل البطولة الوطنية مابين 23 و26 سنة، ففي الوقت الذي تعمل فيه بعض الأندية على فسح المجال أمام شبانها كما هو الحال لأولمبيك أسفي الذي يحتل الصف الأول أمام أندية البطولة الإحترافية بمعدل  54.23 سنة، شأنه في ذلك شأن المغرب التطواني بمعدل 92.23 سنة، وكذلك الفتح الرباطي بمعدل 70.24 سنة، ناهيك عن إتحاد طنجة بـ 58.24 سنة، وكلها أندية وضع مدربوها كامل الثقة في الشباب سواء الذين تم تصعيدهم من مراكز التكوين أو الذين تم التعاقد معهم في سن صغير كما هو معمول به في كبريات الأندية.
وبغض النظر عن الرباعي المذكور فمختلف أندية البطولة الوطنية تتوفر على لاعبين بمعدل أعمار 25 و26 سنة، ورغم توفر بعضها على مراكز تكوين إلا أنها تصد الأبواب أمام شبابها ولا تثق في إمكانياتهم، وتعمل على تسجيل لاعبين صغار السن بلوائحها نزولا عند شرط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

الكبار بأكبر معدل أعمار 
قطبا الدار البيضاء الرجاء والوداد كما الجيش الملكي يتوفرون على أكبر معدل أعمار من بين أندية البطولة الوطنية، فالفريق الأخضر يظهر في المركز الأول بمعدل 64.26 سنة، ويتبعه الفريق العسكري بمعدل 47.26 سنة ثم الوداد بـ 10.26 سنة.
الثالوث المذكور والذي يدخل كل موسم للبطولة للمنافسة على اللقب لم يعد يهمه الإهتمام باللاعبين الشباب وخوف المدربين الذين يتعاقبون على تدريبه من مقصلة الإقالة يجعلهم تحت رحمة اللاعبين المجربين الذين خاضوا أكبر عدد من المباريات في البطولة، ومعظم اللاعبين الذين يتألقون في فئة الأمل داخل الأندية المذكورة وبمجرد طرقهم باب الفريق الأول سواء تتم إعارتهم لأندية الدرجة الثانية أو يتم تسليمهم أوراقهم بحثا عن أفاق أرحب مادام أن المسؤولين على ثقة كاملة أنهم لن يجدوا موطئ قدم في الفريق الأول، وهذا الأمر يتكرر كثيرا داخل الرجاء مع نهاية كل موسم، حيث يغادر لاعبوها دون العشرين إما ليوسفية برشيد أو الراسينغ البيضاوي، ومن ثم كل واحد يشق مسارا مختلفا مع عودة لاعب أو إثنين لعش النسور، أما داخل الفريق العسكري فمن الصعب على أي لاعب من الأمل أن يلج الفريق الأول إلا إذا كان بمستوى جد عالي.

ADVERTISEMENTS

عمر اللاعبين ومراكز التكوين 
بغض النظر عن الأندية المغربية وبإلقاء نظرة شاملة على طريقة إشتغال الفرق الرائدة في أوروبا والمشهورة بتكوينها وتفريخها للمواهب، نقف على الإهتمام الكبير الذي يولى لمراكز التكوين التي تصنع لاعبين بسن صغيرة قادرين على اللعب في الفريق الأول إبتداءا من سن 18 دون مركب نقص أوخوف.
وأكيد أن الفلتات التي أصبحنا نشاهدها بين الفينة والأخرى في الأندية المغربية أو التي غادرت لأوروبا في سن صغيرة وتلعب حاليا مع منتخب المغرب لأقل من 20 سنة عبر معظمها من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، قبل اللحاق بأندية البطولة أو بعض الأندية الأوروبية، ما يؤكد أن تكوين اللاعبين صغار السن وصقل مواهبهم هو السبيل الوحيد للإستفادة من عناصر بخبرة كبيرة وهي في بداية مشوارها الكروي وهو الأمر الذي  يتطلب المزيد من الثقة في مؤهلاتهم مع شجاعة المدربين أكثر في إقحام الشباب، لمتابعة أندية بمعدل أعمار صغيرة، علما أن هناك تحسنا في هذا المجال بإعتبار أن السنوات الماضية كان المعدل يصل فيها داخل بعض الأندية بحسب ما كشفه المدير التقني الوطني ناصر لاركيط ل «المنتخب» لسن الثلاثين.

ترتيب الأندية بحسب معدلات الأعمار
 1 ــ أولمبيك آسفي: 23،54 سنة 
 2 ــ المغرب التطواني: 23،92 سنة 
 3 ــ الدفاع الحسني الجديدي: 24،45 سنة 
 4 ــ إتحاد طنجة: 24،58 سنة 
 5 ــ الفتح الرباطي: 24،70 سنة 
 6 ــ أولمبيك خريبكة: 25،04 سنة 
 7 ــ شباب الحسيمة: 25،30 سنة 
 8 ــ الراسينغ البيضاوي: 25،54 سنة 
 9 ــ الكوكب المراكشي: 25،74 سنة 
 10 ــ نهضة بركان: 25،82 سنة 
 11 ــ حسنية أكادير: 25،91 سنة 
 12 ــ سريع وادي زم: 26،04 سنة 
 13 ــ الوداد البيضاوي:26،10 سنة 
 14 ــ شباب أطلس خنيفرة: 26،36 سنة 
 15 ــ الجيش الملكي: 26،47 سنة 
 16 ــ الرجاء البيضاوي: 26،64 سنة