من الصعب جدا إصدار أي حكم بخصوص هذه البداية التي يوقع عليها الوداد البيضاوي هذا الموسم، في ظل تركيزه الكبير على منافسات عصبة الأبطال الإفريقية التي بلغ فيها المربع الذهبي للمرة الثانية على التوالي، بل إنه بات على بعد خطوة قصيرة من المباراة النهائية بعد انتزاعه لتعادل سلبي من قلب الجزائر العاصمة.و هذا يعتبر انجاز مهم للفريق الأحمر،إلا أن ذلك لا يجب أن يخفي بعض المشاكل التي يعاني منها الفريق بداية هذا الموسم و كانت سببا مباشرا في تعثره أمام الفتح الرباطي في أولى الدورات،كما كادت تخرجه من ربع نهائي عصبة الأبطال أمام صنداونز الجنوب افريقي لو لم تنصفه الضربات الترجيحية.

إرتباك في المرحلة الإعدادية
بحكم المشاركة على الواجهة القارية، لم تستفد العناصر الودادية من راحة كافية، حيث عاد الفريق لاستئناف استعداداته للموسم الجديد بعد أسبوع فقط من الراحة، وصادفت المرحلة الإعدادية دخول المنتخبات الوطنية في معسكرات اعدادية ما حرم الفريق الأحمر من حوالي 10 لاعبين، وهذا ما حال دون برمجة معسكر خارجي كما كان مقررا من قبل، وتأثرت المرحلة الإعدادية بهذه الغيابات الوازنة، كما حالت الإصلاحات التي كان يخضع لها مركب بن جلون دون برمجة مباريات ودية في المستوى.

ADVERTISEMENTS

هزيمة أمام الفتح كشفت الإختلالات
نجح الوداد في تخطي عقبة الكوكب المراكشي برسم منافسات كأس العرش، لكن المباراة لم تشكل مقياسا لمدى جاهزية الفريق الأحمر للدفاع عن لقب البطولة والمنافسة على باقي الواجهات التي يشارك فيها، وكان على الجميع انتظار المباراة الأولى مع الفتح الرباطي للحكم على مدى جاهزية اللاعبين لدخول غمار الإستحقاقات المنتظرة بنفس المستوى الذي أنهى به الفريق موسمه، ومن حسن حظ الطاقم التقني للوداد أن الهزيمة أمام الفتح جاءت في الوقت المناسب على بعد أيام معدودة من المواجهة القوية مع صنداونز الجنوب افريقي، إذ مكنته من اكتشاف مجموعة من الإختلالات التي تعاني منها تركيبته البشرية، ما دفعه لتغيير الإستراتيجية التي كان يعول عليها والتي كان يفترض إختبارها في مجموعة من المباريات الودية مع أندية كبيرة وهو ما لم ينجح الفريق في تحقيقه لأسباب متعددة.

تدبير سيء للميركاطو
تأثرت التركيبة البشرية للوداد برحيل الثلاثي الإفريقي الذي كان يشكل دعامته الأساسية، فما كاد الفريق الأحمر يجد ذلك القناص الذي بحث عنه طويلا بعد رحيل الغابوني ماليك إفونا، في شخص الهداف الليبيري جيبور حتى رحل مجددا ليترك فراغا واضحا بدا من الصعب تعويضه في ظرف وجيز، وكان على الطاقم التقني البحث عن بدائل لتعويض هذا الثلاثي، وظهر جليا عدم وجود خطط بديلة خاصة أن هذه العناصر لم تجدد عقودها وكان محتملا رحيلها، وظهر الإرتباك واضحا على الطاقم التقني، ما يفسر التأخر في اتخاذ القرار بخصوص الإنتدابات الجديدة، وكان الإلحاح على ضرورة خضوع الوافدين الجدد لاختبارات تقنية وبدنية قبل اتخاذ القرار بشأنهم، لكن في آخر لحظة اضطر الفريق لإضافة الإيفواري داهو نيكيس والبوركينابي واتارا للائحة الإفريقية دون خضوعهما لاختبارات والإقتناع بهما ما طرح الكثير من علامات الإستفهام حول الطريقة التي تم بها تدبير الميركاطو الصيفي.

مكره أخاك لا بطل
كل هذه المعطيات فرضت على المدرب عموتا الإعتماد على نفس العناصر التي أنهت الموسم الماضي والتي نجحت بتشكيلة مغربية خالصة، وفي غياب الأجانب من حجز بطاقة العبور لربع نهائي عصبة الأبطال بعد الفوز على القطن الكامروني وزيسكو الزامبي، مع تعزيز التشكيلة بالإيفواري داهو الذي تقمص دور رأس حربة، في غياب لاعب متخصص يمكنه القيام بهذا الدور، كما اضطر الطاقم التقني للوداد لاعتماد استراتيجية دفاعية صارمة، خاصة في المباريات التي خاضها خارج القواعد، بهدف العودة بأقل الأضرار، وذلك ليقينه بعدم توفره على الأسلحة الهجومية التي بإمكانها تسجيل أهداف كثيرة، فبالرغم من وجود مهاجمين من العيار الثقيل على غرار أوناجم، بنشرقي وحداد إلا أنهم غالبا ما يصنعون الفرص، وبالتالي ينقص ذلك العنصر الذي يتمم هذه العمليات ويودعها الشباك كما كان الحال مع جيبور، وتأكد هذا جليا في المباريات الثلاث التي خاضها الفريق في العصبة الإفريقية، إذ لم يسجل الفريق سوى هدفا واحدا كان من توقيع متوسط ميدان دفاعي، كما قبلت شباكه إصابة واحدة فقط.فالمدرب يفضل الحذر والإحتياط الدفاعي والمباغثة بسلاح المضاد على المغامرة غير المحسوبة العواقب، وبهذا الفكر يراهن عموتا على كسب هذا التحدي بالتواجد في نهائي العصبة والمنافسة على اللقب القاري.

ADVERTISEMENTS