شكل البرازيلي نيمار ظاهرة ساحرة في عالم كرة القدم منذ سن المراهقة، وتوج مسيرته القصيرة نسبيا بالانضمام الى باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة قياسية بدافع كروي يأخذ في الاعتبار قدرته الاعلانية والتسويقية.

في سن الخامسة والعشرين، بات نيمار أغلى لاعب في تاريخ اللعبة، بعد انضمامه الى النادي المملوك من هيئة قطر للاستثمار الرياضي مقابل 222 مليون اورو، في مبلغ هو أكثر من ضعف ما دفعه مانشستر يونايتد الانكليزي العام الماضي لضم الفرنسي بول بوغبا (24 عاما) من يوفنتوس الايطالي، ما جعله في حينه أغلى لاعب.

الا ان النادي الباريسي لم يتوان عن دفع هذا المبلغ لفسخ عقد نيمار مع نادي برشلونة، سعيا لاستعادة لقبه بطلا لفرنسا الذي فقده الموسم المنصرم لصالح موناكو، والأهم إحراز لقب عصبة أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وجعل النادي أحد اللاعبين الكبار على الساحة القارية عبر ضم أحد أبرز نجوم العالم الى صفوفه.

ADVERTISEMENTS

يشكل نيمار تجسيدا مثاليا للحركة السريعة في كرة القدم، أكان على الملعب أم خارجه، اذ ان مسيرته الاحترافية لم تتعد السنوات الثماني، بدءا مع سانتوس البرازيلي، قبل الانتقال الى برشلونة عام 2013.

في النادي الكاتالوني، شكل نيمار أحد أضلاع المثلث الهجومي الضارب الى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والاوروغوياني لويس سواريز. وعلى رغم محوريته، لم يتمكن من فرض نفسه نجما أوحد، اذ ان الحضور الطاغي لميسي - أفضل لاعب في العالم خمس مرات - يجعل من أي منافس له على النجومية، يخسر رهانه.

في الموسم المنصرم، "ارتبطت" مسيرته مع برشلونة بباريس سان جرمان. قدم نيمار إحدى أفضل مبارياته في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام النادي الفرنسي.

تأخر برشلونة ذهابا في باريس 4-صفر، وبدا ان هذا الدور قد حسم الى غير رجعة. الا ان برشلونة انتفض في الاياب، وفاز 6-1، في مباراة كان نيمار بطل مراحلها الحاسمة دون منازع: هدف من ركلة حرة في الدقيقة 88، هدف من ركلة جزاء في الدقيقة 90+1، وتمريرة حاسمة الى سيرجي روبرتو مسجل الهدف القاتل في الدقيقة 90+5.

دوليا، سجل نيمار 52 هدفا في 77 مباراة مع المنتخب البرازيلي. قاده الى لقب كأس القارات 2013، وكانت محطته المنتظرة مونديال 2014 على أرض "السلساو". بعد مسيرة ناجحة حتى ربع النهائي، "سقط" في الامتحان الأخير، اذ أصيب وغاب عن نصف النهائي أمام ألمانيا، في مباراة ستبقى محفورة في الذاكرة بعدما تمكن خلالها الضيوف من إلحاق هزيمة تاريخية بأصحاب الأرض 7-1.

بعد عامين، عاد نيمار الى بلاده، وهذه المرة في مدينة ريو دي جانيرو، ليقود المنتخب الاولمبي الى ذهبية دورة 2016، بتسجيله ضربة الترجيح الحاسمة في النهائي... على حساب ألمانيا نفسها.

لم يكن الموسم المنصرم الأفضل له مع برشلونة.

اكتفى بتسجيل 13 هدفا في البطولة المحلية الذي فقد النادي الكاطالوني لقبه لصالح غريمه التاريخي ريال مدريد، وخرج من ربع نهائي عصبة الابطال على يد يوفنتوس الايطالي.

الأكيد ان أداء نيمار الاعلاني والترويجي، لا يتأثر بأدائه في الملعب. مقوماته الجمالية وشعبيته دفعت العلامات التجارية الكبرى الى إغداقه بعروض مالية ضخمة، أكانت للتجهيزات الرياضية أو الأدوات الكهربائية، وصولا الى السيارات وشفرات الحلاقة.

على مواقع التواصل، يحضر نيمار بقوة: 80 مليون متابع على موقع انستاغرام، أكثر من 60 مليونا على فيسبوك. وعلى رغم المشاكل القضائية التي واجهها على خلفية انتقاله الى برشلونة وتهم التهرب الضريبي، بقي نيمار أحد أكثر الرياضيين تسويقا عالميا، وهو من الاسباب التي دفعت سان جرمان الى انفاق مبلغ ضخم لضمه.

ADVERTISEMENTS

وقال الخبير في التسويق الكروي في البرازيل إريخ بيتينغ لوكالة فرانس برس العام الماضي ان نيمار "شخص يعرفه الجميع، من الجدة التي يبلغ عمرها 70 عاما، الى حفيدها البالغ خمسة أعوام".

أضاف "حين تبلغ وضعا يرغب فيه الناس بالتمثل بك، هذا يجعلك لا تقدر بثمن في نظر العلامات التجارية. هذا ما نجح به نيمار".