موسم آخر إنضاف تاريخيا لسجل الأولمبيك، يوثق بالملموس تحكم هاجس التأرجح بين البقاء بالقسم الأول والهبوط للقسم الثاني، جاء ذلك عقب إصطدام الأولمبيك بنفس  إكراهات المواسم  الأخيرة، وهي إكراهات أضحت متعمدة من قبل البعض لغرض في نفوسهم، وفق سياق كروي للأولمبيك أريد له عن قصد أن يعيش إختلالات على عدة مستويات، وما نتائج المواسم الخمسة الأخيرة إلا خير دليل على الرغبة في تكريس نفس الوضع بحكم إستمرار نفس النهج على مستوى التسيير الإداري.
موسم بمدربين
كانت بداية الموسم الرياضي لأولمبيك خريبكة مع المدرب يوسف لمريني الذي تملكته إرادة التحدي بعد تسريح عدة لاعبين آساسيين للفريق (الحارس البورقادي ـ جواد الياميق ـ ابراهيم البزغودي)، غير أن عجز العناصر الجديدة المنتدبة على مسايرة إيقاع بطولة الموسم نتيجة التجديد الحاصل على مستوى تركيبة الفريق والتي تغيرت بنسبة تجاوزت الثمانين في المائة، دفع  برئيس الفريق أن يخرج عن صمته ليتعاقد مع آيت جودي المدرب السابق للمولودية الوجدية، والذي دخل بدوره في لعبة الصراع من أجل بقاء الفريق ضمن مجموعة إتصالات المغرب لبطولة محترفي القسم الأول. غير أن السؤال الذي يطرحه الرأي العام المحلي والوطني إلى متى سيظل فريق الأولمبيك يغرد خارج السرب بعيدا عن المنافسة على اللقب وبعيدا عن صراع البقاء ضمن خانة محترفي القسم الأول من بطولة إتـــصالات المغرب؟
إنتدابات لمريني على المقاس
أشرف المدرب السابق يوسف لمريني على إنتداب عدة عناصر نذكر منها: أشرف لهلالي وإلياس الأبيض، ياسين الواكيلي، نبيل البويزي، عبد الصمد إمعيش وياسين لحكل رغبة منه في تكرار تجربته الأولى مع الأولمبيك لما جلب عناصر من الرشاد (أيت بيهي ـ كوشام ـ أخميس ـ وغيرهم من لاعبي الراك والرشاد البرنوصي)، لكن تجربته الجديدة لهذا الموسم  لم تستطع أن تفرض إيقاعها ولم تتمكن  العناصر الجديدة من الإنصهار مع بطولة القسم الأول إما لقلة تجربتها أو لكثرة الضغط الذي لازمها، فتراجعت النتائج.
إنتدابات إضطرارية  
لم يرغب المدرب أيت جودي في إنتدابات عدة لما عوض لمريني، حتى يحافظ على تلاحم المجموعة وإنسجامها، لكنه في نفس الوقت دخل في رهان التعاقد الإضطراري، فاضطر إلى إنتداب أربعة عناصر خلال مرحلة الميركاطو الشتوي، وهم الحارس خالد العسكري والمدافع عبد الفتاح بوخريص والمدافع  الأيسر ياسين الكردي اللاعب السابق للوداد البيضاوي، أما رابع إنتداب فأبرمه الفريق مع النيجري أوغونا ميشارك لاعب وسط الميدان، غير ان آيت جودي إعترف ان بعض هذه الإنتدابات خيبت ظنه، لذلك إستغنى عنها حتى نهاية الموسم.
قراءة تقنية في نتائج الأولمبيك
 إحتل الأولمبيك بعد خوض آخر مباراة له في بطولة إتصالات المغرب الرتبة 11 برصيد 34 نقطة، بعدما تمكن من تحقيق 10 إنتصارات و4 تعادلات لكنه إنهزم في 16 لقاء، وتمكن من توقيع 34 هدفا، فيما دخل مرماه 40 هدفا. والملاحظ أنه جمع 17 نقطة في مرحلة الذهاب ونفس العدد في مرحلة الإياب، ولم يضمن بقاءه الفعلي بالقسم الأول حتى الدورة 28، بعدما عاد بإنتصار مستحق على الفتح الرباطي، وليستسلم في مبارتيه الأخيرتين ضد الكوكب وشباب أطلس خنيفرة. ومن خلال الوقوف على نتائج الفريق يتضح أن الخلل الأكبر سجل على مستوى خط الدفاع الذي وقف عاجزا أمام الكثير من المحاولات الهجومية، فدخل مرماه 40 هدفا، جلها وقعت في الأشواط الثانية، كما أن التركيبة الدفاعية لم تعرف تجانسا نتيجة التغييرات المتواصلة التي كانت تحدث، وفي غياب خط دفاعي متقدم أربك حسابات دفاع الأولمبيك، فتقوت معه منافد الولوج إلى شباك خالد العسكري.
إكراهات المدرب
إعتبر المدرب آيت جودي أن النتيجة النهائية التي حققها الفريق لم ترق إلى مستوى التطلعات والطموحات التي حاول  تحقيقها ، لكنه في نفس الوقت إعتبر أن ضمان الفريق بقاءه بالقسم الأول يعد إنجازا تم الإتفاق عليه مع إدارة الفريق، وفي نفس الوقت حدد المدرب إكراهات الفريق لهذا الموسم في ثلاثة  محاور، حيث حمل المسؤولية في أولاها إلى بعض  من حكام المباريات سواء من خلال  منح خصوم الأولمبيك ضربات جزاء غير مشروعة، أو التغاضي عن ضربات جزاء مشروعة لصالح الأولمبيك. أما ثاني إكراهات الفريق فتجلت في عدم فاعلية خط هجومه، الذي لم يتمكن خط من ترجمة المحاولات إلى أهداف، مما يفيد أن تركيبة الفريق ظلت تشكو خصاصا على مستوى خط الهجوم. كما حدد ثالث إكراه في عدد الإصابات التي لحقت بلاعبيه قبيل مباريات حاسمة، وما رافقها من حصول لاعبيه على بطاقات حالت دون  الإعتماد على تشكيلة نموذجية، في نفس الوقت أكد أن مردودية الفريق قد تحسنت مقارنة مع أداء المجموعة قبل أن يلتحق بها.
إالتزام الصمت
بعدما تمت إعادة إنتخابه لحقبة ثانية تمتد لأربعة مواسم رياضية حاول رئيس الفريق أن ينأى بنفسه عن أية محاولة لإثارة إنتباه الرأي العام الوطني والمحلي حول وضع الأولمبيك، لأجل ذلك تقلصت خرجاته الإعلامية والتي وإن حدثت تمت صياغتها بنفس المفردات والتعابير والتبريرات التي تجد مبرر تواضع نتائج الفريق في محدودية ميزانية الفريق التي تقدمها إدارة مجمع الفوسفاط،  مما يحول دون  جلب عناصر متمرسة، ويفرض التعاقد مع لاعبين متواضعين على حد تعبيره. ويبدو أن النتيجة التي حققها الفريق نهاية الموسم قد نالت اعجاب رئيس الفريق لأن هاجسه ظل محصورا في ضمان كرسي البقاء لموسم آخر مهما تعددت الأسباب وإضطربت النتائج.

من يشوش؟
لا يجادل إثنان داخل مكتب الأولمبيك أنه يتم تسريب معلومات وأخبار عن الفريق بالرغم من وجود ناطق رسمي للفريق، ورغم النداءات المتكررة من أجل وقف هذا النزيف فلازلت بعض التسريبات مستمرة تهدف بالأساس إلى إثبات الذات والتشويش على الفريق من داخل الفريق  ،ويتضح أن غايتها هو خلق بلبلة وزعزعة منظومة الفريق  ،مما يخلق جدلا على مستوى تداخل الاختصاصات، ولعل صمت رئيس الفريق يزكي هذا الطرح ، مما يفسح المجال أمام عدة تأويلات.

ADVERTISEMENTS