بعدما لعب موسم 2014ـ2015 بالبطولة الإحترافية ومر مرورا سريعا من النفق المظلم، عاد شباب أطلس خنيفرة الموسم المنقضي إلى قسم الكبار بحلة جديدة وبآفاق أكبر، وبتطلعات لكسب الرهان هذه المرة وعدم السقوط في أخطاء الماضي.
فارس زيان إستبسل وقدم ما شفع له بتحقيق المبتغى وهو ضمان المكانة بالبطولة الإحترافية، مسعدا الأنصار بأداء مقنع ونتائج لا بأس بها جعلته يدخل التاريخ بالبقاء، منهيا الرحلة بأمان وفي مركز محمود وراء أول تسعة أندية.
رجوع سريع 
ركب شباب خنيفرة مصعد النزول والصعود في المواسم الأخيرة، إذ بعدما صعد إلى القسم الكبار موسم 2014ـ2015 عاد لينزل إلى الدرجة الثانية موسم 2015ـ2016، ليعود ليصعد بعدها مباشرة موسم 2016ـ2017 إلى القسم الأعلى في رجوع سريع جدا.
فارس زيان ذاق حلاوة مقارعة الكبار فأبى بإصرار إلا أن يعود بين أحضانهم بعد موسم واحد فقط من البحث والرغبة بالدرجة الثانية، فكان له ما أراد في نهاية المطاف بإنتزاع تأشيرة الصعود الثانية وراء شباب قصبة تادلة.
أبناء الأطلس ربطوا الوصال من جديد مع الأضواء والنقل التلفزي والندية مع الأقوياء، ووقعوا شهادة صلح مع الأنصار بوعود الظهور بوجه أفضل وعدم تكرار أخطاء الماضي.
ممنوع إعادة الأخطاء 
مباشرة بعد تحقيق الصعود عزز الفريق صفوفه بعدة لاعبين مخضرمين وآخرين شباب في صفقات رسمية وأخرى على شكل إعارة، كما قُلد المدرب سمير يعيش مسؤولية تدريب مجموعته لما يتوفر عليه الرجل من خبرة وتجربة وكفاءة أبان عنها مع أكثر من نادي في المواسم الأخيرة.
بداية من الحارس مروان فخر مرورا بعبد الإله منصور ولاركو وأعراب مرورا بالهردومي ووصولا إلى القناص نور الدين الكرش، جاءت التركيبة البشرية للشباب منسجمة وقوية بلاعبين مجربين وآخرين يبحثون عن فرض الذات وإيجاد موطئ قدم فسيح.
المدرب جهز الفيلق بعد تحضيرات بدنية وتقنية ملائمة، وأعد التوليفة على طريقته مستغلا حماس العناصر ورغبتها في تقديم مستويات كبيرة، والإدارة التي كانت رهن إشارته، دون إغفال الدعم الجماهيري الغفير.
بطل التعادلات بإمتياز
قص الشباب شريط الموسم بأربعة تعادلات متتالية قبل أن يتعرض لأول هزيمة ضد الوداد البيضاوي بصعوبة، تلاها فوز أول مثير ببركان ثم سلسلة من النتائج المتراقصة بين الإنتصار والإندحار إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب.
ولأنه جمع نقاطا لا بأس بها في النصف الأول ساير الفريق إيقاع النصف الثاني بذكاء وأريحية، فلم يكن يبحث عن الإنتصارات بقدر ما شغل باله الخروج بأقل الأضرار، فدخل جل المباريات بشعار عدم الخسارة، الشيء الذي جعله يحقق سلسلة من التعادلات.
9 تعادلات في 15 مواجهة حصيلة شباب خنيفرة في الإياب، وتنضاف إليهم 4 تعادلات في الذهاب لتكون الغلة 13 تعادلا كصاحب أعلى معدل بين جميع أندية البطولة الإحترافية.
نجاح بمعدل مقبول
تفادى الفريق أخطاء الأمس وحقق المراد، وضمن البقاء مبكرا متجنبا سيناريوهات الأمتار الأخيرة، ليضرب سربا من العصافير بحجر أطلسي قوي ومركّز لم يخطئ الهدف.
صحيح أن فارس زيان كان ثاني أقل فريق تحقيقا للإنتصارات بـ 7 فقط، لكنه إستفاد من 13 نقطة كاملة كلها تعادلات، مع إستسلام في عشر نزالات ليتموقع النادي في مركز عاشر منحه بطاقة النجاح بمعدل مقبول.
رفاق الواعد الصحوفي كانوا من المرشحين للنزول قبل أن يكذبوا التكهنات على أرض الواقع، ويجعلوا من ملعبهم جحيما للخصوم، إذ لم يسقطوا بين أنصارهم سوى مرة وحيدة كانت ضد الفتح الرباطي، فإستحقوا التنويه والإشادة والإحترام من الجميع، موقعين على موسم موفق في إنتظار الأصعب خلال الموسم المقبل.
القادم أصعب
الصورة التي ظهر بها شباب أطلس خنيفرة الموسم المنتهي أعطت الإرتياح والإطمئنان لمكونات النادي والجماهير، والذين أصبحوا ينظرون للأعلى ويراهنون على لعب الأدوار الطلائعية الموسم المقبل.
المسؤولون جددوا الثقة في يعيش لموسم آخر بهدف اللعب على المراكز الأولى، وشرعوا في ضم اللاعبين الذين طالب بهم لتعويض أولئك الذين غادروا المجموعة أبرزهم الحارس مروان فخر ونور الدين الكرش والجناح الصحوفي.
الموسم القادم سيكون معقدا وعسيرا على الفريق الزياني الذي بات مطالبا بالحفاظ على ذات النسق والسير في نفس السيناريو وعدم التراجع للوراء في سلم الترتيب، فأهم شيء هو تجنب الهبوط ودخول التاريخ، وتحسين المقاعد، ولما لا خلق المفاجأة المدوية ولعب دور الحصان الأسود.