هو الوله والحب وطوفان الإنتماء الذي ما فتئ يقود الجنرال محمد فاخر للضغط على جراحه والمسارعة باتجاه بيت الرجاء متى طلب منه ذلك، إلا أن ما يتكرر في وضع الخاتمة للعلاقة بين فاخر والرجاء البيضاوي، فيه ما يقول أن الوله والحب حتى وإن كان جنونيا لا يسمح للإنسان بأن يلدغ من نفس الجحر مرتين.
ما زال فاخر يذكر أنه يوم إقترب الرجاء من المشاركة في كأس العالم للأندية سنة 2013، بوصفه بطلا للمغرب وبحكم أن تلك النسخة نظمت بالمغرب، سيصعق ومعه كل المغاربة بقرار حرره محمد بودريقة بيد لا ترتجف، وقد كان يومها رئيسا للخضر، يفيد بالتخلي عن المدرب فاخر والإستعاضة عنه بالتونسي فوزي البنزرتي.
ما كان لأحد وقتها أن يجادل في أن الفضل في وصول الرجاء للقب البطولة، الذي أتاح فرصة المشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية يعود لفاخر، فهو من أشرف من الألف إلى الياء على إعداد الشق التقني لمشروع بودريقة، هو من نجح بامتياز في تكوين ذلك الفريق الأسطوري الذي نجح في الوصول للمباراة النهائية لكأس العالم للأندية وحمل لقب وصيف البطل.
بعد أربع سنوات نفس السيناريو يتكرر، فبعد أن قبل فاخر الإشراف على الرجاء في موسم بالغ التعقيد أرخت خلاله الأزمة المالية بظلال قاتمة على معيش الرجاء وعلى تدبيرها للموسم، وبعد أن نجح برغم كل الإكراهات والأزمات التي لم تبرح بيت الرجاء على طول الموسم في إيصال الفريق للمركز الثالث وإعادته للمنافسات الإفريقية التي غاب عنها في آخر ثلاثة مواسم، يبلغ فاخر بقرار الإنفصال عنه، بكل الإيماءات التي يحملها القرار والتي تبطن تهمة المساهمة في تأليب اللاعبين على المكتب المسير.
اليوم أصبح فاخر خارج المشهد الرجاوي وهو من كان يعد الجماهير الخضراء بأن يركب التحدي مجددا خلال الموسم القادم، فهل آن الأوان لكي يتعظ؟