في حوار مطول أجرته معه جريدة «المنتخب» الورقية في عددها ليوم الخميس الماضي، قدم عزيز العامري مدرب الجيش الملكي والربان الذي نجح في إهداء المغرب التطواني لقبين للبطولة الإحترافية، كشفا بتضاريس فكره التكتيكي والتقني وبالرهانات القريبة والمتوسطة الأمد التي يشتغل عليها مع الفريق العسكري لإعادته إلى منصة التتويج، وهذا مقتطف آخر من الحوار الحصري:

- المنتخب: ما هي رسالتك لإدارة الجيش الملكي ولجماهير القلعة العسكرية؟
العامري: جمهور الجيش الملكي شكل دعامة كبيرة لنا وأعطى إشارة كبيرة بحضوره الكبير في الميادين الرياضية، وأحييه بالمناسبة لأنه كان طرفا كبيرا في تحقيق هذه النتائج الإيجابية التي نحققها، ليس سهلا أن يكون لك جمهور كالجمهور العسكري الذي يبهر بتشجيعاته ومساندته للاعبين والصور الإحتفالية التي يقدمها، هذا شيء رائع يجعلنا نبذل كل الجهود لنكون في مستوى تطلعاته وسنمنحه الصورة التي يريدها على فريقه.

ADVERTISEMENTS

- المنتخب: أعرف بأنك تدمن مشاهدة المباريات من كل صنف، بماذا يفيدك ذلك؟
العامري: أولا لا بد من التذكير على أنني وصلت لأكثر من ثلاثين سنة في عالم التدريب، وفي كل هذه السنوات كنت أبحث عن الجديد، علما أنني مارست الكرة في مستوى عالي جدا مع لاعبين من الوزن الثقيل، كما أنني دخلت غمار التكوين مبكرا بفرنسا وبالضبط بالمعهد الوطني فيشي، كنا نشارك مع الفرنسيين الذين كان لهم شأن كبير أنذاك، وكنت محظوظا بأنني إشتغلت مع أسماء بارزة منها طاكاك، هنري ميشيل، وكان هيدالغو هو من يشرف على التكوين مع جيرار بانيد، غيران وجورج بولون، ما يعني أننا خضنا تكوينا من المستوى العالي، وبالضبط عام 1986 وهي السنة التي إعتزلت فيها ممارسة الكرة وتحولت لعالم التدريب، كما أنه تجب الإشارة إلى أن مروري بالجيش الملكي وحمل قميصه كان له الأثر الكبير في تكويني، لكوني كنت أمارس تحت إشراف المدرب الكبير الراحل غاي كليزو الذي إستفدت منه الشيء الكثير، وكنت حريصا على أن أتعلم منه أبجديات التدريب، وبفضل الجيش الملكي وكليزو وصلت لهذا المستوى، كما أنني بقيت مداوما على التكوين إلى أن حصلت على ديبلوم مكون من الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ولكن يبقى أهم تكوين لكل مدرب هو أن يتابع العديد من المباريات في البطولات العالمية، والعربية ويحدد على الأقل ثماني ساعات في مشاهدة بعض المباريات، حتى يستفيد ويعمق تجاربه.
وهنا أقول بأنه ما عدا ساعات التدريب والنوم، كل الوقت الآخر أخصصه لكرة القدم سواءا في المناقشة أو في مشاهدة المباريات ليصل عددها لـ 8 مباريات لكي أستفيد وأفيد وهذا ما فعلته مع المغرب التطواني، واليوم مع الجيش الملكي، حيث أنقل للاعبين ما شاهدته من المدربين الكبار في الحصص التدربيبة لترجمته في المباريات الرسمية.

- المنتخب: كرة القدم الشاملة التي تؤمن بها تطورت شكلا ومضمونا مع نادي برشلونة، كيف يمكن أن تعيش هذه الكرة الشاملة لأطول فترة ممكنة؟
العامري: أولا لا بد من توضيح مسألة مهمة جدا وهي أن الأسطورة الراحل يوهان كرويف هو من نقل الكرة الشاملة من هولندا إلى برشلونة عندما تعلمها من أستاذه رينوس ميتشال، حيث إنطلقت من 1974 إلى 1978 عندما ضيعت هولندا لقبي كأس العالم، لكن العالم بكامله ظل يتحدث عن الكرة الجميلة والشاملة لهولندا وليس الأرجنتين وألمانيا.

- المنتخب: هل أنت راض على أداء اللاعبين؟
العامري: نعم راض على الأداء العام للاعبين الذين يستجيبون للمفهوم التقني الذي نقدمه لهم في الحصص التدريبية، ولاعبو الجيش الملكي وصلوا لمرحلة كبيرة من النضج وبإمكانهم أن يكونوا في المستوى المطلوب في الدورات القادمة لكونهم بعد النتائج الإيجابية والإرتقاء في سبورة الترتيب العام برهنوا على قمة الإنسجام الحاصل بينهم، وهذا هو المشكل الذي كان يشغل بالي عندما إرتبطت بالفريق، اليوم الحمد لله جميع اللاعبين يؤكدون بأنهم جاهزين ليكونوا في مستوى التطلعات.
ولا تفوتني الفرصة في آخر هذا الحوار دون أن أقدم خالص شكري وإمتناني للرئيس الجنيرال دوكور دارمي حسني بنسليمان الذي يقدم لنا كامل الدعم وينوه بالعمل الذي نقوم به، ويرفع من معنوياتنا وكذلك لإدارة الجيش الملكي التي تشكل لنا الدعامة الكبيرة.

ADVERTISEMENTS