لا يوجد طبق أجمل من الكلاسيكو ليرفع الستارة من جديد على بطولة ما إن تضبط إيقاعها حتى تعود من جديد للتوقف اضطراريا، طبق الكلاسيكو بين زعيمي الكرة الوطنية وأكثرها تتويجا (الوداد والجيش الملكي) يمثل انعطافة حاسمة في البطولة والمباراة التي سترسم تضاريس واضحة لشكل صدارتها.
بين رغبة الوداد الراغب في تعميق الهوة وتكريس الفارق عن مطارديه وعزم الجيش للثأر لخسارة الذهاب المذلة الفرجة مضمونة ومتاحة بين ناديين كلما تعانقا وتحاورا كرويا إلا وارتفع زئبق الإثارة.

الأسطورة يفتح أبوابه
مباراة كبيرة تضم زعيمي الكرة والبطولة بالأرقام والتاريخ، بل حتى على مستوى كؤوس العرش والسفر الإفريقي في الأدغال لا يليق بها إلا ملعب أسطوري من حجم وطينة مركب محمد الخامس بالدار البيضاء.
الملعب صار تحفة تسر الناظرين، ملعب بمواصفات عالمية بجودة كبيرة وحين تحضر كل هذه التوابل مع مواجهة عملاقة من طينة الكلاسيكو، فهو بكل تأكيد التواعد مع الإحتفالية بظهور الرقم الأهم والأبرز في مثل هذه المواعيد، الرقم 12 الذي هو الجمهور، لذلك يتطلع الجميع لمباراة الوداد والجيش وبشغف كبير سواء محبي ومناصري الفريقين أو حتى الأطراف المحايدة التي سيسافر بها الفريقان في جداول المتعة وفي بحور الفرجة كيف لا يكون الأمر كذلك والمركب بعشبه ومدرجاته وخاصة بهدير مدرجاته سيستفز ملكات اللاعبين وسيحضرهم على تقديم مباراة كبيرة وبكل المقاييس.

ADVERTISEMENTS

خماسية الذهاب سبب الخراب
تميل الكفة في المواجهات الأخيرة بين الفريقين ميلا واضحا وصريحا لنادي الوداد البيضاوي الذي تمنحه الأرقام سبقا مريحا وبحصص ساحقة وصاعقة سواء في المواجهات التي كانت بالدار البيضاء أو حتى بالعاصمة الرباط.
قبل الموسم الحالي كانت الرباعية وفي الموسم المنصرم كانت الخماسية الصادمة لكل الأطياف و الفصائل العسكرية، وهي الخماسية التي هزت الأركان وقامت بإحداث تغيير كبير داخل أروقة الزعيم التقنية.
تلك الخماسية التي تشكل وصمة عار كبير وبارزة في مسار الفريق العسكري والتي ما زال أنصار ومحبو الجيش لم يجد حلا لألغازها وكيف تهاوى لاعبو عبد المالك العزيز بتلك الطريقة على ملعب الفتح بالرباط.
سر الخماسية الغامض وتفوق الوداد الصريح في تلك المباراة هو ما يجعل اليوم مؤجل الكلاسيكو واحد من المباريات العملاقة والكبيرة التي سيحاول فيها الجيش استنهاض همة التاريخ ثأرا لكراكة وكبرياء خدش على مقربة من باب الرواح بخماسية ودادية.

الهروب مفتاح الدرع
لا شك والوداد ارتاح من وجع الغابون ورحلة مونانا الشاقة والعصبة وقد تخلص معها أيضا من هواجس وقلق العصبة التي يريد أن يسافر فيها هذا الموسم بعيدا، هو اليوم مرتاح ومتحرر وحتى مدربه الحسين عموتا سعيد وقد استعاد خدمات بعض من مصابيه.
سيسستعيد السعيدي سفاح الذهاب واحد موقعي الخماسية ولو أنه سيفتقد الكرتي مقابله وسيستعيد السم الزعاف بنشرقي وسيحضر بالكثافة العددية المؤملة لهكذا مواجهات مقابل إصابات مقلقة بمحور الجيش أهمها عزيم محور الدفاع وعودة الشاكير من الإصابة وعدم جاهزية العشير.
الوداد اطمأن على صدارته منذ اللحظة التي تعادل فيها الرجاء بآسفي لكنه يريد أن يمنح لذلك التعادل مغزى وقيمة بأن يربح الجيش ليهرب بـ 4 نقاط عن الرجاء ويرتاح جولة أخرى كيفما كانت فيها نتيجته مطمئنا على زعامته، الوداد يريد 3 نقاط الكلاسيكو وبأي ثمن قبل الديربي وكي يكون في محطة الرجاء الشاقة مرتاحا بالقمة ومديرا لقيادة الترتيب بارتياح وهو بذلك يخطط للهروب. 

منعطف البطولة
الكثيرون يرون أنها المباراة التي تمثل انعطافة كبيرة في مشوار البطولة، فوز الوداد يعني الهروب بـ 4 نقاط كفارق عن ملاحقيه والتعادل مع انتصار الرجاء في مؤجل الفتح يعني إعادة رسم التضاريس من جديد بالصدارة وخلط الأوراق.
هي مباراة انعطافة حتى للجيش الملكي الذي لم يخرج فعليا وحسابيا من السباق لأن انتصاره يعني عودته القوية والإقتراب من طابور المطاردة ولو أن الفارق سيظل كبيرا مع الوداد إلا أنه سيحافظ على كل الحظوظ حتى الدورات المتأخرة.
بين العامري وعموتا مصاقرة تكتيكية تغري بالتتبع وتغري برصدها، هي مباراة وحرب النجوم ومباراة بين فريقين بعلامة التميز وبنفس الرصيد خلال مرحلة الإياب.
الفائز سيعلن نفسه رقما محوريا وضلعا بارزا في الصراع النهائي على اللقب والخاسر سيخسر النقاط والمعنويات وأشياء أخرى في هذا الرواق المستقيم من البطولة.
الفرجة مضمونة إذن في هذا النزال الكبير والأمل معقود على الأنصار لرسم لوحة موازية من الفرجة ومن الإبداع الذي سيضيف لهذه القمة ملحا آخر سيكون أجمل استهلال واستئناف للشوط الثاني من البطولة الإحترافية وصراع الدرع.

ADVERTISEMENTS

البرنامج
الإثنين3 أبريل 2017
مؤجل الدورة 21
الدار البيضاء: مركب محمد الخامس: س16: الوداد البيضاوي ـ الجيش الملكي