يواصل شباب المحمدية السباحة ضد التيار، في ظل عجز مكتبه المسير على إخراجه لبر الأمان ووقف النزيف الذي يعاني منه على المستوى الرياضي والقانوني، وذلك في ظل تعنت المسؤولين عن تدبير شؤون الفريق، وتشبثهم بمناصبهم بالرغم من عدم توفرهم على الإمكانيات والآليات التي من شأنها أن تخرج الشباب من أزمته المالية والقانونية، وهو مصير كان متوقعا في بطولة هذا الموسم، في ظل المشاكل التي يتخبط فيها والتي تسببت له في هذه البداية الكارثية التي لم يسبق أن عاشها.
شباب المحمدية يدخل مباراة الجولة الخامسة اليوم الجمعة أمام شباب السوالم، وقد حصد الهزيمة الرابعة على التوالي في أربع دورات لعبها في منافسات البطولة الإحترافية، وتلقت شباكه 14 هدفا مقابل هدف وحيد، سجله خط هجومه. وينتظره مستقبل غامض يهدد بالمزيد من الهزائم، في ظل محدودية تركيبته البشرية، والتي تتكون في غالبيتها من لاعبين شباب يفتقدون التجربة. بعدما أجبر الطاقم التقني للفريق بقيادة الإطار الوطني الشاب رضوان ضرضوري على الإعتماد عليهم في ظل فشل المسؤولين في رفع المنع للموسم الثاني على التوالي.
ممثل مدينة الزهور مهدد بخسران مبارياته القادمة مهما كانت النتائج التي سيحققها، بعد الإعتراضات التي أصبح يقدمها خصومه قبل كل مباراة. وذلك بسبب عدم توفره على النصاب القانوني من حيث عدد عقود اللاعبين الذين يشكلون تركيبته البشرية، إذ يتوفر فقط على 7 لاعبين مرتبطين بالفريق بعقود من اصل 14 عقد يفرضها القانون. وباقي اللاعبين مرتبطين بالفريق بعقود هاوية، في انتظار تسوية أوضاعهم القانونية داخل العصبة الإحترافية.
ومن جهة أخرى، أضاع المكتب المسير للفريق برئاسة أسامة النصيري، فرصة الإستفادة من المنح التي يخصصها له المجلس البلدي والتي تقدر ب500 مليون سنتيم، وذلك بعد إتمام الإجراءات الخاصة بالشركة الرياضية للفريق، لتفعيل رحيل الرئيس المدير العام هشام آيت منا الذي أنهى ارتباطه بالفريق. وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فلن يستفيد الفريق من المنحة التي خصصها له المجلس خلال دورة إسثتنائية والتي تقدر ب600 مليون. وهي المداخيل التي كان يراهن عليها أسامة نصيري لتسوية نزاعات النادي، لرفع المنع وتعزيز صفوف الفريق بلاعبين جدد، بعدما كان يمني النفس الحصول على مليار و600 مليون كمنحة يخصص المجلس البلدي، بالإضافة إلى 500 مليون التي ظلت عالقة في ذمة الوداد الرياضي.
رحيل هشام آيت منا وبعدما قطع صلته بشباب المحمدية، جعل كل أحلام الجماهير الشبابية تتبخر لرؤية فريقها يعود لمقارعة الكبار والمنافسة على الألقاب. بعدما نجح في إنتشال الفريق من قسم المظالم وإعادته لمكانته الطبيعية مع كبار الكرة المغربية، توقفت باقي المشاريع التي كان يطمح من خلالها إعادة ترتيب البيت الشبابي على جميع المستويات. والتي كان يراهن عليها كل الشبابين لمجارات التحولات التي تعرفها الكرة المغربية. وتحوله من فريق ينافس على البقاء، إلى فريق ينافس على الألقاب محليا وقاريا.
شباب المحمدية لا يستجيب لدفتر التحملات الذي وضعته العصبة الإحترافية، ولم يحترم مسؤولوه الآجال التي حددتها العصبة أمام أندية النخبة لوضعه خلال الصيف الماضي. وهو ما يجعل وضعيته غير قانونية، ويفرض على مسؤوليه التحرك بسرعة لتسوية وضعيته، لتفادي العقوبات التي قد تصدرها في حقه العصبة الإحترافية، والتي قد تصل إلى إنزاله إلى بطولة الدرجة الثانية.
إضافة تعليق جديد