• الركراكي يحضر توابل التغيير لتصحيح الإختلالات

بروفة رسمية من عيار مختلف أمام منتخب  لوسوطو مصنوع افريقيا لا أوروبيا، لكنه منعدم روح الإنجازات والمعجزات، ومع ذلك   يهمنا أن لا يستصغر الأسود خصمهم، ويفوزا بالمنطق الإحترافي، لكن كل هذا ينبني على التغييرات التي سيحدثها وليد الركراكي على المجموعة شكلا ومضمونا. 
• لوسوطو ليس هو الغابون 
طبعا تختلف الأوراق والمقارنات بين الغابون الشرس والذي كنا معه نجتر الصراع على أشده خلال السنوات الأخيرة، وبين منتخب لوسوطو الغريب عن الأسود والبعيد كليا عن تاريخ الإنجازات وحتى الوصول إليها كمعجزة، والإختلاف يظهر جليا في مقام هذا المنتخب الذي لا يعتمد إلا على أبنائه في البطولة وما لا يقل عن عشرة محترفين يلعبون بالبطولات الإفريقية (جنوب إفريقيا وناميبيا ويوتسوانا)، إذ سيجد المنتخب الوطني نفسه أمام خصم سيكتشفه لأول مرة في التاريخ، وهذه أول ورقة سيخوضها الأسود بقراءات جديرة بالمتابعة، وربما وقف وليد الركراكي كيف لعب هذا المنتخب وخسر أمام إفريقيا الوسطى بثلاثة أهداف لواحد، وعليه فإن ما يهم المنتخب الوطني هو الإستمرار في الفوز وبأي خيارات بشرية وبأي منظومة تؤهله ليلعب بارتياح كامل، تصحيح الإختلالات الملموسة في خط دفاع الأسود.  
• معضلة الدفاع هي المشكلة 
قد يكون البعض قد شدد على أخطاء عبد الكبير عبقار دون النظر في أداء حتى أكرد المتوسط، فضلا عن الأطراف التي شكلت معضلة بتغيير مواقع حكيمي ومزراوي، والحال أن الأطراف هي التي شكلت الخطر الذي تصيد فيه كل من عبقار وأكرد على الرغم من أن قلة التنافسية أثرت على أكرد، وشاهدنا كيف كان الغابون يخترق الأروقة جديا ليظهر ضعف متوسط الدفاع، وهذه المشكلة هي التي وضع فيها وليد نفسه لإرضاء وتواجد مزراوي وحكيمي في نفس الآن، والحال أنني قلت دائما، لا يمكن أن يلعب مزرواي وحكيمي في أوضاع مختلفة، وهما من أقوى رجال الرواق الأيمن في العالم، وهما من أثرا تكتيكيا على خط الدفاع، وهنا سيجد الركراكي في لقاء لوسوطو الأوراق المعنية لشغل الرواقين حتى وإن لعب فقط إما بحكيمي أو مزراوي في الرواق الأيمن، والجهة اليسرى موكولة للواحدي أو آدم أزنو، الذي قال عنه الركراكي أنه بوسعه أن يلعب من البداية أو لفترات في المباراة، وربما سيكون الواحدي هو المعني بالأمر، وهنا قد تتوقف الإختلالات، وسيظهر الوجه الآخر لمتوسط الدفاع أيضا، إن كان فعلا سيغير وليد كلا من أكرد وعبقار لاختيار آخرين في القاعدة التجريبية ما دام اللقاء لا يهم تنقيطا ولا حافزا، ولكن الفوز فيه يأتي لفرضية التناغم المستمر بين كل مكونات الفريق.
• ثورة التغيير والأسئلة 
أي تغيير سيضعه الناخب الوطني على المجموعة؟ هذا السؤال أجاب عنه في الندوة الصحفية عندما قال وليد أنه من المهم أن نخضع جميع اللاعبين إلى التنافسية الرسمية، ومباراة لوسوطو ستكون وفق هذا الإعتبار، وأعطى إشارات واضحة، وعلى هذا الأساس، قد نؤشر على ظهور منير المحمدي في الحراسة، وقد نشاهد أيضا تغييرات في الأطراف بتواجد شيبي مثلا في حال استبدال حكيمي أو مزراوي في الخيارات على مستوى اليمين، ما يعني قد يريح حكيمي أو مزراوي في الرواق، ويستبدل أحدهما بشيبي، ونفس الإنطباع على الجهة اليسرى المفترض أن يكون فيها الواحدي هو المعني بالأمر، ثم قد تعطى صفة الدولية لآدم أزنو في الشوط الثاني، أما متوسط الدفاع فلدينا كل من أشرف داري ويونس عبد الحميد، وهما معا سيلعبان أيضا وفق ما يراه لائقا، والحال أن له فقط خمسة تبديلات في المباراة، ما يعني أن اللاعبين الذين سردتهم في خط الدفاع هم لاعبون كثر، وقد يستقر وليد على ضمانات إضافية في متوسط الدافع والرواقين معا، وفقط سيتبقى لدى وليد كل من ترغالين والنصيري اللذين لم يلعبا من الأصل، وهنا أيضا قد يكون وليد أمام محنة القراءات الخاصة للمواقع في المباراة، فهل سيبدأ بالكعبي، ثم يستبدله بالنصيري؟ وهل يلعب بثنائية عبد الحميد وداري؟ وهل يلعب بالواحدي وشيبي في الرواقين؟ وقس على ذلك كل الوجوه التي لعبت المباراة الأولى.
• من سيغير؟ وبمن سيبدأ؟ 
إن كان التغيير الأول والإستراتيجي للحراسة، فهو حضور منير المحمدي أولا وإراحة بونو، أما خط الدفاع فسيبنى على اجتهادات الركراكي الرئيسية للاعبين المفترض أن يدخلوا سياق المباراة، فحكيمي قد يلعب يمينا وسيستبدل بشيبي، ومزراوي سيلعب يسارا، وقد يستبدل بالواحدي، وهنا سنجد أنفسنا أمام تغييرين في فترات المباراة، بينما متوسط الدفاع قد يكون شغل المدرب لأن أكرد بحاجة إلى تنافسية، وقد يحضر من البداية وقد يستبدل بيونس عبد الحميد، وبجانبه داري أيضا في لقاء بالكامل، وهنا نكون قد وصلنا إلى ثلاث تغييرات في المباراة، أما الوسط فسيبقي على أمرابط مع أمير والخنوس أو حتى مع دخول ترغالين من البداية، فضلا عن أوناحي الأقل تنافسية، أما بقية الوجوه الهجومية، فقد تلعب أساسية منها، ابراهيم دياز وعدلي وزياش من البداية، فضلا عن دخول النصيري أو الكعبي وإراحة رحيمي، وهذا التدوير سيعطي لوليد خيارات منهجية للمنظومة، وتحكم الأولمبيين في الإستئناس مع رجال الخبرة تدريجيا. 
• إكتمال الرؤية 
إكتمال الرؤية ستنطلق من نهاية مباراة لوسوطو إلى غاية الشهر المقبل لمنازلة إفريقيا الوسطى ذهابا وإيابا، ما يعني أن جل الدوليين الذين يفتقد بعضهم إلى التنافسية، سيكونون قد رفعوا المنسوب التنافسي بنسبة محترمة من رفع الإقناع في انتظار تطورات شهر نونبر الذي ستختتم فيه جولات المجموعة وإعلان المتأهل الوحيد، وما يعنينا كما قلت هو رفع وثيرة اللعب مع الأندية الأوروبية، لأنه لا أكرد ولا أوناحي وحتى زياش نسبيا لا يتمتعون جميعا بالقدرات الهائلة للتنافسية، وسنرى هذه الخيوط في الشهر المقبل.
 • البرنامج
تصفيات كأس إفريقيا للأمم ـ المغرب 2025
الجولة الثانية
لوسوطو ـ المغرب
ـ الإثنين 9 شتنبر 2024
الملعب: الكبير بأكادير 
الساعة: الثامنة مساء
الحكم: كليمنت فرانكلين كابان (كوت ديفوار)
منقولة على قناة الرياضية أرضي وبين سبور.