ينذر جدا أن تجد في تاريخ الفريق الوطني حالة مشابهة لهاته التي يعيشها الأسود اليوم، وهم يتوفرون على أقوى ظهيرين في العالم، أشرف حكيمي ونصير مزراوي، إلى الحد الذي يجعل من الظلم فعلا أن يلعب الفريق الوطني بأحدهما ويضخي بالآخر.
أشرف حكيمي ظل ثابتا منذ مدة على مستوياته الرائعة فغدا أفضل ظهير أيمن في العالم، وتشهد على ذلك قيمته التسويقية العالية جدا، وكانت المرة الوحيدة التي ترك فيها أشرف الرواق الأيمن لدفاع الفريق الوطني، في مونديال روسيا 2018، عندما لعب ظهيرا أيسر تاركا الرواق الأيمن وقتها لنبيل درار.
وبمجيء نصير مزراوي كلاعب يجمع بين الجميل من الخاصيات التقنية، ويشغل الرواق الأيمن لخط الدفاع، عمد وليد الركراكي لوضعه في الجهة اليسرى لخط الدفاع، وما تبرم ولا اشتكى نصير لأنه شغل هذا المركز باقتدار في مونديال قطر 2022.
لكن السؤال الذي قفز للواجهة بعد كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار التي خرج الفريق الوطني من دورها ثمن النهائي:
هل سيبقى من المجدي اللعب بنصير مزراوي ظهيرا أيسر، حتى لو كان يشغل هذا المركز داخل نادي بايرن ميونيخ الألماني؟
الجواب كان طبعا لا، ذلك أن وجود مزراوي في الرواق الأيسر يضعف إمكانياته وقدراته.
نصير مزراوي انتقل هذا الموسم من البايرن لمانشستر يونايتد، ومن دون مقدمات، قبض الرجل على الرسمية كظهير أيمن، وسيلعب اليوم السبت مباراته الثانية تواليا في ذات المركز الذي يظهر قدراته الفنية العالية التي أشاد بها الجميع.
ويبقى السؤال الذي يحير الجميع هو:
إذا كان نصير مزراوي سيتواجد منطقيا مع أشرف حكيمي في المعسكر القادم للفريق الوطني، فما هي يا ترى الصيغة التي سيلجأ إليها الناخب الوطني وليد الركراكي للإستفادة من اللاعبين معا وهما برصيد تقني وذكاء تكتيكي عال جدا؟
هل يكون الحل المرضي هو العودة تحت الإكراه للصيغة القديمة، باللعب بمزراوي ظهيرا أيسر، مع عدم وجود لاعب بمستويات عاليك وبجاهزية مطلقة لشغل هذا المركز؟
أم أن وليد سيجرب اللعب بمزراوي في وسط الميدان؟