هذا الفتى هو قصة من حياة الواقع، قصة اختار لها سفيان أن تروى عبر فيلم وثائق يدرس ومن الآن كيفية إخراجه وحبكة السيناريو الذي يليق به.. قصة صعود أعلى القمم من السفح.. عصامية، إيمان بالذات والقدرات وخاصة بالله سبحانه وتعالى..
مشاهد تراءت أمام أعين رحيمي طفلا مثل شريط مسلسل، فكتب له الله أن يعيشها واقعا في حاضره وحتى مستقبله فهو يناديه ليعيش الجزء المتبقي منها..
نجوم حلم رحيمي بإلتقاط صورة معهم، فتحول المشهد عكسيا لذات النجوم وهم يطلبون رحيمي ليلتقطوا معه ذات الصور، في الحوار التالي ينقلنا رحيمي الهلامي السهم الأولمبي في حربة السكتيوي الهجومية لبحور أحلامه التي تفيض بالطموحات التي لا حد لها، يبدأ معنا من باريس ويعرج بنا على محطتي الرباط وأمريكا بشكل مزدوج.. شدوا إذن الأحزمة لتفكوا الألغار؟

• المنتخب: الإستهلال عادة يكون من حيث الحاضر والآني، والقصد بطبيعة الحال أولمبياد باريس وموقعة الأرجنتين، حدثنا عن هذه التظاهرة وبعدها القمة؟
ـ سفيان رحيمي: بطبيعة الحال هو حدث وتظاهرة يحلم بها كل لاعبي كرة القدم على مستوى العالم، تابعتها صغيرا وقد حضرها  أساطير كبارا، ولله الحمد ربي لم يخيب ظني، فور استقبالي إشارة الحضور والتواجد في هذه الألعاب دارت من حولي الأرض،  الألعاب الأولمبية هي في قيمة كأس العالم، ولو مع الإشياء التي حدثت مؤخرا من خلال رفض الفرق تسريح لاعبيها دون تدخل أو دون أن يكون للفيفا دور لتتدخل، ومع ذلك هي تظاهرة تعني لي الكثير مثلما تعني لكل رياضيي العالم الكثير.

• المنتخب: موقعة الأرجنتين في أول إطلالة للمنتخب الأولمبي، كيف تقرأ فنجانها؟
ـ سفيان رحيمي: أكيد مواجهة من عيار ثقيل جدا، الأرجنتين هم أبطال العالم، ومؤخرا توجوا بالكوبا أمريكا، داخل نادي العين يدربني واحد من أساطير الكرة الأرجنتينية السيد هيرنان كريسبو، وقد كنت أسمع وأتابع شغف الأرجنتينيين باللعبة، لكن بعدها وقفت على هذه الحقيقة، فلديهم تعلق حد الجنون بالكرة.
نحن جاهزون، التحضيرات تمت وفق ما خطط له المدرب والجامعة، كما أن الحماس يسيطر مثلما هو التفاؤل كي نبدأ هذه المرة بانتصار بخلاف المرات السابقة ولو أن المهمة صعبة.

• المنتخب: يدربك كريسبو وتواجه منتخبا يدربه زميله السابق ماسكيرانو، كيف تقرأ المشهد؟
ـ سفيان رحيمي: كلاهما من مدرسة مختلفة، كريسبو يعشق الكرة الجميلة والهجوم وهو ما تابعه الجميع مع نادينا العين محليا وأسيويا، أعتقد أن ماسكيرانو خططي أكثر ويميل للتكتيك مثل سكالوني والمنتخب الأرجنتيني الأول، ما يهمني هو أن نكون عند حسن الظن بغض النظر عن هذه التفاصيل الصغيرة، القرعة لم تكن رحيمة لأننا سنواجه بطل العالم وأمريكا والأولمبياد في وقت سابق مرتين.

• المنتخب: ما الذي يمثله لك أن تكون واحدا من 3 أسود تمت دعوتهم للحاق، بل لدعم صفوف الأولمبيين؟
ـ سفيان رحيمي: سأكون كاذبا لو قلت أنني توقعت ولغاية وقت سابق أنني سأحظى بهذا الشرف، لكن الله سبحانه وتعالى هو من يدبر كل شيء، الظروف خدمتني على ما يبدو بغياب من كانت أسماؤهم مطروحة قبلي، ولأن  نادي العين لم يضع أي عراقيل بوجهي،  مثلما أنه لكل مجتهد نصيب، أعتقد أنني ركبت القطار في المحطة الصح كما يقولون، لأن الإستدعاء تزامن مع توهجي وكوني في قمة الأداء والفورمة ولله الحمد، ولن أخذل السيد المدرب على هذه الثقة.

• المنتخب: يضعك الأمر وقد تغيبت عن الكان وحزت تعاطفا كبيرا في موقع ضغط، أليس كذلك؟
ـ سفيان رحيمي: إطلاقا لا، وحتى لو كان هنالك ضغط فأنا أعشق هذا النوع من الضغوطات، أتنفس بهذا النوع من الضغط الجميل لأنني أراه حافزا للرد والتأكيد، وعلى أنني أستحق التعاطف الذي قلت.
لذلك على العكس من ذلك تماما لا أراه ضغطا سلبيا، بل تعويضا على عدم حضور الكان، وبالنسبة لي هذا الأولمبياد وبعد كل الذي شاهدته وتعايشت معه بالمعسكر، هو فرصة لا ينبغي أن تمر دون أن تترك الكرة المغربية بصمتها وأثرها فيها.. أذهلني هذا الجيل الموهوب من العناصر صغيرة السن ولو مع الغيابات، لأن المنتخب الوطني على الدوام عوضنا أنه بمن حضر..

• المنتخب: ستكون العين مسلطة عليك لاعبا معول عليه حتى مع الأسود، تعلم قصدي الناخب الوطني يراقب المشهد ويقيم الحاضرين؟
ـ سفيان رحيمي: أبدا لن أضع في تفكيري هذا الأمر، لن أحشر نفسي في هذه الزاوية لأنني هنا في خدمة بلادي عبر بوابة المنتخب الأولمبي، وبطبيعة الحال أنا مثل بقية العناصر في مهمة تشريف الكرة المغربية وإعلاء رايتها وليس بصدد البحث عن مكانة أو الرد  على أحد، لست لوحدي من سيراقبه السيد الركراكي، داخل هذا المنتخب 12 لاعبا على الأقل من الأسود، السيد الركراكي مدرب محترف وقد كان له دور كبير في تحفيزي في المشوار الأسيوي وطلب مني التتويج وأن أواصل بنفس الإبهار وهذا ما كان.