كان لا بد للحدس أن يتدخل، مثلما كان لخبرة السنوات وفراسة المؤمن أن تحرك بوصلتها، فكان الإتجاه وبإصرار كبير للظفر بحوار مع نجم ساطع، يعامل في اليونان كأسطورة ولا ينال حظه من التطبيل الإعلامي إن جاز الوصف كآخرين.. إنه أيوب الكعبي الذي استقر عليه اختياري لمحاورته، فنجح المراد والمسعى لنصل للهداف الأوروبي الذي تخول ل «هيركوليس أولمبياكوس» مثلما يطلق عليه أنصار النادي.. كيف لا وقد قاد الكرة اليونانية بعد قرن من الفراغ والأصفار لتعتلي بوديوم أوروبا بفيض أهدافه المتدفق..
في "بورتري" الحوار ستلامسون أسرار إضافية رافقت الحوار، قبل وبعد موقعة الكونغو، وكيف تواعدنا على "الهاتريك" قبل أن يدون فعلا بالسيقان وليس فقط باللسان.. أبحروا مع أيوب في حواره المثير لتعثروا على وصفة الصبر التي قادته لهذا المجد..
الكعبي من هواة اتفاق لالة مريم لملك مؤتمر أوروبا.. إربطوا الأحزمة:
• المنتخب: نشكرك على قبول الدعوة، ترحيبنا كبير هل بهداف ؛الكونفرس" أم بعريس ليلة القبض على فهود الكونغو؟
ـ أيوب الكعبي: بدوري ممتن لكم، بل شاكر لكم هذا الإهتمام والذي ليس بجديد عنكم، وقد واكبتم معي رحلة البداية من الصفر، لذلك لا تهم الصفة، لكم الإختيار ولو أنني أفضل أن ننطلق من حيث إنتهى الموسم بانتصار رائع في أكادير.
• المنتخب: جميل جدا أن تربط نفسك بالمنتخب الوطني والأجمل هو الختام مسكا ب«هاتريك تاريخي»، هل يمكن القول أن أبراجك في العالي أيوب؟
ـ أيوب الكعبي: كل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، لا شي في هذا الكون نتحصل عليه دون تضحيات ودون صبر وخاصة إخلاص النية، لقد راودني إحساس أن النحس لو أمكن أن أصفه كذلك والذي رافقتي في 7 مباريات سابقة مع المنتخب الوطني سينتهي في واحدة من المبارتين.
الحمد لله لم يخب ظني، لأنني أتيت متصالحا مع المرمى وشعرت أن حظي في الثلث الثالث من الموسم كان في العالي، وبطبيعة الحال هذا "الهاتريك" هو هدية لجماهير المغرب وأكادير قبل عيد الكبير كما نقول عنه.
• المنتخب: كلمتك قبل المباراة وتواعدنا على "الدوبلي أو الهاتريك" وكان حدسنا موفقا، أساس ذلك ما لمسناه من حماس لديك وخاصة النضج، ما تعليقك؟
ـ أيوب الكعبي: صحيح، ومثلما أكدت أنت ذلك كان حدسي يسير في نفس الإتجاه، صدقني ما سعيت خلف هذا الإنجاز بقدر كانت رغبة اللاعبين إظهار ردة فعل بعد مباراة زامبيا، كان إصرارهم كبيرا على مراضاة الجماهير المغربية وتقديم أداء راقي على وجه الخصوص وهذا ما كان.
صدقني لم أسعد للهاتريك قدر سعادتي للأجواء التي خيمت على المباراة، وخاصة الدفء الذي لمست أنه عاد بيننا وبين جماهير المنتخب الوطني.
• المنتخب: السداسية وفيستفال الأداء، هل هي ردة فعل لاعبي الأسود من تحكم في رسم هذا المشهد، أم ضعف المنافس؟
ـ أيوب الكعبي: أنا إبن الشعب، وقبل أن أكون لاعبا محترفا كنت مشجعا لمنتخب بلادي، وأتفهم الحماس الزائد و«الحرورية» التي تتملك كل واحد منا حين لا يرقى أداء الأسود للمطلوب، لكن ما يحز في النفس أحيانا هو أن نربط نتيجة سلبية بضعف الفريق الوطني ونتيجة إيجابية أو انتصار كبير بضعف المنافس.
لذلك أقول أن هذا العرض الكبير قبل أن نرده لطبيعة الخصم، كان بفضل عزم اللاعبين والمدرب والمجموعة ككل على التصالح مع الأنصار واستعادة ثقتهم في هذا التوقيت بالذات، لذلك رسالتي عبركم هي «رجاء لا تقسوا على هذا المنتخب الذي أسعدنا في قطر وأنا واثق أنه سيسعدنا في "الكان" القادم في بلادنا بمشيئة الله تعالى».
• المنتخب: من 5 كرات وصلتك سجلت 3، هل نحن بصدد الكعبي الناضج السفاح الذي افتقدناه كرمح ورأس حربة داخل عرين الأسود؟
ـ أيوب الكعبي: أنتم تقولون هداف بالفطرة، إلا أنه من يلعب في هذا المركز يعلم أنه مع الفطرة لا بد وأن تحضر الكثير من الأمور التي يتم التمرن عليها، فلم يعد شيء متروك للصدفة في عالم كرة القدم.
التحرك من دون كرة، التمركز الصحيح، توقيت طلب الكرة والقرار الصحيح والسرعة وليس التسرع في التنفيذ، هذه الأشياء تكتسب مع الممارسة وتنضاف للفطرة، وأنتم تطلقون عليها النضج، وأعتقد أنني في هذه المرحلة حاليا.
• المنتخب: قبل أن نطوي صفحة "الهاتريك" لنحلق صوب اليونان وأوروبا، أين يضع الكعبي هذا الإنجاز في سجلاته الرقمية؟
ـ أيوب الكعبي: هذا "الهاتريك" من أغلى "الهاتريكات" في مشواري، ليس سهلا أن يسجل لاعب مع منتخب بلاده وفي مباراة عن تصفيات المونديال هذا "الهاتريك"، لذلك ثلاثية أكادير بالنسبة لي ولادة جديدة مع الأسود.
إضافة تعليق جديد