يرضينا في ما شاهدناه أمس الجمعة، من مواجهة الفريق الوطني لنظيره الزامبي، عن ثالث جولات تصفيات كأس العالم 2026، أن الفريق الوطني حقق الفوز الذي خاصمه في آخر ثلاث مباريات، بخاصة في مباراة جنوب إفريقيا، التي كلفته الخروج من كأس إفريقيا للأمم بشكل مبكر.
ويرضينا أيضا، أن الفريق الوطني لم يترك دائرة القلق على ضعف النجاعة الهجومية تكبر، وهو ينهي صياما عن التهديف دام لثلاث مباريات، بأن سجل هدفين في مرمى زامبيا، لكن ما لم يرضنا هو الأداء التقني العام للفريق الوطني، الطريقة التي دبرت بها العناصر الوطنية مباراة زامبيا، وترك الفضاء تملأه أدخنة الشك في قدرات لاعبي الفريق الوطني.
لا أظن أن جدلية النتيجة والأداء، غابت لمرة عن النقاش الجاد بل والتقييم الموضوعي للمباريات، فحتى لو عمد مدربون إلى تنبيهنا، بأن الأهمية في مقام أول هي للنتيجة وليس للأداء، إلا أن منطق المشاهدة لمئات، بل لآلاف المباريات، يقول أن النتيجة لا يمكن أن تأتي دائما بمعزل عن الأداء، كما لا يمكن للفوز أن يتحقق دائما من دون أداء جيد، والحال أن الفريق الوطني عند مواجهته لزامبيا حقق الفوز المبحوث عنه ، الفوز الذي يضمن البقاء في صدارة المجموعة، بخاصة وأنه كان انتصارا على منافس مباشر بحكم ترتيب المجموعة بحسب المرجعية التاريخية، إلا أنه لم يقدم عبر الأداء العام، الكثير من التطمينات، ما غيب الإقناع والإقتناع، ولذلك علاقة بمنظومة اللعب المرتبطة أساسا بالتوظيفات.
نجح الفريق الوطني في التسجيل مبكرا، وهو معطى إيجابي جدا، كان يحفز الفريق الوطني على أن يجر المنتخب الزامبي الباحث عن التعادل من منطقته، ليحصل على المساحات الضرورية لبناء الهجمة المنظمة، لكن ذلك لغاية الأسف، تعذر بسبب أن الفريق الوطني لم يفلح في تسريع عملية الإنتقال من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية، وبسبب أن اللاعبين أغرقوا في البحث عن الحل الفردي بمحاولة الإختراق برغم كثافة الرقابة، كما تبين لنا من خلال المباراة أن الإصرار على اللعب بزياش في مكانه الأصلي وبابراهيم دياز في الجهة اليسرى من الوسط، لا يفيد بشيء، بدليل أن إبراهيم سيتحرر بانتقاله للرواق الأيمن (ومن هناك بنيت عملية الهدف الثاني).
إذا في مباراة زامبيا حضرت النتيجة وغاب الأداء الذي يتطابق مع الجوانب المهارية للاعبين، وأبدا لم نتحرر من السؤال..
متى يستطيع الفريق الوطني أن يؤسس للهوية التكتيكية الجديدة ذات النزعة الهجومية؟
أو بالأحرى، هل بمقدور وليد الركراكي أن يبدع هذه الهوية؟
عود على بدء: لكل شيء إذا ما تم نقصان..
إضافة تعليق جديد