• إشكالية توظيف.. فشل منظومة أم إفلاس خطاب؟
بتواجد 9 لاعبين من الفريق الوطني اليوم على أعتاب المجد الأوروبي ولاعبين بنفس الطموح يدنون من الريادة أسيويا، يكون أكثر من ثلث عرين الأسود في ذروة العطاء وفي القمة ويراكمون نجاحات فردية بمعزل عن الغطاء الجماعي لذات النجاح الذي يعيشونه رفقة نواديهم.
4 في عصبة الأبطال في مربع الذهب و3 في أوروبا ليغ ولاعبان في كونفرنس ليغ ولاعبان في نصف نهائي عصبة آسيا، والأمر بذات الصيغة التي يثير من خلالها البهجة والإفتخار فإنه يسائل الركراكي ويضعه تحت طائل الضغط، كيف ذلك؟
• العصبة بقبضة العصابة
العصابة أولا لغة لا تعد تعبيرا قدحيا، لأن العصابة تعني الجماعة، وبه فإن عصابة تضم 4 لاعبين من الفريق الوطني، هم اليوم على أعتاب مجد يتمناه كل لاعب أوروبيا في أمجد الكؤوس الأوروبية، يتقدمهم ابراهيم دياز عطفا على تواجده ضمن صفوف سلطان اللعبة ريال مدريد، تعريجا على حكيمي مع باريس سان جرمان، ثم ثنائي البايرن مزراوي وآدم أزنو.
هذا الحضور النوعي القوي جدا هو مبعث فخر، كونه يضع ومن الآن أسد من أسود الأطلس في ويمبلي العريق في مباراة النهائي، بالنظر لاصطدام دياز ومزراوي الذي سيفتح معابر بلندن لوجه أحدهما، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية، على اعتبار أن الرقم القياسي كان 3 لاعبين حين تواجد أياكس الهولندي بالثلاثي مزراوي، زياش ولبيض في نفس المحطة لكن بلون واحد.
• عدلي والآخرون
في أوروبا ليغ يحضر 3 أسود في نصف النهائي، يتقدمهم أمين عدلي مع الظاهرة ليفركوزن القريب من حصاد الثلاثية التاريخية، ومعه ضمن الثنائي حارث وأوناحي التواجد في نفس المحطة رفقة مارسيليا بعد إزاحة بنفيكا البرتغالي في أفضل نتائج النادي الفرنسي منذ سنوات طويلة أوروبيا.
وفي كونفرنس ليغ يحضر الثنائي الكعبي والعرابي رفقة أولمبياكوس، ليتجسد حضور لاعبي الفريق الوطني في مربع كافة المسابقات الأوروبية بشكل غير مسبوق.
وبعيدا عن القارة العجوز، سفيان رحيمي مع العين الإماراتي، وياسين بونو مع الهلال السعودي، واحد منهما على بعد خطوة من النهائي وبه الريادة أسيويا وبمساهمة فعالة لكليهما.
• أين الخلل؟
القصد من هذه الورقة التحليلية، بطبيعة الحال الإحاطة بهذا الحضور النوعي الرائع والقوي جدا للاعبي الفريق الوطني في محطات متقدمة جدا من أمهات المسابقات القارية المختلفة، ولم نذكر هنا رضا سليم مع الأهلي المصري وعبد المنعم بوطويل مع صن داونز من جنوب إفريقيا كونهما لم يحضرا أي معسكر من معسكرات الأسود مع الركراكي.
القصد هو أن حضور كافة هؤلاء كان بمساهمات خلاقة منهم، حكيمي أثبت قيمته في مشوار الفريق الباريسي لأنه بغيابه تعطلت آلة مبابي.. مزراوي في توظيف مماثل للذي يتقمصه مع الأسود على استحياء كان متميزا مع بايرن ميونيخ لفرملة الصاروخ ساكا من أرسنال.. آبراهيم بزئبقية اعتيادية هو من رجال الميرينغي المساهمون في هذا التقدم، كيف لا وهو صاحب هدف رائع ضد لايبزيغ الألماني يصنف الأجمل في النسخة.. عدلي مع تشابي ألونسو ليس هو عدلي الركراكي، وحارث المختفي مثلما أوناحي المترنح مع الأسود هما متوهجان مع مارسيليا، بذات قدر فعالية الكعبي مع أولمبياكوس وهو الغائب تهديفيا ل 7مباريات متتالية مع الفريق الوطني، وبطبيعة الحال رحيمي العين ليس هو رحيمي الذي تابعناه في وديتي أكادير.
الملخص واضح وصريح، هذا التوهج كما وكيفا للأسود مع نواديهم، يقابل باضمحلال واضح مع الأسود، لذلك لا أعذار لوليد أن يكون له لاعبون بهذا اللمعان في القمة أوروبيا ويختفون بالعرين، اللغز إما سوء خطاب أو توظيف.
إضافة تعليق جديد