جاءت هزيمة الفتح الرباطي أمام أهلي طرابلس بهدفين للاشيء غير منتظرة بالنظر لكون الفريق الليبي ليس بفريق قوي خاصة وأن البطولة الليبية متوقفة وأن الفريق الرباطي يتوفر على لاعبين من المستوى الجيد لهم من الخبرة ما يكفي ليكونوا جاهزين لهذه المسابقة الإفريقية الهامة، لكن مع كامل الأسف تعطلت لغة الفوز وعاد الفتح بخسارة لا نتمنى أن تكون سببا في خروجه مبكرا من هذه المنافسة، لذلك نتمنى أن يظهر الفريق الرباطي بصورة مغايرة عن مباراة الذهاب ويتجاوز فارق الهدفين بعزيمة كبيرة وإرادة إن هو أراد الإستمرار في كأس عصبة أبطال إفريقيا.

هزيمة قاسية
مني الفتح الرباطي بهزيمة قاسية في مباراة الذهاب بهدفين للاشيء طرحت العديد من علامات الإستفهام، حول مصير الفريق الرباطي الذي كان في الأمس القريب هو صاحب الكرة الجميلة في البطولة وتوج بها بلقب البطولة الإحترافية، لكن هذه الكرة تراجعت للوراء وأصبح الفتح في كف عفريت سواءا في البطولة الإحترافية أو على الواجهة الإفريقية، لذلك فالمباراة التي خاضها ضد أهلي طرابلس الليبي كشفت الحقيقة والتي تتجلى في بعض الإختلالات التي أصبحت مقلقة على مستوى خط الدفاع، ثم ضياع الفرص السانحة للتسجيل وعدم الإنضباط مع النهج الذي عرف به الفتح في مبارياته.

غياب النجاعة والإنسجام
بالإضافة للأخطاء فقد غابت النجاعة والإنسجام عن الفريق الرباطي، حيث ظهرت خطوطه مشلولة ما مكن الفريق الليبي من السيطرة على مجريات المباراة، وخرج منها فائزا بهدفين للاشيء، الشيء الذي أقلق أنصار الفتح الذين يعولون على هذه المسابقة لتعويض الخروج من المنافسة على لقب البطولة بالنظر للنتائج السلبية التي أصبح يحققها في كل مبارياته بدليل إنهزامه في 8 مباريات وهو الأمر الذي لم يكن في السنوات الماضية، والخوف أن يستمر هذا النزيف ويضيع الفتح فرصة تاريخية للتأهل لدور المجموعات لعصبة أبطال إفريقيا.

ADVERTISEMENTS

هل يغير الركراكي من الطريقة؟
الطريقة التي ظهر بها الفتح الرباطي في مباراته أمام الأهلي الليبي لم تكن مقنعة ما منح الأفضلية للأهلي الليبي الذي تمكن من الفوز بهدفين للاشيء، خاصة عندما وضع اللاعب هشام العروي في مركز الدفاع الأيسر في الوقت الذي يلعب كمهاجم، لكنه تدارك الموقف في الشوط الثاني وأعاد العروي لمكانه الطبيعي، وإدخال جريسي المبعد مكان الباسل المصاب كل هذه الأمور بعثرت أوراق المدرب الذي لم يحسن الإخيار ولم يتعامل مع هذا المستجد بالطريقة التي كان يجب فيها التعامل مع هذه المباراة.

الجاهزية مطلوبة
في مثل هذه المباريات يجب على الفريق الرباطي أن يكون جاهزا بدنيا وتقنيا لكون المسابقة تضم أجود الأندية الإفريقية التي تتوفر على مؤهلات جيدة، صحيح أن الفتح الرباطي يتوفر على لاعبين لهم من المهارات ما يكفي لمواجهة أهلي طرابلس الليبي وعلى المدرب الركراكي أن يعي جيدا بأن هذه المواجهة ستشكل محطة حقيقية للعبور لدور المجموعات وتأكيد جاهزية الفريق لهذه المسابقة القوية وإعادة سيناريو الأمس القريب عندما كان قريبا من الوصول للعب المباراة النهائية في كأس الكونفدرالية.

الأهلي الليبي
نعرف جيدا بأن الأهلي الليبي يشكل واحدا من الأندية القوية في البطولة الليبية المتوقفة ولكونه يضم في تشكلته أهم العناصر التي تشكل المنتخب الليبي، لذلك سيكون على الفتح الرباطي إجراء هذه المباراة بكثير من التحدي حتى تكون مباراة الإياب بالرباط فرصة لحسم التأهل بطريقة سهلة، حتى وأن الأهلي الليبي سيستغلها فرصة للعودة للواجهة الإفريقية وتأكيد هذه العودة بالفوز على الفتح كما فعل في الذهاب.

ADVERTISEMENTS

غيابات مؤثرة
يعيش وليد الركراكي مدرب الفتح الرباطي حالة من القلق بسبب كثرة الإصابات التي ضربت أهم لاعبيه قبل مباراة الذهاب أمام أهلي طرابلس.
وتأكد غياب أهم لاعبي الفريق محمد فوزير لأكثر من شهر بعد تعرضه للإصابة في مباراة الديربي أمام الجيش الملكي وهي الفترة التي سيتغيب من خلالها يوسف لكناوي الذي غادر نفس المباراة مصابا ثم المدافع السينغالي الصلب آس مانداو المصاب بدوره ثم المهدي الباسل وكريم بنعريف.  

الهزيمة التي كشفت المستور
المتتبع لمباريات الفتح الرباطي سيتأكد له أن هناك شيئا ما ينقص الفتح، بل حتى المباريات التي إنتصر فيها فإنه يقدم مستويات غير مقنعة، وجاءت الهزيمة أمام الأهلي الليبي في عصبة أبطال إفريقيا لتؤكد هذا المعطى في ظل المستوى الذي قدمه.
ولم تساعد الصفقات التي أبرمها المدرب وليد الركراكي لتقديم المستوى المطلوب، ذلك أن جل اللاعبين الجدد الذي انتدبهم الفريق هذا الموسم لم يسجلوا أي إضافة، وهم أحمد جحوح والمهدي البطاش وابراهيم البحري وكريم بنعريف ومامادو نيانغ ومحمد سعود، هذا إذا أضفنا أيضا تراجع مستوى مجموعة من اللاعبين في الفترة الأخيرة، كعبدالسلام بنجلون وأدام النفاتي ويوسف الكناوي وغيرهم، ما يؤكد أن وليد الركراكي مطالب بتصحيح أوضاع الفريق.
البرنامج
دوري أبطال إفريقيا - إياب الدور الأول -
السبت 18 مارس 2017
بمركب مولاي الحسن: س 19: الفتح الرباطي ـ أهلي طرابلس الليبي