كنا سباقين عبر «المنتخب» للتأكيد على أن عولمة المونديال ستقود كأس العالم للمغرب ليتشرف باحتضانها سنة 2026 بعد أن كان أول العرب والأفارقة الذين غازلوها فيما مضى والجرأة على بلدان رائدة للظفر بالحدث الكروي الكوني الأرفع.
اليوم الصحافة الأوروبية تعيد التأكيد على أن المغرب يملك كل الحظوظ للظفر باحتضان المونديال باستحضار الشراكة المربحة التي كنا سباقين لكشفها مع الجارين الإيبيريين.
في الورقة التالية نحلل الحظوظ وتقرأ فنجان الفيفا الراغبة في منح المغرب هذا الشرف.

مطاردة حلم هارب
هو كذلك ولكونه حلما هاربا فلأن المغرب كان أول الأفارقة والعرب الذين كسروا القواعد لا على مستوى التأهل للدور الثاني لهذا الحدث الكروي الرفيع المستوى ولا على مستوى إعلان نفسه منافسا لبلدان متقدمة طالبا راغبا في التنظيم واحتضان الحدث الكروي الكبير.
ظل الحلم هاربا منذ 3 عقود تقريبا ولو أن مؤاخذات سجلت على المحاولات الأولى في ظل تواجد ملعبين فقط والبقية كلها كانت مجسمات وكرطون لم يرمن بها لا هافلانج ولا من تبعه والمقصود السويسري بلاتير المشبع بالبراغماتية وما هو موجود على الواقع وأحيانا أكثر من الواقع نفسه.
مطاردة هذا الحلم تطلب الكثير ماليا على مستوى حملات الترويج وعلى مستوى إعادة تأهيل و صياغة البنيات التحية والملاعب الكبيرة لتكون جاهزة للإستحقاق.

ADVERTISEMENTS

إينفانتينو وليس بلاتر
ونظرا لما لحق جهاز أو امبراطورية الفيفا من هزات وكوارث أرخت بظلالها على التركيبة والمؤسسة شكلا ومضمونا وتغيير عدد من الوجوه التقليدية التي ظلت ماسكة ومدبرة لزمام الأمور ومتحكمة في كل شيء، وعلى رأسها سيب بلاتير الذي خرج من النافذة خروجا مهينا، وتعويضه بمواطنه إينفانتينو فقد كان لزاما أن يفرز هذا التغيير تغييرات موازية على مستوى أنماط المسابقات التابعة للفيفا والتي ترعاها.
ولأن المونديال هو الإبن البار للفيفا وهو الغنيمة التي تغدق ملايير الدولارات على هذا الجهاز وتحوله لدولة عظمى قائمة الذات فقد كان لزاما أن يشهد شكل المسابقة ومعه شكل التنظيم ثورة نمطية ستقوى سنة 2026 لعولمة المونديال بتنظيم مشترك وبمشاركة ربع البلدان المنتمية للفيفا.

الشراكة المربحة
وتحكيما للعقل والمنطق الذي يقول باستحالة تنظيم حدث كروي مثل المونديال تشارك فيه 48 دولة ببلد واحد وعلى أن التنظيم يجب أن يكون مشتركا بين أكثر من بلد فقد كان على المغرب أن يعمق الدراسة ويتخذ القرار المناسب بما يرفع الحظوظ ويقوي الهامش ويعلي رايته عاليا.
إنتبه المغرب إلى أن جيرانه (الجزائر وتونس ومصر) قد لا يشاطرونه نفس الرغبة والطموح والأكثر من هذا إدخالهم شركاء في التنظيم قد يضعف الملف نظرا ظروف كل بلد على حدا، فكان لزاما التوجه لشراكة مربحة باتجاه بلدين شقيقين جارين هما البرتغال وإسبانيا المعبران بالبنية التحتية والإرادة عن نفس رغبة وطموح المغرب في جر المونديال لأراضيها.

ملاعب رائدة وذكية
هذه المرة من حق المغرب أن يعلن نفسه مرشحا للمونديال وبقوة ودون مركب نقص ومن حق المغرب أن ينافس ولو منفردا بلدان عالمية على شرف التنظيم بعد أن حول الماكيط والكرطون والمجسمات لملاعب على الواقع.
المغرب بـ 9 ملاعب رائدة ومستجيبة لمعايير عالمية وبسعة عالمية أيضا تعززت بملعبي تطوان ووجدة اللذين سيكونان جاهزين قبل 2020 يكون قد استوفى شروط دفتر التحملات من هذه الناحية ويتفوق حتى من الجوانب الأمنية والسياحية وكذا القرب الجغرافي من أوروبا التي تتوفر على أكبر كوطة منتخبات مشاركة ما يضمن النجاح الجماهيري.
إلا أن الإشتراك في التنظيم يعفي المغرب من كل هذا ويلزمه فقط بوضع 4 ملاعب لا غير على دفتر الترشيح والبقية بمبدإ المناصفة مع شركائه وهو أمر متوفر ومتاح.

ADVERTISEMENTS

التصويت يدعمنا 
وخلافا لكل المرات السابقة التي لدغنا فيها ومن خلالها من جحر التصويت والمصوتين بكتلة المكتب التنفيذي الذي كان يتحكم فيها سيب بلاتير بشكل مثير للغاية وبطرق رخيصة وحقيرة، إذ كانت كتلة لا يتعدى عددها 26 مصوتا بما فيها الرئيس هي من تقود لمنح التنظيم لهذا البلد على حساب الثاني.
هذه المرة 207 من المصوتين هم سيعلنون من سيتولى التنظيم وهم من سيحملون مونديال 2026 في شكله الإستثنائي وغير المسبوق لمن يستحقه.
في نهاية المطاف المغرب استفاد من الدروس والفيفا تعلن دعمها للملف المغربي كما سنتابع بالملف التالي الذي سنواكبه بمعطيات حصرية.