بالرغم من الأزمة التي يمر منها الرجاء،و توالي احتجاجات اللاعبين وإضرابهم عن التداريب بسبب مشاكل المستحقات وخلافهم مع المكتب المسير، فإن هذه الوضعية لم يكن لها تاثير سلبي على نتائج الفريق الأخير،بل إنها زادت اللاعبين إصرارا على تحدي كل هذه الإكراهات، ما مكنهم من إضافة فريق شباب قصبة تادلة لباقي الضحايا بعد التفوق عليه بثلاثية نظيفة في المباراة التي احتضنها مركب مولاي عبد الله مساء الأحد، ومكنت هذه النتيجة الإيجابية أشبال المدرب فاخير من تعزيز موقعهم في الصف الثالث مع تقليص الفارق عن الوصافة التي يحتلها الغريم الودادي الذي اكتفى بالتعادل بميدان شباب خنيفرة.
مع انطلاق الشوط الأول بادر فريق الرجاء نحو الهجوم بحثا عن هدف السبق و كاد يتاتى له ذلك في وقت مبكر وبالضبط في الدقيقة الثالثة إثر تمريرة في العمق الدفاعي للزوار،لكن الحار بلكميري كان أسرع من المهاجم الواصلي،النسور لم يتسرعوا في البحث عن الهدف، بل حاولوا بناء هجومات منسقة من الخلف في اتجاه المهاجمين مومي و كذا الواصلي،مع الإعتماد كذلك على تحركات الحافيظي التي شكلت الخطورة على دفاع الفريق التدلاوي.لكن أخطر فرصة كانت لفائدة الهداف مومي الذي سدد نحو المرمى حيث انهزم الحارس بلغميري إلا أن اللاعب أوشويا أنقذ فريقه من هدف محقق.
التهديد الرجاوي ظل مستمرا، والإتجاه هو مرمى حارس فريق شباب قصبة تادلة،في وقت ركز فيه اشبال المدرب الإدريسي على تحصين الدفاع، وسد الفراغات على مستوى خط الوسط، مع الإعتماد على الهجومات المضادة السريعة، لكنها كانت تفتقد للمساندة و للفعالية،ما يجعلها تمر بردا و سلاما على دفاع النسور بقيادة الحارس المتألق الزنيتي الذي لم يختبر كثيرا، وبالمقابل تعذب دفاع الزوار كثيرا في ظل الضغط القوي الذي مارسه أشبال المدرب فاخير،و في غياب الحلول الناجعة وصعوبة الوصول للشباك حاول النسور خلق بعض الفرص عن طريق الكرات الثابتة، وبالفعل فقد كانت حلا مناسبا حين نجح كروشي من فك هذا اللغز الدفاعي بعد تسديدة مركزة من كرة ثابتة هزم بها الحارس بلغميري في الدقيقة 23.
هذا الهدف فرض على الزوار الخروج للبحث عن تعديل الكفة و العودة في المباراة،لكنهم اصطدموا بفريق منظم، وبلاعبين مجربين عرفوا كيف يتعاملون مع اطوار المباراة خاصة في ظل السبق الرقمي المتواجد بحوزتهم،و لعل أوضح فرصة للزوار هي التي جاءت بدورها من كرة ثابتة وتمريرة من الجهة اليمنى تصدى لها المدافع شهاب وانتهت بتصدي ناجح للحارس الزنيتي في الدقيقة 32، العناصر الرجاوية تراجعت بعد هدف السبق و لعبت باقتصاد، مع استعمال سلاح المباغثة، وقبل نهاية المباراة أضاف النسور الهدف الثاني رفضه الحكم الكزاز بعد إعلانه الخطأ لصالح كروشي، وبهذا الإيقاع، وبتفوق مستحق للفريق الأخضر بهدف نظيف انتهت أطوار الشوط الأول بافضلية لأصدقاء الراقي.
الشوط الثاني لم يختلف كثيرا عن سابقه حيث ركز النسور على الهجومات المنسقة وبناء العمليات من الدفاع مرورا بخط الوسط في اتجاه المهاجمين،في حين حاول الزوار اعتماد الضغط العالي على حامل الكرة لمنع العناصر الرجاوية من بناء العمليات و محاولة اقتناص بعض الأخطاء في خط الوسط للمناورة بهجومات سريعة و مباغثة، ومع انطلاق الشوط الأول كاد الشادلي بعملية زحلقة ان يستغل خطأ الحارس الزنيتي،لكن من حسن حظ النسور أن الكرة جانبت إطار المرمى.
الصراع ظل أكثر على مستوى خط الوسط،حيث ركز عليه الطرفان من أجل امتلاك مفاتيح اللعب، لكن الأفضلية ظلت رجاوية بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف الزوار، ومن أجل تعزيز الجبهة الهجومية بادر المدرب هشام الإدريسي لإجراء بعض التغييرات على تركيبته البشرية حيث أقحم سمير أيت بيهي للإعتماد على سرعته،لكن الخطورة ظلت رجاوية، وكما كان متوقعا فقد تمكن النسور من استغلال هجوم منسق قاده الحافيظي،و الهداف مومي يستثمر تمريرة من اللمطي ليهزم منها الدفاع و كذا الحارس بلغميري،ليمنح بذلك هدف الإطمئنان للمجموعة الرجاوية.
المدرب فاخير قام بدوره بإقحام الثنائي مبينغي و المنصوري لإنعاش جبهتي الوسط و الهجوم،و مع اقتراب المباراة من نهايتها دب العياء لأقدام اللاعبين في ظل ثقل أرضية الميدان بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على أرضية مركب مولاي عبد الله،
و حاول النسور مسايرة الإيقاع و التحكم فيه،دون ان يمنعهم ذلك من تهديد مرمى الزوار خاصة عن طريق التسديد من بعيد 
و قبل إعلان الحكم الكزاز على نهاية المباراة و بالضبط في الوقت بدل الضائع توفق البديل يوسف أنوار من إضافة هدف ثالث، وهو الأول له بقميص الفريق الأخضر، وبهذه النتيجة الإيجابية زكى النسور تفوقهم على شباب قصبة تادلة ذهابا و إيابا،الفوز مكن فريق الرجاء من الحفاظ على مركزه الثالث لكنه قلص الفارق الذي كان يفصله عن الغريم الودادي لنقطتين فقط،ما يعني بأن الفريق الأخضر قادم لا محالة للمنافسة بقوة على اللقب بالرغم من الأزمة و من كل الإكراهات التي تعيق مسيرة الفريق البيضاوي.وبالمقابل فإن مهمة الفريق التدلاوي أصبحت تزداد صعوبة بعد هذه الهزيمة الجديدة.