كانت سنة 2016، سنة أولمبياد ريو دي جانيرو بامتياز، وكانت السنة أيضا مؤشرا على مواصلة الرياضة الوطنية لتراجعها في ترتيب القوى العالمية وحتى القارية، وهي تعيد بريو دي جانيرو ما أنجز بلندن قبل أربع سنوات، أي أن الغلة في السباق الأولمبي لم تكن سوى ميدالية برونزية وحيدة تنطلق بكل حقائق الرياضة الوطنية المؤلمة.
لم نكن ننتظر من دورة ريو دي جانيرو النسخة 31 في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة معجزات، وقد قلت في زمن باتت فيه الرياضة تقدم الولاء الكامل للعلم بكامل أضلاعه، لم نكن نبيع أنفسنا الوهم ونقول بأن دورة ريو دي جانيرو ستكون أفضل من سابقتها قبل أربع سنوات، فقد تأكد من خلال الرصد ومن خلال كل المؤشرات العلمية والرياضية على أن حظوظ الرياضيين المغاربة في اعتلاء منصات التتويج ضئيلة ومنعدمة، وإن وجدت فإنها ترتبط برياضيين يعدون على رؤوس الأصابع، نحن من توجهنا إلى البرازيل بوفد قوامه 49 رياضيا يمثلون 13 نوعا رياضيا، وما أكثر ما تباهينا بأن رقم المشاركة ارتفع وأن عدد الرياضات الوطنية الممثلة في الألعاب الكونية قد زاد قليلا عن السابق.
عندما يتعلق الأمر بالمستويات العالية التي تفرضها الألعاب الأولمبية والبطولات العالمية والتي يجري الترتيب لها والإعداد لها بأشكال، وإن تفاوتت بحسب الإمكانات المادية واللوجستيكية، فإنها بالتأكيد لا تتطابق مع ما نضعه نحن كقاعدة للإعداد والتحضير، لقد كانت الآمال كلها معلقة على الملاكم العالمي محمد ربيعي، وما كان لهذه الآمال أن توضع على أكتاف هذا الشاب، إلا لأنه خرج علينا بشكل مفاجئ في بطولة العالم بالدوحة ليعلن بطلا للعالم، وليكون مرشحا بقوة الإنجاز ليمثل لمنافسات الملاكمة العالمية رقما صعبا، وقد حقق بعضا من الإنتظارات وهو ينال البرونزية الوحيدة في رصيد المغرب.
وإذا كانت الألعاب الأولمبية هي مؤشر لقياس التطور الرياضي في البنية المجتمعية لأي بلد، وإذا كانت الدول المالكة لمفاتيح الإقتصاد العالمي هي التي تتنافس على صدارة سبورة الميداليات، لأن للرياضة موقعا إستراتيجيا في منظوماتها المجتمعية، فإن الألعاب الأولمبية المنتهية بريو دي جانيرو وكل الإستحقاقات العالمية والقارية التي خاضتها الرياضة الوطنية سنة 2016 عكست حقيقة وجهنا في المرآة العالمية، وجه شاحب، وجه مخدوش ووجه لا يحتمل كل مساحيق التجميل التي نلجأ إليها كلما حل الموعد الأولمبي.
لا يمكن قياس الطموح بما يرصد من أموال، ولكن بما يوضع من سياسات وإستراتيجيات، والأولمبياد الذي كان علامة فارقة سنة 2016، قال بالحرف ما قاله من قبله أولمبياد لندن، قال أن رياضتنا الوطنية برغم ما تزخر به من رأسمال بشري أبعد ما تكون عن المستويات العالمية، ولذلك أسباب أطلنا في شرحها، بل وتحولت إلى أسطوانة مشروخة لا نفتأ نعيدها على مسامع المغاربة كلما انتهينا من سنة من السنوات، فلا من يسمع ولا من يتعظ ولا من يحرك ساكنا لوقف هذه المهازل.
وسنشرع تباعا في موافاتكم بالرياضيين الذين توجتهم أسرة تحرير «المنتخب» الإلكترونية والورقية نجوما لسنة 2016 التي ودعناها بالأمس.