الكيناني ـ الراقي ـ بورواص المباركي وآخرون

ظاهرة غريبة تعرفها البطولة هذا الموسم، تتمثل في تألق مجموعة من اللاعبين المتقدمين في السن، حيث يصنعون الفارق في أنديتهم بل يعتبرون من نجوم البطولة، تقدمهم في السن لم يزدهم إلا نضجا وعطاءا، بدليل أنهم يعتبرون علامات فارقة داخل أنديتهم، وعناصر مؤثرة في التشكيل، هم يرفضون الاستسلام لوداليك الزمن، ويؤمنون أن الكرة تعترف بالعطاء فوق البساط وليس بالسن، الشيء الذي يدفعهم لمواصلة مشوارهم بنفس الحماس والطموح. 

التجربة قبل الفتوة
تراهن مجموعة من الأندية على خبرة اللاعبين وتجربتهم، وتعطي الأولوية لهذا العامل على حساب الفتوة والشباب، لذلك يفضل مجموعة من المدربين الاعتماد على لاعبين متقدمين في السن، لأنهم يعطوا الأولية للعطاء وليس للسن، حيث تحفل كرة القدم عامة بالعديد من النماذج واللاعبين الذين استطاعوا أن يعمروا طويلا في الملاعب، وصمدوا فوق البساط الأخضر، وشكلوا فلتات في كرة القدم.
والأكيد أن ما يفرض على المدربين الإعتماد على لاعبين متقدمين في السن هو عطاؤهم وحاجتهم، خاصة أن بعض الربابنة يفضلونهم لإعطاء التوازن في المجموعة، ذلك أن النضج الذي بلغوه وكذا التجارب التي خامروها في الملاعب يكون لها تأثير إيجابي سواء داخل الملعب أو خارجه.

بطولتنا في الميزان
الكثيرون يعتبرون أن تألق لاعبين رغم تقدمهم في السن ما هو إلا مؤشر إلى تراجع المستوى ومحدودية مستوى اللاعبين الشباب، أو أن بطولتنا لم تعد قادرة على إنجاب النجوم، فسار المستوى متقارب بين اللاعب الشاب واللاعب الذي تجاوز سنه  35 سنة، صحيح أنه ليس عيبا أن يعتمد المدربون على اللاعبين المتقدمين في السن، لكن أن يخطفون الأضواء بشكل ملفت، بل يتحملون على كاهلهم قيادة الأندية، فذلك تأكيد إلى عدم استقرار مستوى الأندية واللاعبين على العموم، ومع ذلك، يعتبر المتتبعون أن حضور لاعبين بسن متقدمة يبقى مهما، لتأطير اللاعبين الشباب ومساعدتهم على صقل المواهب، خاصة أثناء المباريات، فحضورهم يعطي في رأي الكثير من المدربين التوازن داخل المجموعة، ولنا في مجموعة من الأسماء خير مثال على الدور الذي يقومون به.

الكيناني.. نموذج للطموح
يستحق الحارس عزيز الكيناني كل الإشادة والتنويه على المشوار الذي يوقع عليه، حيث يعتبر نموذجا ونبراسا لكل الشباب الذين يرغبون في النجاح في مشوارهم، ويؤكد أن المثابرة والجدية والإرادة والعزيمة كلها من أسباب النجاح، إذ رفض الكيناني صاحب الأربعين سنة والذي لعب لعدة أندية كالنادي المكناسي والكوكب المراكشي واتحاد طنجة والمغرب التطواني والمغرب الفاسي قبل الإنتقال للدفاع الجديدي، أن لا يضع قفازيه ويستسلم لعامل السن، ما دام أن يداه ما زالت قادرة على التصدي للكرات بين الخشبات الثلاث.
وكان الدفاع الجديدي على حق عندما استنجد بالحارس الخلوق الكيناني  بعدما وجد الفريق الدكالي نفسه يعيش مشكلا في هذا المركز، بعد انطلاق الموسم ببعض المباريات، فنجح في سد هذا الفراغ، بدليل أنه منذ التحاقه بالقلعة الدكالية والفريق الجديدي يسجل أفضل النتائج، في إشارة إلى الدور الذي لعبه بالفريق.
الراقي سقاء بألف رئة
الراقي نموذج أيضل للاعب الطموح والخلوق، فبعد تجارب بالخليج عاد عصام للبطولة، وأكد أنه لم يفقد شيئا من مستواه، وانخرط بسرعة مع الرجاء وبات واحدا من أفضل لاعبين الوسط في البطولة، هو الآخر أثبت أن السن لم يزده إلا نضجا وثقة وعطاءا، علما أن المركز الذي يشغله ليس بالهين ولا بالسهل على لاعب في سنه، وهو الذي يبلغ 35 سنة، حيث يبقى محور الفريق وضابط إيقاعه، وغالبا من يقطع الكثير من الكيلوميترات في المباراة  سخاء، ويرمي أنانيته جانبا من أجل مساندة زملائه والقيام بمهمته في أكمل وجه.
الراقي يتفوق على عدد كبير من اللاعبين الشباب سواء على مستوى اللياقة البدنية أو النفس الطويل وكذا العطاء التقني، بدليل أن يبقى واحدا من نقاط قوة النسور الخضر، وأحد قطع الغيار التي يعتمد عليها المدرب محمد فاخر.

المباركي المايسترو
لم تكن مطاردة مجموعة من الأندية في كل موسم للاعب عبدالصمد المباركي من عدم، وإنما للعطاء الذي يقدمه مع فريقه شباب الحسيمة، حيث يعتبر طائرا نادرا في البطولة وقلَ مثيله، إذ يغيب مثله من اللاعبين من صناع اللعب وأصحاب التمريرات الحاسمة والحس الهجومي والتقني وسهولة التلاعب بالخصوم، تلك أهم الصفات التي يتمتع بها المباركي الذي يبلغ من العمر 35 سنة.
سنه لم يمنعه من حمل على أكتافه مسؤولية قيادة فارس الريف باقتدار رغم سنه المتقدم، فغالبا ما يقدم أفضل المستويات مع فريقه، ويبقى من اللاعبين الذين يمتعون الجمهور بمستوياته التقنية العالية، والأكيد أن شباب لحسيمة قد اشتاق للاعبه الفذ، بسبب الإصابة التي أبعدته طويلا، حيث غاب بعد أن لعب بعض المباريات، وكان من تداعيات هذا الغياب أن فريقه تراجعت نتائجه، ولم يقو على استعادة توازنه في غياب نجمه المباركي.

بورواس قائد بامتياز 
في سن 39 سنة ما زال النادي القنيطري يعول على قائده رشيد برواس الذي عاصر الكثير من الأجيال، لكن دواليب الزمن لم تؤثر عليه ولا عطائه، بدليل أنه يبقى من اللاعبين الذين يعول عليهم النادي القنيطري نظير الدور الذي يلعبه بالفريق، ورغم الصعوبات التي يجدها الفريق القنيطري في كل موسم، إلا أنه كان دائم الحضور ليساعد فريقه من أجل تحقيق هدف البقاء وتفادي النزول، حيث كان يلعب دورا كبيرا بالفريق، خاصة في مركز الوسط.
بورواس يرفض الإستسلام رغم أنه يستعد لدخول عقده الثاني، وكأن لسان حاله يقول بعدم ترك الكاك وحيدا يغوص في الصعوبات التي غالبا ما تصطدم به في كل موسم، بورواس تعلق بهذا الفريق ولم يغير لونين أبيضا وأخضرا حملهما لسنوات.
نماذج تستحق التحية
مع الأسف أن العمر الكروي لمجموعة من اللاعبين ينتهي سريعا، ولا يقووا على مواصلة السير بنفس المستوى، ويضطرون لمجرد بلوغهم الثلاثين إما الاعتزال أو اللعب في الأقسام الدنيا، لذلك يعتبر مجموعة من اللاعبين الآخرين نماذج حية وأمثلة تستحق كل الإشادة لجموحهم واجتهادهم وإيمانهم بقدراتهم، وكذا تعلقهم الحقيقي بالمستديرة المجنونة.
ومن بين النماذج الأخرى فهد الأحمدي حارس حسنية أكادير الذي سيكمل سن 37 سنة شهر مارس المقبل، والذي ما زال يمارس مع الفريق السوسي بنفس المستوى، إلى جانب أيضا أحمد أجدو الذي يقود باقتدار شباب قصبة تادلة، حيث سيصل إلى سن 35 بعد 3 شهور، ورغم ذلك إلا أنه ما زال يتمتع بحيويته الكاملة ويبقى من أبرز لاعبي الفريق التادلاوي، كما أن عبدالإله منصور بسنه 35 ما زال يقود باقتدار دفاع شباب خنيفرة، بنفس لحماس والعطاء الذي عهدناه منه في كل تجاربه السابقة بيوسفية برشيد وجمعية سلا وأولمبيك خريبكة والوداد والفتح والكوكب المراكشي ومولودية وجدة، كلها محطات لم تزده إلا خبرات وتجارب.  
أكثر 5 لاعبين تواجدا

- الإسم الكامل: أحمد أجدو
تاريخ ومكان الإزدياد: 14 أبريل 1982 بمراكش
مكان الملعب: وسط ميدان هجومي
النادي الحالي: الجيش الملكي
النادي السابق: نجم مراكش
الصفة: لاعب دولي سابق 
عد مبارياته: 6
مشواره كلاعب:
2003ـ2006: الجيش الملكي
2006ـ2007: الوكرة القطري
2007: الجيش الملكي
2007ـ 2009: أهلي طرابلس الليبي
2009ـ2012: الوداد البيضاوي
من غشت 2012 إلى دجنبر 2013: المغرب الفاسي
2014ـ2015: الجيش الملكي
2015ـ2016: جمعية سلا
2016ـ2017: ش.قصبة تادلة

- الإسم الكامل: عصام الراقي
تاريخ الإزدياد: 1 ماي 1981
الطول: 1.74م
الوزن: 70 كلغ
 المركز: وسط ميدان
الفريق: الرجاء البيضاوي
- مشواره في البطولة:
موسم 2005 ـ 2006: اتحاد تواركة
موسم 2006 ـ 2007: الجيش الملكي
2007 ـ 2010: الجيش الملكي
2013 ـ 2014: الرجاء البيضاوي (23 مباراة ـ 2 هدفان)
2015ـ2016: الرجاء البيضاوي (19 مباراة ـ 4 أهداف)
2016ـ2017: الرجاء البيضاوي (12 مباراة ـ 5 أهداف)

- الإسم الكامل: ابراهيم نقاش
تاريخ الإزدياد: 2 فبراير 1982
الطول: 1.73م
الوزن: 68 كلغ
المركز: وسط ميدان
الفريق: الوداد البيضاوي
الصفة: دولي
مبارياته الدولية: 4
- مشواره في البطولة:
2008ـ2009: المغرب التطواني
2009ـ2010: الجيش الملكي
2010ـ2011: شباب المسيرة
2011ـ2012: الجيش الملكي
2012ـ2014: الدفاع الجديدي
2014ـ2015: الوداد البيضاوي
2015ـ2016: الوداد البيضاوي
2015ـ2017: الوداد البيضاوي

الإسم الكامل: عزيز الكيناني
تاريخ الإزدياد: 20 غشت 1978 بالعطاوية
الطول: 1.84م
الوزن: 74 كلغ
الفريق الحالي: الدفاع الجديدي
- مشواره في البطولة:
نهضة العطاوية ـ قلعة السراغنة ـ الكوكب المراكشي ـ إتحاد تواركة ـ  إتحاد طنجة ـ النادي المكناسي ـ الم.التطواني ـ الم.الفاسي 

- الإسم الكامل: عبدالصمد المباركي
تاريخ الإزياد: 1 يوليوز 1981
الطول: 1.66م
الوزن: 68 كلغ
الفريق: شباب الحسيمة
المركز: وسط مهاجم
- مشواره في البطولة:
2008ـ2012: المغرب التطواني
منذ 2012: شباب الحسيمة
- الإسم الكامل: رشيد بورواس
تاريخ الإزدياد: 1977
الطول: 1.76م
الوزن: 70 كلغ
الفريق: النادي القنيطري
- مشواره في البطولة
النادي القنيطري