أملك ذكريات رائعة بالغابون ومواجهة الفهود لا تخيفني
الإصابات سبب عدم الثبات على تشكيلة أساسية ومستقرة

أطل الناخب الوطني هيرفي رونار في حوار مميز لقناة «الرياضية» وبرنامجها أسود يوم الأحد الماضي، في واحدة من خرجاته الإعلامية المعدودة في إطار سياسة غلق جسور التواصل مع الصحافة المغربية مع فتحه بين الفينة والأخرى بشكل قليل.
رونار باح بكل الأسرار وأجاب على الأسئلة الآنية الحرجة منها وغير المزعجة، ورفع الستار عن العديد من المواضيع المتعلقة بالفريق الوطني وإختياراته ووضع الكرة المغربية، مع تطرق خاص لمشوار تصفيات كأس العالم 2018 والذي سيستهله الأسود هذا السبت ضد الغابون بمدينة فرانسفيل.

- بعد 6 أشهر على توليك مهام تدريب الفريق الوطني وقبيل اللقاء الإفتتاحي لتصفيات كأس العالم 2018، هل أنت راض عن ما أنجزته خلال هذه المدة والنتائج التي حققتها؟
«نعم، أنا راض عن ما تحقق خلال هذه المدة وفخور بالأشياء الإيجابية التي وصلنا إليها، فكل ظروف الإشتغال الجيد وعوامل النجاح وفرتها الجامعة لنا وهنا أشيد بعملها الإحترافي والنموذجي، ولهذا لا مجال للبحث عن الأعذار أو إفتعال المشاكل، بالنسبة للأمور التقنية وعلاقتي مع اللاعبين فهي جيدة وممتازة بإستثناء معاناتنا مع الإصابات التي ضربت أكثر من لاعب في الأسابيع والأشهر الماضية، بدءا بسفيان بوفال ثم درار وبنعطية وعوبادي وآخرين، وكرويا حققنا تأهلا مبكرا لنهائيات كأس أمم إفريقيا وإستفدنا منذ تاريخ حجز بطاقة التأهل من المباريات الموالية لتجريب عدد من اللاعبين، حيث تم إستغلال بعض اللقاءات لمعاينة أسود جديدة كان يستحيل تجريبها لو لم نكن قد ضمنا التأهل للغابون، أجرينا 3 معسكرات مثمرة وضعنا فيها النقاط على الحروف وشرّحنا الوضعية ودفعنا القطار نحو سكته».

- الرهان الكبير والورش الأعظم يبقى التضحية والقتال من أجل التأهل لكأس العالم بروسيا بعد غياب عن الساحة الدولية لعقدين كاملين..
«يجب أن نرى عمق الأشياء ونحلل الواقع بشكل موضوعي، نحن هنا ليس للبحث عن مبررات مسبقة للفشل في تحقيق الأهداف وإنما هو الواقع والمنطق الذي بات موجودا في لعبة كرة القدم، حيث لم يعد هنالك شيء إسمه عصا سحرية أو معجزات، العمل ثم العمل لبلوغ الأمنيات وعدم إنتظار الصدف، صار زمن طويل لم يحقق فيه المغرب أي إنجاز غير التأهل لكأس العالم بفرنسا عام 1998 وخوض نهائي كأس إفريقيا 2004، وأمسى تخطي عتبة الدور الأول للمسابقة القارية أمرا صعب المنال للأسود، هذا الإستعصاء يتطلب وقتا من الزمن والإشتغال لسنوات حتى يتم حله وتعود قاطرة الفريق الوطني للدوران على الساحتين القارية والعالمية، فتجربتي مع زامبيا علمتني أن العمل والصبر والإجتهاد لأعوام يقودون للقمة، وما فوزنا بكأس إفريقيا بعد 4 سنوات من الإشتغال إلا دليل على ما أقول، لكن الإشكال المطروح حاليا هو إستعجال النتائج والإنجازات وعدم قدرة الناس والمسؤولين والجماهير على الصبر، نحن كطاقم تقني نعمل لتحقيق الأهداف المنشودة وتعجيل النتائج الإيجابية وحرق المراحل قدر المستطاع، لكن أحيانا نصطدم ببعض العراقيل التي توقف سرعتنا القياسية التي نسير بها».

- منذ مجيئك للإشراف على الأسود لم نسجل أي إنفلات أو خروج عن النص إلا نادرا، لكن أثيرت بعض الأخبار حول سوء تفاهم بينك وبين العميد المهدي بنعطية، علما أن الأخير نفى ذلك عبر مواقع التواصل الإجتماعي، هل من توضيح؟
«(مبتسما)، إنه أمر مثير للضحك سماع مثل هذه التفاهات، فعلاقتي مع بنعطية جيدة جدا ومثالية ولا أفهم من يخلق ولماذا تثار مثل هذه الشائعات التي لا جدوى من نشرها، لا يهمني ما يقال بقدر ما يهمني رأيي وحكمي على عميدنا الذي أعتبره مدافعا عالميا من الطراز الرفيع، وما أظهره ضد ألبانيا وبداية هذا الموسم مع جوفنتوس يؤكد ما أبوح به، حينما يأتي إلينا يلقى كل الترحيب ويقدم الإضافة والجميع يحترمه وينصت إليه، أي مدرب يتمنى الإشتغال مع لاعب بذكاء بنعطية وإحترافيته وخصوصا تواصله الجيد ومساعدته للمدرب على تمرير خطابه بسهولة لرفاقه، للأسف سيغيب عنا مجددا ضد الغابون بعدما غاب عنا ضد الرأس الأخضر ذهابا وإيابا، أتمنى أن يتعافى بشكل كامل من الإصابة وأن يعود إلينا في أسرع وقت».

- هل أنت متفق على تواجد أكثر من قائد وعميد في فيلقك لتمرير الرسائل في مستودع الملابس وداخل أرضية الميدان؟
«وما المشكل والعيب في ذلك، فالسفينة إذا كانت تواجه خطر الغرق فركابها هم من يتدخلون لإنقاذها، تواجد لاعبين مخضرمين يؤطرون الشباب وإيقاظهم لحظة الغفوة في أرضية الملعب من إختصاصات قادة الفريق، فمن الضروري توفر أي مدرب على عناصر مجربة يعول عليها وليس من الضروري أن تكون هذه العناصر بمستوى كروي كبير، فتاريخ كرة القدم علمنا أن بعض الأساطير والنجوم لم يكونوا جيدين كقادة، في حين لبس آخرون ثوب المايسترو والمدرب الثاني رغم محدوديتهم التقنية».

- ما سر خطابك وتسييرك للمنتخبات كمدرب متسلط، هل هي ثقة في النفس بعد إنجازاتك أم هو نهج تفرض به الإحترام؟
«هناك إطار محدد للعمل غير مسموح لأي كان بتخطيه، ومن قام بعكس ذلك فلا مكان له بيننا داخل الفريق الوطني، أحيانا نتكلم بصوت عالي ونستفز اللاعبين لنلمس الوجه الثاني لهم ونكشف النقاب عن شخصياتهم الحقيقية».
- هل من حالات لخروج عن النص داخل الفريق الوطني؟
«أنا واضح مع اللاعبين وقلت لهم مرارا أن أفضلهم وأكثرهم لمعانا وتنافسية في فريقه لن يجد مكانا بيننا لو أحس بالغرور أو زاغ عن الخط، أخبرتهم بأننا فريق وطني متوسط ليس لديه نجوم كبار ولا يمكنه أن يحس بأنه في القمة ويجعله لا ينظر سوى للأعلى، سنسقط حتما للأسفل وسنتحول من فريق متوسط إلى ضعيف لو أنزلنا أيدينا ولم نواصل العمل، أي لاعب يظن أن له فضل على الفريق الوطني فهو مخطئ، وبالتالي فنوعية اللاعبين الذين يجب أن يحملوا قميص الأسود من اللازم أن تتوفر فيهم شروط التواضع والتضحية والخدمة، ومن يعتقد نفسه صاحب همة وشأن فوق الآخرين فليأخذ طريقه بعيدا عنا».

- المغرب كمنتخب متوسط حسب قولك ما أوجه التشابه بينه وبين زامبيا والكوت ديفوار خاصة من ناحية نوعية اللاعبين والروح الجماعية للفريق؟
«الأمر مختلف تماما، أتذكر أن أحد لاعبي الفريق الوطني أراد أن نجري حصة ترفيهية بتنس الطاولة صبيحة يوم المباراة ضد ساوطومي مطلع شهر شتنبر الماضي، هذه الأشياء تدمر أجواء التركيز والإنضباط وغير صحية بتاتا قبل أي مباراة ودية أو رسمية كانت، ولا يحبذها أي مدرب في العالم بمن فيهم بيب غوارديولا، لن نذهب بعيدا ولن نتطور ولن نبلغ القمة لو كان لدينا لاعبون مستهترون، ولم نكن نمتلك القدرة على التضحية بالغالي والنفيس، المنتخب الزامبي فريق جماعي يتفنن في التضحية ويدفعك لقيادته نحو الأمام، الرصاصات النحاسية لم تكن تشتكي من الحرارة أو السفر أو سوء التغذية والفندق مثلا، وكانت تواجه كل الظروف المعاكسة المقصودة وغير المقصودة منها، في إفريقيا يجب الإنسجام مع الوضع واعتبار المؤثرات الخارجية حوافز لتقديم الأفضل في المباراة وتحقيق نتائج إيجابية، في زامبيا لم أجد مشكلا قط مع اللاعبين ووجدتهم يمتثلون لكل الأوامر بفكر جماعي رفيع ومقاتل، في حين الأمر كان مختلفا مع الكوت ديفوار التي بحثت عن لقب قاري بعد خسارة نهايتين، فتم شحن اللاعبين بمعنويات إستثنائية لخطف الكأس وعدم إهدار الفرصة مجددا».

- مشوار الفريق الوطني لا يزال طويلا وشاقا، وبالتالي فالخطاب الأساسي للاعبين يجب أن يتأسس على عدم الإفراط في الثقة عقب التأهل المبكر لنهائيات كأس أمم إفريقيا وتقديم مستوى جيد في بعض المباريات..
«أتطرق للموضوع بشكل يومي ومن الجنون أن نقارن أنفسنا بريال مدريد أو برشلونة، ما تم صار من الماضي والآن سنحاسب أولا على ماذا سنفعله في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، وبعدها على نتائج تصفيات كأس العالم لأنهما أبرز إستحقاقين للأسود وغيرهما يخلو من الأهمية».

- بعد لقاء ألبانيا الودي وضعت مباراة إعدادية ثانية مقبلة ضد كندا المحتلة للصف 103 عالميا، ألم يكن من الأفضل إختيار خصم إفريقي عنيد من الصف الأول لقياس الجاهزية ورفع منسوب الإعداد والإنسجام؟
«أعمل على تفادي مواجهة منتخبات من المحتمل أن نلعب ضدها خلال كأس أمم إفريقيا المقبلة، لا أريد قياس الجاهزية ضد منتخب إفريقي كبير وكشف كل أوراقي أمامه، الأهم بالنسبة لنا ولباقي المنتخبات هو إفتتاح مشوار التصفيات المونديالية والموعد الودي الذي سيليه بثلاثة أيام هو شكلي فقط لتجريب اللاعبين الذين لن يحضروا الموعد الرسمي، الإصطدام ضد الغابون غاية في الأهمية ولن أضع لاعبي في إصطدام ثان قوي ضد منتخب إفريقي عملاق في محك ودي لا غير».

- لكن، هل من قيمة مضافة ستمنحها لنا ودية كندا؟
«بالتأكيد سنستفيد منها بعض الأشياء قبل 3 أشهر فقط من بداية العرس الإفريقي، ومخطئ من يعتقد أن كندا منتخب سهل، فكما إنتقذنا البعض سابقا بسبب مواجهة ألبانيا التي هزمت البرتغال وأحرجت فرنسا تعود الإنتقاذات بداعي إختيار كندا وليس منتخب آخر، ويبقى لكل واحد رأيه وحكمه».

- وهل أنت راض عن الأداء الذي قدمه الفريق الوطني في اللقاءات السابقة؟
«سنرى الوجه الحقيقي ضد الغابون، وبعده أمام الكوت ديفوار، فالصورة الحقيقية تظهر في المواعيد الرسمية كما حدث أمام الرأس الأخضر ذهابا وإيابا، حيث أدينا المهمة بإقتناع وعلى أكمل وجه».

- تابعت إقصاء الوداد البيضاوي والفتح الرباطي من نصف نهائي مسابقتي عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكونفدرالية، ما تعليقك؟
«بطبيعتي إنسان إيجابي يأخذ من أي واقعة الأمور الإيجابية، أعتقد أنه مضى وقت طويل لم نتابع فيه بلوغ ناديين مغربيين المربع الذهبي للمسابقات الإفريقية، بالنسبة للوداد أساء التعامل مع المباراة ذهابا لكنني كنت مقتنعا بقدرته على التأهل إيابا وقد جئت للملعب بالرباط وأنا مؤمن بتحقيق العبور، وشاهدنا كيف تقدم في النتيجة 5ـ1 قبل نصف ساعة من صافرة النهاية، لكن هدفا قاتلا بعثر كل شيء خصوصا وأن طبيعة المباراة كانت تفرض مغامرات هجومية إستثنائية، إلا أن ترك المساحات لخصم مثل الزمالك يتقن المرتدات تؤدي ثمنه غاليا، تأسفت كثيرا لخروج الوداد الذي أمتعنا بأمسية تاريخية وأكد أن لا مستحيل في الكرة، وفوزه بخماسية على الزمالك أمر قد يأتي مرة واحدة في التاريخ، أما بالنسبة للفتح الرباطي فهو فريق بطل قطع مشوارا طويلا هذا الموسم وأهنئه على ذلك، لم يكن أحد يتوقع خروجه من كأس الكونفدرالية أمام مولودية بجابة خصوصا وأنه ناقش التأهل على ملعبه، ومن وجهتي الشخصية أرى بأن هذا الإقصاء سيفيد النادي ليتعلم ويكبر أكثر، وهو الذي يتميز بعقلية إحترافية ومركز تكوين غاية في الجودة الشيء الذي سيعطي حتما أكله في المستقبل القريب، وأتوقع أن تظهر النتائج والمحصول الموسم المقبل في مسابقة عصبة الأبطال الأوروبية هذه المرة».

- لنعود إلى الفريق الوطني واللائحة التي ستواجه الغابون وكندا، ما هي المعايير التي وضعتها لتحديد قائمة اللاعبين في ظل غياب بعض الركائز الأساسية؟«أولا نسجل غياب 5 لاعبين رسميين كانوا بيننا في لقاءي الرأس الأخضر في مارس الماضي والجميع يعرف مكانتهم الضرورية، كنت أريد مشاهدتهم ضد الغابون لكن الإصابات من التوابل المرة لكرة القدم، بعيدا عن ذلك نسجل عودة بلهندة وسايس من الإصابة وبداية موسمهما الجيدة، إضافة إلى فؤاد شفيق الذي سيعوض نبيل درار وأتمنى أن يقدم نفس الأداء الذي يبصم عليه مع ديجون، حاولت المناداة على لاعبين يمكنهم التأقلم مع خطتين أو ثلاث خطط تكتيكية مع الإبقاء على تماسك المجموعة وإقحام 3 عناصر جديدة عليها، والرفع من معدل المنافسة على المقاعد الرسمية».

- ألا ترى بأنه حان الوقت لتحديد تشكيلة رسمية نهائية والتوقف عن تجريب اللاعبين؟
«أريد هذا بدوري، لكن الإكراهات وخصوصا الإصابات تمنعك من ذلك، سأكون مرتاحا لو كان رهن إشارتي بنعطية ودرار وعوبادي وبوفال لأشركهم كرسميين دون نقاش، التشكيلة الأساسية للفريق الوطني أملكها في جيبي، بيد أن الإصابات تفرض علي التغيير في كل مباراة، وهذا من حسن حظ اللاعبين البدلاء الذين يظهرون مستويات جيدة ومقنعة مع أنديتهم، وفي الختام تبقى لدينا كافة الأسلحة للمعارك مع الحرص على القتال كمجموعة وليس بمجهودات فردية».

- كيف تبرر إستدعاء 9 لاعبين خصوصا المحليين منهم لمباراتي ألبانيا وساوطومي وغيابهم حاليا؟
«اللاعبون المحليون الذين كانوا بيننا ضد ساوطومي قررت إلحاقهم بالفريق الوطني الرديف حتى يحصلوا على فرص أكبر للعب وإظهار مؤهلاتهم عوض البقاء في كرسي البدلاء مع الكبار، بإستثناء بطنا غير الموجود مع المنتخبين لأسباب تتعلق أساسا بإنعدام تنافسيته جراء وضعيته المعقدة مع الفتح».

- ما الجدوى من خلق فريق وطني رديف كما تحب تسميته؟
«هو خزان للاعبين تقل أعمارهم عن 23 سنة، وفريق وطني يسمح بإقامة معسكرات إعدادية للمناداة على لاعبين يمارسون في المغرب وأوروبا، هذه المرة فضلنا إستدعاء اللاعبين المحليين فقط من الذين تألقوا بداية الموسم الحالي وإعدادهم لتصفيات كأس إفريقيا للمحليين السنة المقبلة من خلال وديتي الكامرون والأردن، والباب يبقى مفتوحا للجميع خصوصا وأنه توجد بعض الأسماء تحت المراقبة وتستحق التواجد معنا، وكطاقم تقني نسعى لأن لا نظلم أحدا وأن نقوم بأقل عدد ممكن من الأخطاء».

- في ظل إصابات بنعطية المتكررة، هل وجدت البديل المناسب والمدافع المقنع الذي سيسد الفراغ؟
«أولا ففكر المجموعة لا يتوقف عند لاعب واحد مع كامل الإحترام والتقدير لبنعطية أفضل لاعب في مركزه، فزنا على الرأس الأخضر من دونه والمدرب من واجبه كيفية التعامل الحسن مع هذه الطوارئ والتي قد نواجهها مجددا في كأس أمم إفريقيا بالغابون، لكن ما يبقى مهما في الأخير هو النتيجة، أنتم كصحافة تسعون لإثارة بعض المواضيع لجلب المتلقي وهذا من طبيعة عملكم، ونحن كطاقم تقني نرى الأشياء من منظور آخر غير الذي تتحدثون عنه».

- رجوع بوصوفة والعرابي إلى العرين يؤكد أنك تراجعت عن تصريحاتك السابقة والتي قلت فيها بأنك لن تقوم بإستدعاء العناصر التي تمارس بالبطولات الخليجية..
«(ضاحكا ومتهكما) أصحيح؟ سبق وأن سألتني نفس السؤال قبل 6 أشهر ولك أن تعود لإجابتي، لم أقفل الباب في وجه أحد وكل ما قلته أن بعض اللاعبين الذين يختارون الخليج يقل مستواهم عن نظرائهم بأوروبا لأسباب عديدة، أبرزها الإيقاع الرتيب لهذه البطولات ونمط التداريب المتواضع والزيادة في الوزن الشيء الذي ينعكس على حضورهم مع المنتخبات الوطنية، تابعت مؤخرا مباريات للخويا القطري والجزيرة الإماراتي ووقفت على أن مستوى يوسف العرابي وامبارك بوصوفة لم يتراجع مقارنة بالموسم الماضي، حيث كانا يمارسان تواليا في إسبانيا وبلجيكا، وبوصوفة مايسترو رائع واستثنائي يلعب بطريقة جماعية عظيمة مع توظيف جيد لمهاراته».

- ألم يتدخل أحدهم وهنا الحديث عن وكلاء أعمال لفرض بعض الأسماء عليك؟
«هل تريد قول خروقات؟ لا أحد يتدخل لفرض لاعب علي ولا يمكن أبدا لأي كان أن يحشر أنفه في إختصاصاتي، الوكلاء أنواع والمدرب الذكي هو من يتفادى أن تُمس إختصاصاته، اليوم نحن في عصر التكنولوجيا ولا أحد سيأتي عندي ليقول لي بأن هذا اللاعب سجل أو مرر أو فعل أشياء خرافية مع ناديه، أشاهد أكبر عدد من المباريات للمحترفين وعندما لا أتمكن من ذلك أتوصل بفيديوهات ترصد كل تحركاتهم من خلال مناديب الجامعة بأوروبا الذين أتواصل معهم أسبوعيا».

- الخط الهجومي للفريق الوطني يشكو من خصاص وضعف الإقناع، ألهذا قمت بإستدعاء مهاجمين من الليغ2 هما عليوي وبوطيب وآخر من البوندسليغا2 في شخص عزيز بوحدوز؟
«المهم بالنسبة لي هو البحث عن مهاجمين بمواصفات مختلفة وأن لا يتشابه رؤوس الحربة لدي فيما بينهم، فالناصري مثلا لا يشبه العرابي، وبوحدوز يمتلك ميزات مختلفة عنهما معا، وبوطيب رأس حربة بمواصفات رائعة أظهرها ضد الرأس الأخضر، ورغم عدم الإجماع عليه من قبل المتتبعين إلا أنني أرى فيه لاعبا ذكيا ومفيدا سيساعد المجموعة بطريقة لعبه وضرباته الرأسية، أما فيما يخص عليوي فهو هداف الليغ2 مع نيم الذي يوقع معه على بداية موسم خرافية ويلعب كرأس حربة ويجيد تعذيب المدافعين واستغلال المساحات مع إمكانية لعبه كمهاجم ثان أيضا، لدي العديد من الإختيارات وسأختار المهاجم الأنسب لإرباك الخصم».

- وماذا عن صحة الظهيرين الأيمن والأيسر في ظل غياب فؤاد شفيق عن المباريات الأخيرة للأسود وإفتقاد أشرف لزعر للتنافسية مع نيوكاستل الإنجليزي؟
«هذان الإسمان لم أقرر بعد بشأنهما وإن كانا سيلعبان منذ البداية ضد الغابون، لا أحد يعرف مدى إمكانية مشاهدتهما في التشكيلة الرسمية، لزعر إنتقل متأخرا لنيوكاستل وهو بحاجة للوقت من أجل التأقلم مع فريق كبير وبطولة صعبة جدا، أما شفيق فرجوعه أملته إصابة درار العنصر المفضل لدي واللاعب الذي لا أحد يمكن أن ينافسه في مركزه، عليه أن يبرهن أحقية تواجده معنا».

- ألا ترى معي بأن الثلاثي الشاب منديل والناصري وغراس لم يحن وقتهم بعد للتواجد مع الفريق الوطني الأول؟
«أنا أرى الأشياء من منظور آخر، فالناصري لاعب شاب أرى فيه مستقبل كرة القدم المغربية ولست أنا الوحيد الذي يشركه ويثني عليه، فمالقا يقحمه في الليغا وسنه لم يتجاوز بعد 19 سنة وقد تابعنا هدفه الأول الجميل في الليغا الذي سجله قبل أيام مع ناديه الأندلسي، إنه سريع يحب المساحات ويخلق الفارق بسهولة ويضغط على المدافعين وبالتالي فمكانته ضرورية وموجودة معنا، فيصل غراس ظهير متكامل يشغل أكثر من مركز ببنية جسمانية قوية وسرعة هائلة وتفوق واضح في الحوارات الثنائية، وهنا أتذكر الشاب إيريك بايي الذي أشركته مع الكوت ديفوار وهو لاعب واعد ومغمور وتلقيت إنتقادات قوية بسببه، لكن الجميع صمت وأثنى علي بعدما رأينا هذا الشاب يحترف في ظرف سنة ونصف في فياريال الإسباني ثم حاليا في مانشستير يونايتد الإنجليزي رفقة المدرب جوزي مورينيو، علما أنني وضعت الثقة فيه مع الفيلة وهو يمارس مع رديف إسبانيول».

- من أصل 26 لاعبا الذين سيواجهون الغابون نجد حضور لاعبين فقط من البطولة الإحترافية وهما الحداد والياميق، هل هو عدم إقتناع بالمنتوج المحلي؟
«ليس مسألة إقتناع وإنما أرى شخصية اللاعب المغربي المحترف في أوروبا أقوى وأفضل وأقرب للإندماج وتقديم الإضافة، دون إغفال الجانب البدني الذي يخلق الفارق عادة بينهما، إسماعيل الحداد فرض نفسه علي بعدما لم أر لاعبا غيره فوق أرضية الملعب في لقاء الوداد ضد الزمالك بالرباط، لقد أبهرني بشدة وتابعته في أكثر من 10 مباريات محليا وقاريا قبل أن أقرر مكافأته وهو يستحق التواجد معنا وأتمنى أن يندمج بسرعة، بالنسبة للمدافع جواد الياميق وقفت على إمكانياته رفقة المحليين بكأس إفريقيا برواندا ثم مع أولمبيك خريبكة، إضافة إلى بدايته مع الرجاء البيضاوي، وأقنعني بسرعته ويقظته وبحثه عن الكرات دون خوف، وقد تطور كثيرا وبدوره أرحب به، ما أعيب عموما على اللاعب المحلي هو خجله وعزلته حينما يأتي إلى الفريق الوطني الأول بحيث لا يجتمع مع باقي اللاعبين ولا ينسجم وسطهم، وكأنه يحس بالنقص، فيضع أوتوماتيكيا حواجز بينه وبين العناصر القادمة من أوروبا، يجب التحلي بقوة الشخصية والثقة بالنفس ودفع الباب ثم الدخول».

- بصراحة، هل الأسود جاهزون بدنيا لموقعة فرانس فيل ضد الفهود؟
«هذا أمر بديهي، إخترت أفضل 26 لاعبا وسأدفع بأحسنهم في التشكيلة الأساسية، وسأركز مجددا على الروح الجماعية والجانب القتالي لأن التضحية في سبيل القميص الوطني هي كل شيء بالنسبة لي».

- ولماذا إخترت غينيا الإستوائية كمحطة إعدادية قبل التحليق صوب الغابون؟
«لأنه مكان أعرفه جيدا وسبق لي وأن أقمت به تربصا إعداديا للمنتخب الإيفواري قبل خوض كأس إفريقيا التي فزنا بها عام 2015، قررت أن نستعد في نفس الفندق ونفس مركز التداريب المنعزل ضواحي العاصمة مالابو وأمام الشاطئ، رغم أن المناخ مختلف نسبيا عن الذي سنلعب فيه بفرانس فيل والمتميز بالرطوبة، كما أن الرحلة الجوية بين مالابو وفرانس فيل لا تتجاوز 40 دقيقة، مما يعني أن جميع الظروف متواجدة لإقامة أفضل تربص تحضيري لملاقاة الغابون».

- في الختام، هل أنت متخوف من الغابون بلاعبيها ومهاجميها؟
«سبق لي وأن واجهت هذا المنتخب لما كنت مع زامبيا وكان يشرف عليه أنذاك الفرنسي ألان جيريس، ولدي ذكريات سعيدة بهذا البلد الذي فزت به بلقبي القاري الأول مع الرصاصات النحاسية، وإن شاء الله سأحقق نتيجة إيجابية مجددا ضد الغابون».