رسالة من وإلى الرئيس

ماذا لو خرجت الجامعة كما تخرج كثيرا هذه الأيام ببلاغات قوية، لتلغي المسابقة وتعلنها سنة بيضاء ويبقى الدرع بحي الرياض حتى الموسم القادم إذ تعاد «العزلة» وينطلق التنافس أكثر شرفا ويرضع من ثدي المصداقية والجد؟
ألم يكن الموسم الكروي الحالي غرائبيا، وفضائحيا وحمل على أحداث لم يألفها من تعايشوا مع واقع الكرة ومن عرفوا الكرة الحقيقية وليست الكرة التي نشاهدها في يومنا هذا بفصولها الماسخة؟
فرق عانت التهجير القسري ولعبت افتراضيا داخل قواعدها في وقت كانت تطلب كل أسبوع حق اللجوء الكروي بمدينة أخرى، وفرق تنهي موسمها على إيقاع الإغتراب وهي مرشحة للقب وقد يتصادف أن تتوج في المنفى في واحدة من السوابق التي لم يشهد لها تاريخ كرتنا مثيلا، وعدد الويكلو فاق 25 مباراة، وكل أسواق مدننا ارتبطت بالشغب من حد السوالم لاثنين غبال ثم ثلاثاء الولاد لاربعاء السهول وخميس الزمامرة وجمعة سحيم وسبت كزولة.
موسم بدا بطيئا وانتهى سريعا على إيقاعات سريع واد زم وهدف كاريكاتوري تناقله العالم فيسبوكيا وعجزت لجنة اخلاقيات الجامعة عن تفكيك رموزه وما غن كان هدفا طبيعيا وليس بالتبني؟
موسم انطلق بتطبيع مزيف بين بودريقة والناصيري وانتهى بالتواعد مستهل رمضان أمام المحكمة الزجرية بالدار البيضاء لخوض ديربي آخر أمام هيأة القضاء الجالس هذه المرة؟
الجامعة سخية ولا يضرها إن أضافت نفقات الموسم لـ 87 مليار التي صرفتها، وحسبته موسما منضويا تحت لواء «الكاميرا كاشي» أو الكاميرا الخفية وأخبرت الفرق شهر يونيو أنهم شاركوا في هذه الكاميرا وأعلنت «كام أوفير» ووقى الله الفرق شر التلاسن.
ما قام به السكادي مؤخرا وبدعته الصالة التي أتاها وهو يتجرأ على مراسلة لقجع ملتمسا مستجديا ومستعطفا واقفا باكيا ممثلا لتسعة رهط ينشدون إلغاء الهبوط، هو تلخيص لحالة القنط والإفلاس التي صار عليها مسيرو فرق الكرة عندنا.
فلا معنى لرسالة رئيس فريق وجرأة رئيس فريق يحتضنه مكتب وطني كبير في مراسلة رئيس جامعة ليلغي قرار رئيس عصبة يفترض أنها هي من يدبر ورش البطولة، بعدما حرر الناصيري بلاغ عصبته مؤخرا وهو يؤكد أن الهبوط قدر مقدر وما على المتشبثين بقشة الإستعطاف سوى أن يشمروا عن ساعد الجد ويلعنوا شيطانهم ومن وعدهم بهكذا تخريجة.
إستغرب المتتبعون ما أقدم عليه السكادي متبني المبادرة بمراسلة لقجع وهنا من قال وأكد أن السكادي تلقى ضوءا أخضر كي يقدم على هذه الخطوة، وعادوا ليروجوا لها مثل البالونات الهوائية في محاولة لجس نبض التفاعل معها، قبل أن يصدموا يواقع الرفض المطلق وتهديد متربصين باللجوء للفيفا والطعن في مسار موسم بأكمله.
رد فعل الجامعة عبر بلاغها الصريح والواضح الذي دعا الرهط التسعة لإخراج فكرة إلغاء الهبوط من أفكارهم، هي عين العقل وهناك فريق كبير كان يتحين فرصة تفعيل قرار إلغاء الهبوط ليراسل الفيفا ويلغي حتى التتويج بالدرع فلا يستقيم هذا غلا بذاك، ولا معنى لبطولة تعلن يطلا ولا تشيع نازلين للقسم الثاني، لذلك بادر لقجع لإصدار بلاغه كي لا يدخل «حيص - بيص» لا قبل له به في هذا الظرف بالذات وهو يدرك أن له أعداء يتحينون أنصاف فرص الخطأ عنده.
وسواء كانت الرسالة التي بعثت بها الفرق الباكية والشاكية بوحي من الجامعة أو أن الأخيرة بريئة منها، إلا أن الأهم من المهم في معادلة الختم هو بلاغ الجامعة الفاصل للهزل من الجد والمؤكد لحفظ شرف البطولة وما تبقى لها من مصداقية أمام الهدر البشع والميوعة التي يريدها البعض لها ومدن المسخ التي يصرون على فتح أبوابها على مصراعي عشاقها.
حسن فعلت الجامعة وإلا كانت سترسخ بدعة إلغاء النزول مرجعا تافها وبئيسا وكانت ستأتي فرق أخرى بالقادم من المواسم لتجتمع وتتحالف وتراسل الرئيس وتذكره بعطفه على السكادي و9 رهط الآخرين، وتنشد إلغاء النزول مرة أخرى وهكذا ستنتفخ بطولتنا موسما بعد الآخر بإضافة فريقين لنلعب سنة 2020 بـ 24 فريقا؟
بلاغ الجامعة ورد الرئيس صحيح حمل صيغة لطيفة قرأها الجميع لكن بالدارجة لقجع كان يريد أن يقول للسكادي وباقي الحلفاء «والله ما فورتي لا قفلتي».