شيء لا يصدق هذا الذي تعيشه كرة القدم الوطنية ويستحيل قبول ما يجري من هرج ومن لغط بالساحة وكل يوم نطلع على جديد وهذا الجديد لا يسر لا عدو ولا حبيب، طالما أنه كل يوم نطالع خبرا ولا رشيد يخرج على قوم الكرة ومريدي الجلد المدور لينهي كل هذا الهراء البئيس، الذي إن ترسخ مرجعا فأكيد ستكون الصلاة والسلام على الكرة ومصداقيتها بهذا البلد السعيد، قبل أن تبادر العصبة وفي واحدة من حسنات مواقفها وقراراتها لإلجام فورة الكلام والرد ببلاغ حاسم.
كلنا على دراية بما تداعى مؤخرا من تصريحات وتلاسن ومن تراشق لفظي بين كبار قوم تسيير الكرة، ومن توسمنا فيهم خير جر عربة «البالون» فكانوا أول من دخلوا محرابه بالنعل.
ما أتاه بودريقة منتصف الليل ذكرنا بـ «تشيرنوبيل» وقصة الدمار الذي خلفته قنبلة الحرب الكونية الثانية، أما التحية التي رد بها لقجع فقد بدا وكأنها هروب للأمام بدل إطلاق زفرة غضب كان بمقدورها أن تنهي كل الجدل الذي تحول لحديث المقاهي والصالونات وحتى الشارع.
قلت كل هذا في واد وما تم الترويج له مؤخرا في واد آخر، بإطلاق بالون هوائي حمل معطيات مثيرة بإلغاء الهبوط، قبل أن تبادر العصبة الإحترافية وهو أمر محمود لنفي الفقاعة وإلغاء الإشعات.
يقولون والعهدة على أكثر من راوي أن الضجة التي أحدثها التحكيم في بعض المباريات، وركوب الساسة على صهوة بعض القرارات التي أفلتت اللجام من أهل الكرة، والتهييج الذي حدث بوجدة والغضب الساطع الذي فجره بودريقة، حرك شائعة مقيتة هي من صميم البدع الضالة والهلوسات التي يصدر من خلالها أصحابها أزماتهم بعيدا.
ظل محبو المغرب الفاسي يتداولون فيما بينهم صدق تسريب خبر وبشارة تلقاها رئيس فريقهم المرنيسي، بتحصين النمور من خطر الهبوط وكونه نال وعدا بإعمال الفيطو بوجه هذا الحكم المعجل بالنفاذ، قبل أن تصدر عن العصبة ردة فعل انتصرت لسمعتها التي تتعرض لمختلف أشكال التنكيل مؤخرا وتقر بالإبقاء على نظام المسابقة كما هو بلا تعديل ولا تنقيح، وهو ما ذكر الجميع بما كان يستهلك فيما مضى كلما اقترب شباب المسيرة من خطر الهبوط والمغادرة، وما أن وضع رجليه بين فرق القسم الثاني حتى تلاشت أسطورية الخرافة التي كان يروج لها البعض آنذاك.
لحسن الحظ لم يترسخ هذا الإختراع واقعا نهاية الموسم، وإلا كنا سنكون أمام فضيحة مدوية وكان سيكون مشهد البطولة ومبارياتها أقرب لمشاهد الكاميرا الخفية المخدومة التي تعرض في رمضان، لأن مصداقية التنافس والإثارة وحرق الأعصاب الذي عانته الفرق وما تكبده حتى الإعلام في تعقب المباريات وقراءة طالع المعادلات كان سيكون بلا قيمة طالما أن الأمر المفعول قضي وحسم بعيدا عن المستطيل الأخضر والتنافس الشريف وإرضاء لأطراف وجبر لضرر آخرين، قبل أن تأتي خطوة النفي المحمودة والحافظة لقيم وشرف اللعبة أو ما تبقى منه.
غير مقبول ونحن نقترب من نهاية الموسم وهناك رؤساء فرق أكلت النار جلبابهم يحاولون امتصاص الأزمة التي دخلوها، بالترويج لهذه المقاطع والقول أن رئيس الجامعة وعدهم بالبقاء ولا هبوط هذا الموسم، بدل أن يجابهوا الواقع ويعترفوا بجرائمهم في حق فرق ناضلوا لرئاستها وتخلوا عن وعودهم بمجرد الخروج من جمع عام مخدوم ومسلوق.
الجامعة التي نفت رحيل الزاكي وعادت لتنفي قدوم رونار ونفت التفاوض مع طراباطوني ونفت مقاضاة الزاكي وعادت لتنفي وتنفي تفاهات كثيرة، واصلت عبر تابعتها بالتبني العصبة الإحترافية لتنفي كل ما تدوول بشأن قصاصة قادمة من فاس سرعان ما تبرأ منها الماص، وما على الذين حاولوا تمويه وتنويم البقية في العسل إلا أن يتحملوا فاتورة وضع يدهم في عش الدبابير.