حدقة المحاضر وحدقة المنظر والفقيه وحتى عالم الصافرة هو اليوم شبه وصورة غير أصلية لذلك الرجل السوسي الذي تعرفنا عليه بنخوة أبناء المنطقة وحتى بصدق أقواله ودفاعه المستميت حتى لو طارت معزة على قراراته.
بذل حدقة الكثير والكثير ليجد له مكانا بمنظومة التحكيم التابعة للجامعة وظل في السابق يسوق لاسمه وباستمرار رغم أن هناك من كانوا على عهد جامعة الفهري ومن هم علماء الميدان كانوا على يقين أن الرجل « مهضار» ورجل نظريات وبالدارجة» الشفوي الله يداوي» لذلك صدوا الباب بوجه انتدابه حتى قضى الله المفعول ووجد له منصبا بالجهاز الحالي.
ما قامت به لجنة الإنضباط التابعة للجامعة بتسفيه طرح حدقة وضرب شهادته ضربا مبرحا، هو أكبر تجسيد لضعف شخصية حدقة وكونه من المنتصرين للمناصب على حساب جودة الشخصية وكرامة الإختصاص.
لم تكد تمر 24 ساعة على خرجة حدقة المثيرة بدفاعه عن الحكم كورار الذي قاد مباراة القرن بين الوداد ووجدة، وتأكيده على أن كل قرارات هذا الحكم كانت صحيحة بما فيها الأوراق الصفراء والحمراء وحتى البنفسجية وكل حالات الطرد كانت سليمة، حتى عادت لجنة أخرى لا اختصاص ولا رابط لها مع التحكيم وهي لجنة التأديب لتقرر سحب طردين من الحالات التي أخرج فيها كورار بطاقاته الحمراء، والمثير الصادم في الموضوع كون اللجنة الموقرة المحصنة ببركة البوعناني ألغت طرد اللاعب علي راشدي الذي يمكن لأي مبتدئ لا يفقه في الكرة أن يؤكد لك أنه يستحق الطرد، وإن أنت لم تطرد لاعبا تعرى على حكم فمن تطرد يا ترى؟
ما قامت به لجنة البوعاني أكد العديد من الكذبات التي ظل يطلقها حدقة ويصدقها لوحده ويحاول أن يفرض على الجميع تصديقها، وكلما داهمه طارئ يحرجه إلا وخرج أثيريا ليستعرض قاموسا لا يخلو من شعبوية ويردد أنه «كان كيتسخر لمحمد أوزال»  في فترة من الفترات ولست أدري ما الداعي لإطلاق تصريحات بهذه التفاهة وفي هذا الظرف بالذات؟
قبل هذا قال حدقة وتاريخ التصريحات يوثق ما قاله أن رئيس الجامعة له يد طويلة على مستوى تعيين الحكام وكونه يتشرف بهذه المقاربة التشاركية لرئيس ينتقي معه حكام نهاية الأسبوع على مقاسات خاصة جدا، وما إن فطن لقجع إلى أن هذا التصريح يورطه حتى بادر للتوضيح وكشف لنا اسم رجل التعشير بورا الذي أطاحت به احتجاجات نهاية مرحلة الذهاب لتناط المهمة بصديقنا حدقة ويفشل فيها فشلا ذريعا، بإسناد مباريات غليظة لحكام  خفاف وبنحافة ملحوظة وصافرة مبحوحة.
على حدقة أن يوقف استبلاده لنا وللمتتبعين، فقد قال لنا أنه غادر اجتماع لجنة الإنضباط كي لا يؤثر على قراراتها وفي قصاصة البوعناني يحضر عكس الإدعاء كون اللجنة استشارت مع حكام قبل إلغاء حالات الطرد المثيرة لكل أشكال الجدل.
في إسبانيا لا تتجرأ لجنة من اللجان المختصة على النظر في استئناف فريق وطعن ناد على قرارات حكم مباراة، إلا بعد أن يؤدي هذا الفريق رسوما باهظة ومكلفة وبعدها يحرم من الطعن في مرة ثانية وكل ذلك لضمان هيبة للحكام وكي يحافظوا على استقلالية القرارات التي يتخذونها و يفترض تصديقها قبل احترامها.
ناذرا ما قضت لجنة عليا من لجان التأديب داخل اسبانيا حتى بإلغاء بطاقة صفراء أو طرد إلا بعد تدقيق في تقارير من يرافقون حكام تلك المباريات ويعيدون تكييف الوقائع مع حركات الشفاه أو ما شابهها.
لذلك على حدقة تقديم استقالته احتراما لشرف مهنة هي من حملته للمنصب الحالي، بعدما داس البوعناني على قرارات الحكم كورار الذي كان حدقة من عينه لهذه المباراة.
لو لم يفعل هذا حدقة سيكون قد ضرب ما تبقى له من مصداقية، لأنه الحال هكذا سيصبح الحكام بالملاعب وكأنهم يشاركون في الكاميرا الخفية، ولو كرس حدقة هذا المرجع البئيس فلتذهب مصداقية وهيبة الحكام للجحيم؟
لذلك لا تتفاجأوا غدا إن طلعت لجنة البوعناني وقضت بتغيير نتيجة مباراة بإعلان فريق خسر المباراة فائزا بعد مراجعة شريط تلك المباراة.. غريب بالفعل؟؟