كي تفهم قوما عليك أن تعاشرهم 40 يوما أو أكثر كي تصير منهم و يصيروا منك، وكي تأمن شر عدوك إما أن تقربه منك لتحتويه أو تتسلح له كما تتسلح للبرد.
بيننا وبين الأشقاء بتونس قواسم كثيرة مشتركة، يجمعنا نفس الصحن المغاربي كما يضمنا عرق اللغة والثقافة والموروث وغيرها من الأمور، وإن كنا نتفوق عليهم مساحة وساكنة.
لنترك الجغرافيا والتاريخ وغيرها من باقي التوابل الجافة الأخرى، لنضع وجه المقارنة بيننا وبين القرطاجين في شأن الكرة وجلدها المدور، وكيف ولماذا ترسخت بذاكرتنا حكاية عقدة الكرة التونسية بالنسبة لنا وإن كانت لا تبدو كذلك لأننا طالما أوجعناهم بدورنا وفي محطات كثيرة يوم كان لنا منتخب يقام له ويقعد ويوم كان لنا سفير إفريقي إسمه الجيش الملكي كان يصول و يجول أمام الترجي والبنزرتي وحمام الأنف ومستقبل المرسى وما كان يومها للساحل والصفاقسي صدى ولا ذكر.
وداخل حكاية العقدة كان هناك للأسف من رسخ لشائعة ودجل وخرافة شراء التوانسة لذمم الحكام كلما واجهوا منتخبنا الوطني أو فرقنا العليلة.
هذه الحكاية مردود عليها، لأن جلسة ضمتني مع كل الشرف الذي أحسست به وأنا أجالس بعيدا عن صخب الكرة في سياق مبارياتها الرسمية بل جلسة ود وأخوة وتبادل للأفكار مع المدرب التونسي القدير أحمد العجلاني والذي إن ترك المغرب ليقفل عائدا لبلاده ستكون تلك خسارة كبيرة للكرة المغربية وأنا أتحمل كل المسؤولية في هذه الوصلة و هذا البونيس الإشهار لهذا المدرب الفذ ولي ما يبرر طرحي و لم أحتج لـ 40 يوما كي أخلص إلى أنه مدرب كبير وكبير جدا..
مثل بائع المسك الذي إما أن تبتاع منه أو يحذيك بريحه الطيبة، كانت جلستي بالعجلاني شبيهة بهذا الواقع، مدرب لا تمل من سماع تحاليله ومن قوة شخصيته تلمس لماذا هؤلاء التوانسة متفوقون علينا.
العجلاني هو مفرد بصيغة الحمع، هو نموذج يلخص قيمة الشتالي والديب والأشقاء البنزرتي من لطفي لفوزي لغاية السليمي ومعلول ودياب وباقي محلليهم الذين ما إن يتكلمون في الكرة حتى تحس أنهم بالفعل فقهاء ورجال خبرة ومنظرين من عيار ثقيل جدا، وليسوا محللي» الكرة الحديثة بل أن محللا مغربيا قال عبر أثير إحدى الإذاعات أن بايرن ميونيخ كسب جوفنتوس لكونه اعتمد خطة 5-4-2 ولأول مرة أكتشف أن فريقا للكرة يلعب بـ 12 لاعبا؟
لا ألقي الحجارة الغليطة فوق رؤوس أطرنا الوطنية التي شغلتها الحروب الباردة بينها ودوسها بالنعل والصندال على ميثاق شرف ماندوزا الذي يصلح للإستهلاك لا غير وللترويج والدعاية لا التفعيل.
بالمغرب تحضر 3 عينات مدربين (مدرب البلاطو الذي ينشر فكره الغوغائي ويضفي القديم والبالي والجديد مع زميل له بالمهنة لسبب أو آخر، ومحلل المقهى الذي يبرع في تقديم وصلات التغييرات أمام الجميع بتباهي مطلق وما إن ينال فرصته حتى يتحول لقزم لا يفقه لا في الكير ولا في النفير، ومحلل المدرجات الذي يتربص بزميل آخر اقتربت ساعته ليجد مكانا له بالمنصة على مقربة من الرئيس ويهمس في أذنيه و ينفث كل سمومه والعبارة الشهيرة «عندكوم فرقة خاص غير اللي يوقفها».
هالني ما سمعته من العجلاني سندباد الملاعب العربية الذي قضى 22 سنة بين الخليج وختمها بالمغرب، هالني كيف يشتغل المدربون بتونس وكيف تمنح صلاحيات تأطير الفئات الصغرى عندهم لمدربي الدبلوم ألف وعندنا تمنح للاعب معتزل حديثا ليتعلم الحسانة في رؤوس جيل الغد..
بهاء الحديث وغزارة الفكر والمعلومة وتواضع السنابل الشامخات.. سمات ميزت العجلاني والذي لن يكون لهبوط السكري الذي يعيشه الفريق الخريبكي مؤخرا، وقع أو تأثير لينقص من قيمة ما قدمه هذا المدرب وما الوصافة التي فاقت كل توقع والكأس الفضية التي قصدت المدينة المنجمية إلا تأكيد على علو كعب هذا الإطار.
لو تأملنا فيما قدمه الزوافي وفي براعة البنزرتي فيترك انطباعا رائعا خلفه لدرجة أن الرجاء ما تزال تتعقب آثاره وكان من المرشحين ولو على الورق ووهميا لتدريب المنتخب المغربي، وأضفنا ما قدمه العجلاني لخلصنا لحقيقة مرة ومؤسفة تعري وجهنا وتفضحه في المرآة من خلال تفريخ التوانسة لمدربين كبار وهم أقل منا بالثلث على مستوى السكان ويتفقون علينا في رخص اللاعبين والمدربين.
العجلاني بكل اختصار مفيد، حقق ما لم يحققه مدرب مغربي بالسفر خارج حدود المملكة لعقدين من الصمود في بطولة عربية أو قارية أو حتى جهوية، دون أن نتساءل يوما لماذا الأبواب موصدة بوجه أطرنا بل أن حتى من كانوا لأمس قريب يحملون صفة الناخب الوطني لا ذكر لهم في خانة المرشحين لتدريب فريق صف ثاني عربيا.
في كلمتين وليس ثلاث وفي مقارنة تلغي كل الفوارق التي لا يصلح معها قياس، بين من هم بيننا وبين من نستوردهم من الحدود القريبة: العجلاني شكل ثاني..
تنبيه هام
تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.
ADVERTISEMENTS
النسخة الالكترونية للجريدة
زوايا الرأي
حاليا في الأكشاك
ADVERTISEMENTS
الأسد الذهبي
من ترشح لجائزة الأسد الذهبي لموسم 2023-2024 ؟
الفريق | ل | ف | ت | خ | نقاط | ||
---|---|---|---|---|---|---|---|
1 | نهضة بركان | 10 | 7 | 2 | 1 | 23 | |
2 | المغرب الفاسي | 10 | 5 | 3 | 2 | 18 | |
3 | الجيش الملكي | 10 | 4 | 4 | 2 | 16 | |
4 | حسنية أكادير | 10 | 5 | 1 | 4 | 16 | |
5 | نهضة الزمامرة | 10 | 5 | 1 | 4 | 16 | |
6 | الوداد الرياضي | 10 | 4 | 3 | 3 | 15 | |
7 | إتحاد تواركة | 10 | 3 | 5 | 2 | 14 | |
8 | اتحاد طنجة | 10 | 3 | 5 | 2 | 14 | |
9 | الدفاع الحسني الجديدي | 10 | 4 | 2 | 4 | 14 | |
10 | الشباب الرياضي السوالم | 10 | 3 | 4 | 3 | 13 | |
11 | الرجاء الرياضي | 10 | 3 | 4 | 3 | 13 | |
12 | النادي المكناسي | 10 | 3 | 4 | 3 | 13 | |
13 | اتحاد الفتح الرياضي | 10 | 3 | 3 | 4 | 12 | |
14 | أولمبيك آسفي | 10 | 3 | 2 | 5 | 11 | |
15 | المغرب التطواني | 10 | 1 | 4 | 5 | 7 | |
16 | شباب المحمدية | 10 | 0 | 1 | 9 | 1 |
- دوري أبطال أفريقيا
- كأس الاتحاد الأفريقي
- الهبوط
الجيش الملكي
|
|
الوداد الرياضي
|
الرجاء الرياضي
|
1 - 2
|
إتحاد طنجة
|