لا أملك وصفات سحرية وقهر الكبار ليس صدفة
إستحق أن نحاوره لكونه هو مدرب المرحلة والإطار الوطني الذي استطاع أن يفرض منطقه وأن يعلن التحدي أمام طاحونة الحضور الأجنبي على رأس فرق بموارد مالية وبشرية مهمة.
إنه فؤاد الصحابي المدرب الذي راهن الكثيرون على نهايته حين قبل بتدريب فريق معذب وهو شباب الحسيمة ماسكا المشعل عن سلفه كمال الزواغي.
الصحابي فتح لنا قلبه في الحوار التالي ليكسف أسرار العودة بعد حكاية الرخصة المجمدة، وعن طموحاته وأسرار وصفاته السرية والسحرية التي فرملت كبار البطولة تباعا.
- المنتخب: لنترك مباراة الكوكب المراكشي جانبا ونتحدث عن حضورك القوي مؤخرا بالبطولة الإحترافية والأرقام هنا لا تتحمل ونتحدث عن أفصل حصيلة لفريق خلال آخر مباريات والتي لو أحصناها لكنت أنت المتصدر الحالي، ما سر العودة والتوفيق الملازم لها؟
فؤاد الصحابي: بداية أتوجه بالشكر لمنبركم على كل اهتمام تولونه للأطر الوطنية وعلى أن أحل ضيفا عليكم، التوفيق الذي تحدثت عنه هو من الله سبحانه وتعالى ومكافأة لجهود عباده المخلصين والمجتهدين.
بالنسبة لي لا توجد كلمة سرية في الموضوع ولا وصفة سحرية ولا سيء من هذا القبيل، لأني حين قبلت بمقترح الإشراف على شباب الحسيمة فليقيني التام على أنه مشروع لكسب التحدي وواجهة لربح رهان رأى فيه البعض أنه مغامرة ومخاطرة فعلية وكبيرة.
لقد تعودت على الإشتغال في ظروف أكثر حدة وقسوة من التي عاشها شباب الحسيمة ومن لا يقوى على التفاعل مع أوضاع كهاته عليه أن يتخلى عن هذه المهنة وأن يختار لنفسه توجها آخر.
هذا هو ملخص الحكاية ومعرفتي الكبيرة بالفريق وبعناصر يضمها بصفوفه لسابق اشتغالي معها بفرق أخرى سهل علي المهمة وجعلني أقبل عليها بصدر مفتوح ومن دون هواجس.
- المنتخب: لو حاورتك قبل وأنت تقبل على 4 مباريات من نار أمام فرق تتصدر البطولة، هل كنت ستؤكد لي قدرتك على كبح جماحها تباعا بالشكل والطريقة وحتى النتيجة؟
فؤاد الصحابي: لو عدت لمساري رفقة الفرق التي دربتها ستصل لحقيقة أني وبالتخصص أجيد التعامل مع المحطات الصعبة والحاسمة والتغلب على الفرق الكبيرة وسأسرد عليك لاحقا هذه المحطات وكيف تجاوزت ألغامها بثقة وهدوء.
تجربتي المتواضعة علمتني أن أتعامل مع أي مباراة دون مفاضلة لأنه في كثير من الأحيان المباريات التي يتم تصنيفها على الورق سهلة، تفضي لنتيجة عكسية والمباريات التي لا يراهن عليك فيها أحد تخرج منها ناجيا وموفقا.
لكل هذا كنت سأخبرك لو تم الحوار قبل كل المباريات التي ذكرت على أنها لا ترهبني ولا تخيفني وعلى كوني مستعد لها وبشكل جيد ودون مركب نقص.
- المنتخب: لقد تم تعيينك بأيام قبل مباراة الوداد كيف تفاعلت وتجاوبت مع محطة التعيين وأنت من ابتعد عن الواجهة المحلية لفترة بمباراة بدت كجمرة خبيثة تم رميها لمعتركك؟
فؤاد الصحابي: في حالات كثيرة يشهد عليها عالم التدريب تلاحظ أن مدربين وحتى على أعلى مستوى بالعالم يفضلون التأخر على مستوى الظهور حين يتم تعيينهم حديثا لتجنب أول ظهور في محطة صاعقة وصعبة وخوفا من يكون السقوط مريعا مع أول استهلال.
حين اتصل بي مسؤولو الحسيمة لتدريب فريقهم كان من الممكن أن أتحفظ أو أتخلف عن مباراة الوداد وأن تناط المهمة بمدرب آخر ريثما تمر عاصفة مواجهة بطل المغرب وبملعبه.
بالنسبة لي مواجهة الوداد كانت الهدية التي طالما بحثت عنها، لقد رأيت في المباراة أجمل ديكليك ممكن أن يساعدني في تجربتي مع الفريق وصد المتصدر والبطل بملعبه سيشكل بالنسبة لنا انطلاقة مثالية لتجاوز فراغ قاتل على مستوى النتائج.
- المنتخب: 10 نقاط من أول مباريات، هل هي الحصيلة الرقمية التي توقعتها؟
فؤاد الصحابي: سأكون كاذبا لو قلت لك أن هذا ما حدته وتوقعته، بطبعي وهلال كل التجارب أقوم بوضع مخطط خماسي من خمس مباريات وأحدد سقف النقاط التي ينبغي جمعها.
خلال خمس المباريات الأولى المرافقة لظهوري مع الفريق راهنت على 7 نقاط كأقصى تقدير أو 8، لدلك بلوغنا 10 نقاط يعني أننا تجاوزنا سقف ما سطرناه وراهنا عليه ويريحنا في المحطة الخماسية اللاحقة.
- المنتخب: فؤاد، ألم يساورك قلق ورهبة خوض مباريات ناسفة أمام العامري وآسفي وبن شيخة وطنجة ثم الفتح والركراكي تباعا بكل ما يمثله المدربون من ثقل داخل فرقهم وبكل ما يجسده حضور هذه الأندية القوية بالبطولة؟
فؤاد الصحابي: رهبة لا، لا توجد رهبة في قاموس اشتغالي وسبق وقلت لك أني متعود على التعامل ما يسمى بالمحطات الصعبة والشاقة أمام فرق صقيلة في ميزان التنافس.
لن أبالغ بالقول إذا ما صرحت لك أن مواجهات من هذا النوع والعيار تروق لي أكثر من مواجهة فرق تتقارب على مستوى الأهداف والنوايا والترتيب.
حين تواجه فريقا كبيرا له ألقاب أو ينافس عليها يتضاعف عندك حافز تقدم الأفضل وإخراج عصارة ما تملك وبالتالي هذه المباريات هي مرجع قياس قدرة كل فريق أو مدرب على تقديم زاده التقني والخططي.
- المنتخب: أين يمكن أن تدرج تجربة الحسيمة في مسارك المهني الذي يحفل بصعوبات جمة خاصة على مستوى استلام زمام الأمور التقنية للفرق المعذبة؟
فؤاد الصحابي: هي تجربة حديثة لكنها متميزة وتمثل بالنسبة لي واحدة من المحطات التي طالما تمنيتها، صحيح أن أي مدرب إلا ويفضل أن ينطلق مع فريق ما بداية الموسم بما يتيح أمام ترك بصمة التحضير والإعداد الجيد، لكن في حالات كثيرة يحضر جانب القوة القاهرة الذي يفرض علك التجاوب مع كل المؤثرات والحالات وأن تظهر قوة الشخصية إزاءها.
أنت تحدثت عن مسار مليء بالتحديات، ولك أن تعود لفرق قصبة تادلة والوداد الفاسي وخريبكة والمسيرة، وكيف تحملت الكثير والظروف التي توليت فيها زمام القيادة كما سميتها و النهاية التي آل إليها الوضع.
صحيح أن الوداد الفاسي هبط للقسم الثاني لكن حين أمسكت أموره كان برصيده 9 نقاط وأنهينا الموسم بـ 29 نقطة في عدد مباريات أقل مما كان لمن تولى القيادة قبلي وعلى بعد نقطتين من البقاء وفي ظروف صعبة لم يكن يتوفر فيها اللاعبون على تحفيزات كبيرة للمقاومة.
- المنتخب: هل يمكن أن ندرج إسمك وعلى ضوء السوابق التي تحملها في سجل حضورك رفقة كل الفرق التي دربتها على أنك وبالتخصص تسقط الكبار وتطيح بالمدربين؟
فؤاد الصحابي: أنت تعود بالذاكرة للحظات حاسمة في مشواري، فمثلا خلال تجربة شباب قصبة تادلة الحديث العهد بفرق الصفوة كان أن واجهنا فرقا كبيرة وتباعا وقهرناها جميعها وانتهى الأمر بإقالة جودار من المغرب التطواني وكارزيطو من الوداد ولوران من آسفي ويومير من الكاك وحتى الزاكي.
في تجاربي الأخرى رفقة المسيرة وأولمبيك خرييكة تكرر الأمر، وهو ما جعلني أبادر بالقول في مستهل الحوار على أنه يروق لي مواجهة فرق تحتل مراتب متقدمة لأنه والحالة هاته الضغط يتحول لمعترك المنافس وأنا أملك أدوات تحفيز لاعبي فريقي بالشكل الإيجابي الذي يمتص كل ضغط مرافق له ليقدموا كل ما يملكون والمحصلة أنتم تعرفونها كنا يعرفها الجميع.
مسألة أخرى يجب توضيحها كونه لا يغريني وصف الصحابي بقهر الكبار بقدر ما تهمني مصلحة الفرق التي أشرف عليها.
- المنتخب: مررت من تجارب خارجية وآخرها بقطر رافقها جدل كبير مع الإطار سهيل، هل من توضيح بالموضوع؟
فؤاد الصحابي: كل الشكر لك على إثارة هده النقطة وهذا الموضوع للرد وتفنيد كل الإدعاءات التي رافقته في حينه، ما حدث هو كوني شعرت هنا بالإختناق والتضييق بعد قرار تجميد رخصتي التدريبية الشهير، بل وحتى مصادرة حق مروري من بلاطوهات القنوات الوطنية للتحليل لأسباب يعلمها الكل.
بعد كل هذا رغبت في التحليق بعيدا فكان أن مد لي السي سهيل يده للإشتغال معه بنادي معيدر، والنتيجة أنه رحل عن الفريق لاعتبارات لا أود الخوض فيها فما كان من مسؤولي الفريق إلا أن طالبوني بالبقاء، ولم أملك خيارا غير هذا لكون راتبي كان مصادرا باللجنة الأولمبية ولـ 3 أشهر وأي خطوة للإنسحاب كانت تعني إهدار حقوقي المالية وبالكامل.
للآسف هناك من روج لغدري بسهيل أو شيء من هذا القبيل وهو غير صحيح، وكرة القدم تشهد على تجارب كثيرة يتولى فيها المساعد المهمة لنهاية الموسم دون يفسد هذا للود قضية.
- المنتخب: طرحت موضوع التحليل وأنت من المحللين الدين يشهد الجميع على كفاءتهم بهدا الجانب وقدرة تطويع المباريات بتحليلها الدقيق اعتمادا على مرجعية التكوين أولا والخبرة الميدانية ثانيا، لكنك في فترة صرت مشاكسا صودر حقه في هذا الجانب، إروي لنا حكاية ما حدث؟
فؤاد الصحابي: ما حدث فيه الكثير من التحامل على شخصي وهي صفحة طويتها من سجلاتي، لكون من عاقبوني عاقبوني كمدرب في وقت كان يفترض أن تتولى المهمة الهاكا لا الجامعة لأني كنت أتناول مواضيعي بقبعة المحلل لا المدرب.
بأوروبا نشاهد أرسين فينغر ينهي مباراته السبت ويحلل الأحد ويسلخ جلد المدربين ولا عقوبات تسلط عليه وهو الأمر نفسه بالنسبة لكلود بوييل وغيرهم.
كان هناك خطأ على مستوى مقاربة العقاب وفي نهاية المطاف لا شيء تغير، أنا هو، ولساني ليس سليطا ولغتي ليست من خشب.
- المنتخب: لكن هناك من آخذ عليك انتقاد زملائك بالمهنة بشكل متكرر؟
فؤاد الصحابي: تجميد رخصتي تم لكوني كنت أتكلم بواقعية ومن منطلق المنطق، بانتقاد اختيارات الزاكي الغريبة للاعبيه والمباريات الودية، واليوم الجامعة أنصفتني بعدما كانت هي من عاقبتني بقرار إقالة الزاكي وببلاغها لخص ما كان يحضر في تحاليلي.
وانتقدت اختيارات فاخر للاعبين بسن متقدمة وهو من كان يقول أن المنتخب المحلي خزان للمنتخب الأول وبـ«الشان» تأكدت الحقيقة فكان الإنصاف الثاني لتحاليلي، أنا هنا لا أتشفى في أحد، بل أضع النقاط على الحروف لكون الحقيقة التي جهرت بها قبل فترة وأزعجت البعض تعرت لاحقا.
- المنتخب: أي طموحات للصحابي بعد تجربته الحالية رفقة شباب الحسيمة، وهل ستواصل رفقة نفس الفريق الموسم القادم وبأي رهانات؟
فؤاد الصحابي: «بطبيعة الحال سأواصل إن شاء الله إن تحققت الأهداف المتوافق عليها وفي مقدمتها البقاء بالبطولة الإحترافية، ونحن سائرون بحول الله نحو تتويج هذا الهدف.
غايتي هو ترك فريق تنافسي وكبير للحسيمة لكون الأخير يتوفر على إدارة جد محترمة وجمهور يعشق الكرة ولاعبين قمة في الإنضباط، أراهن على حسم مسألة البقاء مبكرا كي تتاح أمامي فرصة التحضير المبكر أيضا للموسم القادم الدي سيشهد ظهورنا بشكل مختلف.
أملي كبير أن أقدم للفريق الحسيمي الإضافة المرجوة وأن أكون عند حسن ثقة مسؤوليه وأن تكون انطلاقتي الحقيقية من هذا الفريق لأن طموحاتي بالمهنة والمسار التدريبي لا حدود لها.