لن ندخل مع رونار في معارك سرمدية، لن نجعل منه خصما ولا عدوا ولن ننصر الزاكي ظالما أو مظلوما أبد الدهر، لأنه من ينتصب بين كل هؤلاء ويلزمنا بتحكيم العقل لا العاطفة هو الوطن وقميص الفريق الوطني، ولن نتحول لانتحاريين وخلايا نائمة تتربص برونار ومن جاء به لتصفية حساب لا يعنينا، وسنتمنى له بكل تأكيد حظا موفقا ومقاما سعيدا ولو كرر معنا ما فعله مع رصاصات زامبيا وفيلة كوت ديفوار، سأكون أول من يقرض فيه شعرا ويحمله على الأكتاف.
سنخص ناخبنا الوطني بالإحترام اللازم والواجب لمقامه ومنصبه ولن نحصي عليه تعويضاته التي تصنف هيرفي اليوم ضمن خانة الفقراء، لما صار يتقاضاه المدربون اليوم على مستوى العالم من رواتب فلكية، ولن نلعب دور المهيج للرأي العام والمواطن العادي ولن ننعث رونار بالثعلب حتى وإن كان إسمه «المفرنس» يحيل عليه.
10  سنوات قضيناها دفاعا على الزاكي وشرعية الزاكي في العودة لعرين كان هو من خرج منه برضاه بعد مباراة تونس الشهيرة، وعقد كامل قضيناه ونحن نترافع على شرعية الزاكي في استعادة ما بدا لنا حقا من حقوقه، حتى وإن كانت وقائع الكرة تقف بالأرقام والدليل ضد نداءاتنا الشهيرة والغبية هاته، ولم تقدم لنا في يوم من الأيام  نموذجا لمدرب خرج ولما عاد حالفه التوفيق رفقة نفس المنتخب أو النادي وآخرهم مورينيو.
لذلك سنكون براغماتيين أكثر من براغماتية لقجع نفسه، وسنسخر هذه البراغماتية لما فيه خير كرة هذا البلد ولن نضع العصا في عجلة عربة الأسود، وسنترك «السير يسير»، بل لن نؤجر لساننا لأحد ليأكل به الشوك والثوم.
قرأت بورتريهات وطالعت أخرى عرفت بمن يكون المروض الجديد، وبعيدا عن سياق هواياته الشخصية وحياته الخاصة ودون أن نخترق عالمه الخاص ومن تكون نجلته ولا كيف ارتبط بحرمه الجديدة، راقني وصف رونار بـ «موسيو بونظيف»، وهي النظافة التي تربى عليها ولم يخجل من الإعتراف بكونه كان ذات يوم عامل نظافة وجامع للقمامة من المباني، ليسطر لمساره التدريبي نهجا خاصا قام ويقوم على مبدإ التنظيف وتطهير المحيط بمعقم جنبه في كل تجاربه رفقة المنتخبات التي مر منها أن يصاب بالفيروسات والفطريات وحتى البكتريا التي كانت وما زالت أم المصائب والمدلهمات التي طالما جنت على عرين منتخبنا الوطني.
يحتاج بيت المنتخب الوطني لـ «بونظيف» من طينة رونار لا يجد حرجا في جلد لاعب أخطأ أمام البقية كما فعلها ذات يوم مع دروغبا بتاريخه الحافل ليجلسه احتياطيا في تمهيد لمغادرته الطوعية منتخب الفيلة، لا لشيء سوى لكونه تمرد على قرار وتوصية بأن يكون يايا توري هو الأول على لائحة منفذي ضربات الجزاء.
نحتاج «بونظيف» رونار ضد وكلاء عاثوا فسادا بعرين المنتخب الوطني وسماسرة حولوا معارك العمولات من رحاب الفرق لمعترك الأسود، واسألوا العارفين بأسرار الفريق الوطني ومعسكراته ليخبروكم من جنى على تاعرابت بعد حكاية حرق سجادة غرفته بمقر الإقامة بماربيا بسبب المعسل، ومن كان يسبق لكحل للمطار لعرض خدمات «في أي بي» على الشماخ وخرجة والبقية، ومن طرده غيرتس من فندق الأسود بمراكش قبل سحق الجزائر برباعية بعدما ضبطه يقنع كارسيلا بالتوقيع معه قبل توقيع هدف للأسود، ومن كان مسؤولا عن مغادرة تاعرابت بتلك الطريقة غير المسبوقة، بل نحتاج رونار ومسحوق تنظيفه حتى بعض ممن تطفلوا على مهنة من لا مهنة له اليوم وهي الصحافة المسكينة المبتلية بكائنات وأجسام غريبة لا رابط بينها وبين صاحبة الجلالة غير الخير وباقي الأشياء الأخرى.
مقابل ترحيبنا البراغماتي من استقدام برونار«والحساب المؤجل لغاية الفورة»، لا يسعني شخصيا وهذا موقف يلزمني لا غيري إلا أن أكون من المتقززين، والذين أصابهم القرف مما قام ويقوم به ناصر الإدارة التقنية ولاركيط الأكاديمية، رجل «الشفوي الله يداوي»، والمحظوظ بعودته للمغرب ودور الأرنب الذي لعبه بمنتهى الوصولية لضرب الأطر الوطنية في مقتل.
لن نحاسب لاركيط صديق رونار العتيق، لكونه هو من استقدمه وظل يلتقيه بين باريس وداكار مرارا وفي سرية مطلقة ويومها كان يقدم كما يقدم من يقتل الميت ويمشي في موكب جنازته تصريحاته المثيرة بدعمه المطلق للناخب السابق ولمشروع بقائه.
سنؤجل الحساب مع المسؤول عن أكاديمية لم تقدم نصف لاعب لمنتخبنا الوطني لوقت لاحق، وسنترك الأيام تعزز وقصاصها الحق إن كان الرجل فعلا تسبب في قطع أرزاق أخلانه ومن بينهم حسن حرمة الله الذي خرب كمبيوتره بوشاياته وهمساته في أذن الرئيس.
نحن نختلف في البراغاماتية عن لاركيط، البراغماتية التي تحركنا لمناصرة رونار تستمد شرعيتها من المصلحة العامة ومصلحة القميص الوطني وشرعية الجنوح للسلم والإبتعاد عن التشويش والإنخراط الأريحي بالمشروع ووضع اليد مع الجماعة، وليست البراغماتية الوصولية النفعية لناصر الذي ينام ويصحو على لازمة «اللهم انصر من أصبح».