نجح النسور الخضر في إسقاط سرب من الحمام بحجر واحد٫ هزموا غريمهم وأثخنوا جراحه ورشوا عليها المزيد من الملح وثبتوا أقدامهم في الصدارة ولو مؤقتا، في انتظار مباراة الجيش الملكي أمام المغرب التطواني، مع تقديم زينباور أوراق اعتماده منافسا قويا على الدرع بسجل خال من الهزائم، بينما البنزرتي تجرع مرارة الهزيمة الثانية تواليا والثالثة مع الوداد من 5 مباريات وهي أسوأ محصلة له رفقة الفرسان الحمر عبر تاريخ الكلاكيطات المعلومة بالبطولة.
توليفة  حمراء هجينة
قطعا، وبإجماع مريدي الناديين والغريمين، فإن التوليفة التي ظهرت في مباراة اليوم وما عاد المجال يسع لوصفها بالقمة تعد الأضعف في اخر المواسم إن لم تكن من بين الأضعف عبر التاريخ.
فحين يلجأ الوداد للإستعانة بلاعب قادم من القسم الثاني وهو ايت برايم لاعب الدشيرة السابق، ليعوض عملود وزولا متوسط الدفاع ليغطي على غياب عطية الله، فهنا بالتأكد كل شيء بشأن هذه التوليفة الهجينة، حتي وإن كان الوداد بخلاف غريمه  قد ظهر بلاعبين فقط يكتشفان لأول مرة هذه المباراة، كون المطيع، حركاس وأبو الفتح في الدفاع وجبران مع حيمود ثم بوهرة مع سامبو وبوسفيان جربوا الظهور سابقا والإستثناءان كانا الدراوي وأيت برايم، مثلما مثلت القمة الظهور الأول للبنزرتي في كرسي احتياط ناديه بعد استنفاذ العقوبة.
5 نسور يكتشفونه
لئن كان الكونغولي زولا هو مفاجأة البنزرتي في التشكيل الوداد، فإن زينباور  صدم الجميع وهو يريح محمد زريدة أكثر من ارتبط بمشاكساته وحتي بأدائه القوي في آخر الديربيات، ليجلسه احتياطيا ويفضل عليه مباريك لاعب الفتح السابق والقادم من الإمارات في خط الوسط، وبه كان مباريك واحدا من بين 5 نسور اكتشفوا الديربي لأول مرة.
مع مباريك كان بلعمري  والنفاتي وهما أيضا فتحيان سابقان، مع صابر بوكرين وعبد الله خفيفي هي الوجوه الجديدة على هذه المباراة٬ مع ترسيم بولكسوت والمقدم ثم المكعازي والثنائي الذهبي هدافا المرحلة لغاية هذه المحطة من البطولة بوزوق والزرهوني في محور الهجوم.
إلى هنا يكون زينباوز على الورق وقبل ضربة الإنطلاقة الأقل ضغطا وهو يعلن ظهوره الأول في الديربي٬ والأقل ضغطا بحكم النتائج والبنزرتي موعود مع مباراة في غاية الأهمية تشبه الفرن، الخسارة فيها ممنوعة.
الهدوء بلا عاصفة
 اعتدنا سابقا على القول أن الهدوء التي تتهادى به المباريات في دقائقها الأولى هو تمهيد لعاصفة قادمة لا محالة، إلا أن  هذا الديربي لم يعكس هذه الآية مثلما  لم ينتصر لهذه القاعدة، بل كانت أول نصف ساعة في رعونتها مجسدة لواقع البطولة البئيس ككل، لغاية هذه المباراة.
 حضرت صافرة جلال جيد في أول نصف ساعة أكثر من فرص الناديين، لم يظهر لا الزنيتي ولا المطيع في الصورة وبدا الوضع  وكأننا بصدد مباراة تدريبية وليس الديربي الأول في المغرب.
 د 23 أبو الفتح ينذر من جيد بعد تدخل قوي٫ وبعده بوهرة يبالغ في المراوغة وشبه فرصته قطعها خفيفي أمام سامبو، رد عليها الزرهوني بتسديدة لم تقلق راحة المطيع، وظلت الكرة بإيقاع رتيب محصورة في خط الوسط.
إنه رمد العيون
لو احتسبنا مع كافة المجازات والتجاوزات المتاحة والممكنة، تسديدة المهدي مباريك التي ذهبت بعيدا عن مرمى المطيع، فرصة أو ما يشببها في د 37 من هذا الشوط، فهذا وحده يكفي ليجمل ويلخص كل شيء عن هذه المباراة.
إيقاع رتيب وبطيء والزنيتي مع المطيع يكرران بين فترات الإحماء كي لا تستبد بهما برودة الطقس وغياب الإختبارات الفعلية.
سامبو في شبه أرخبيل لا يصله إمداد حيمود المعول عليه للربط، وبوهرة الذي يبالغ في عجن الكرات السهلة، ومن جانب الرجاء زئبقية الزرهوني وثعلبية بوزوق ومهارة النفاثي التي واكبناها في آخر مباريات النسور، لم يظهر لها أثر في شوط الثلوت البصري أو الرمد الحبيبي الذي أصاب العيون من فرط رداءة المنتوج وأشعة الشمس التي توسطت ملعب البشير فزادت الرمد استفحالا...
زينباور هو الثعلب
 قدم الألماني زينباور أوراق اعتماده مجددا في شوط المدربين أمام الوداد، بتغيير ذكي وهو يجدد دماء خط الوسط  بالدفع بزريدة مع تعليمات بالضغط على الرواق الأيسر المعاق للوداد بتواجد زولا الغائب الحاضر.
د52 صابر بوكرين يشق شارعا جديدا في المحمدية بعنوان «شارع ارسين»٬ ويتلاعب بمدافع الوداد حركاس يمرر، ولأن المتاعب لا تأتي فرادى، ايت برايم يحرق الوداد بنيرانه الصديقة ويسجل بالخطأ في مرمى المطيع.
وكأن الوداد لا تكفيه النيران التي تحرقه حاليا٫ يتواصل انهيار جسر الوداد الأيسر وبوزوق ينطلق من خط الوسط مكسرا الشرود ويمرر صوب زريدة المتقدم بقوة ليدفعها بغمزة من قدمه لمرمي المطيع والهدف الثاني في د 63.
حاول جبران في د 75 تعويض سامبو كرأس حربة، ورأسيته مرت بمحاذاة القائم، دخول البحري والهتيمي والهوني أنعش هجوم الوداد  في آخر الدقائق  لكن بعدما فاتهم القطار، لينهي الرجاء ديربي البشير ببشارة الصدارة.