قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله، إن العقدة المغربية بالنسبة للجزائر ، انتقلت من السياسة إلى الرياضة، حيث اختلق النظام الجزائري كل الأسباب لكي يتعذ ر على الفريق الوطني المغربي لكرة القدم المشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي تستضيفها مدينة قسنطينة الجزائرية.

وأضاف الكاتب الصحفي اللبناني في مقال تحت عنوان "المغرب من عقدة جزائرية إلى هاجس"، نشرته اليوم الأحد صحيفة "العرب" اللندنية، أنه "في غياب القدرة على الاهتمام بالجزائر والشعب الجزائري ورفاهه والإستحواذ على ثقته، لم يجد النظام السياسي العسكري بالجزائر غير متابعة حربه على المغرب في عملي ة هروب مستمر ة إلى الأمام". وتابع أن هذه العملية "تكشف عجزا عن التخلص من عقدة مغربية تتحك م بالنظام من جهة ، وكذا عجزا عن التعاطي مع شعب محروم من أي حقوق من أي نوع كان من جهة أخرى".

وأبرز خير الله خير الله أن "العسكر الذين يتحكمون في الجزائر وضعوا مرة أخرى هاجسهم المغربي في الواجهة (...) خشوا هذه المر ة من مجيء فريق مغربي إلى الجزائر للمشاركة في دورة إفريقية، ما خشوا منه فعلا تفاعل المواطنين الجزائريين مع الفريق المغربي كما حصل في اثناء مباريات كأس العالم في قطر".

ADVERTISEMENTS

وأوضح كاتب المقال أنه "ليس سرا أن الجزائر، أغلقت لأسباب غير واضحة، بل في غاية الوضوح، مجالها الجوي أمام أي طائرة مغربية متوجهة إلى المغرب أو أقلعت من أحد مطاراته منذ 22 شتنبر 2021، مذكرا بأن السبب الحقيقي لرد الفعل الجزائري كان هو زيادة التأييد الدولي والأوروبي والعربي لموقف المغرب من قضية الصحراء. ولفت في هذا الصدد إلى أن "الموقف الأمريكي القاضي بالإعتراف بمغربية الصحراء، شكل نقطة تحول على الصعيد العالمي وجاء في وقت لم يعد خافيا أن المغرب حق ق اختراقات في هذا المجال افريقيا وعربيا وعالميا ".

وأشار خير الله خير الله إلى أن هذا الواقع "أغاظ النظام الجزائري الذي كان في استطاعته الإنضمام إلى الدول التي تعترف بـمغربية الصحراء وينعم بعلاقات طيبة مع المغرب ويستفيد من تجربته في مجال التنمية والبنى التحتية والإعمار ورفع مستوى التعليم والسعي إلى تفاعل أكبر مع المواطن العادي وهمومه".

وأكد انه "ليس عيبا أن يأتي الرئيس الجزائري ووزراؤه إلى المغرب مع الضباط، الذين يحكمون الجزائر بالفعل، للإطلاع على ما يجري على الأرض المغربي ة وعلى حال الناس، بما في ذلك حال الطبقة الفقيرة التي تحسن وضعها في السنوات العشرين الأخيرة إلى حد كبير". وقال في ذات السياق "نعم، هناك مشاكل في المغرب، لكن السلطة، على رأسها الملك محم د السادس لا تخشى مصارحة الناس بذلك. بدل الهرب من هذه المشاكل، توجد شفافية كبيرة في التعاطي معها من أجل التوصل إلى حلول ومخارج.

باختصار شديد، لا يهرب المغرب من مشاكله الداخلية إلى خارج حدوده. على العكس من ذلك، يسعى إلى معالجة هذه المشاكل في ظل ثقة متبادلة بين الملك محمد السادس وأبناء شعبه من كل الفئات ومن كل المناطق".