كرس الدفاع الحسني الجديدي صحوته الأخيرة في منافسات البطولة الوطنية الإحترافية عندما خطف في رحلته الطويلة إلى شرق المملكة نقاط فوز غالية من ميدان المولودية الوجدية بحصة هدفين لواحد جعلته يربح خطوات مهمة في سلم الترتيب. وكان من الطبيعي جدا أن يخلف هذا الإنتصار الثمين لفارس دكالة صدى طيبا في نفوس مناصريه، خاصة وان هذه أول ثلاث نقاط يقطفها الفريق الجديدي من خارج الديار هذا الموسم، وكانت بأقدام جديدية خالصة، حيث وقع الثنائي قرناص "الصغير" وبريغيت هدفي الفوز أمام سندباد الشرق. وما اسعد الدكاليين أكثر أن هذه الصحوة النوعية للدفاع تزامنت مع إقحام المدرب لسعد جردة الشابي عددا لا يستهان به من اللاعبين الشبان خريجي مدرسة النادي ضمن التشكيلة الأساسية للفريق الأول(الخميدي،قرناص،زرقان،بريغيت،جواد...) الذين قدموا إشارات مطمئنة في المباريات الأخيرة، وهذا يحسب للمدرب التونسي الذي أحدث في زمن قياسي وتحت إرغامات الواقع المتعددة تغييرا جذريا داخل الفريق الجديدي الذي بدأ تدريجيا يستعيد هويته الكروية المفقودة. منذ عدة مواسم والجماهير الدكالية تطالب القائمين على الشأن الكروي للنادي، بتقنين عملية استقطاب اللاعبين من خارج الجديدة التي انهكت خزينة الفريق ، وإعطاء الفرصة لأكبر عدد ممكن من أبناء الدفاع الذين ناضلوا لسنوات خلال تدرجهم ضمن مختلف الفئات الصغرى وهم يحلمون بارتداء قميص الكبار، وهو مطلب مشروع تجاوب معه المسؤولون هذا الموسم عندما تعاقدوا مع الإطار التقني والمكون لسعد الشابي لإعادة بناء الفريق كإجراء تقشفي أكتر منه خيار استراتيجي، بعدما انهكته الأزمة المادية وأجبرته على التفريط في نجومه. ولأنه لديه تجارب سابقة وناجحة في ما يخص التكوين القاعدي، خاصة مع الرجاء الرياضي والمنستير التونسي فقد ظل المدرب لسعد الشابي وفيا لعادته وأولى اهتماما كبيرا بالفئات الصغرى للدفاع، حيث منح الفرصة لأبناء الفريق على دفعات، مفضلا إياهم على لاعبين مجربين أخرجهم من مفكرته، ومن تمة قدم مروض الفرسان للبطولة الوطنية عناصر جديدية موهوبة ستعيد للدفاع هيبته، إذا ما واصلت الإجتهاد والمثابرة لتطوير أدائها وركوب صهوة النجومية.