ضمن المنتخب المغربي تأهله لمونديال "قطر 2022" بعدما حسم إياب الملحق الحاسم لصالحه بالفوز على منتخب الكونغو الديمقراطية بـ4 – 1، وذلك بعدما إنتهت مباراة الذهاب بكينشاسا يوم الجمعة الماضي بالتعادل (1 – 1).

المباراة إحتضنها المركب الرياضي محمد الخامس بالجار البيضاء وقادها الحكم البوروندي باسيفيك ندابيهاوينيمانا. وسجل أهداف المنتخب المغربي كل من عز الدين أوناحي (هدفان) وطارق تيسودالي وأشرف حكيمي للمغرب وبين مالانغو للكونغو.

وتميزت المباراة باعتماد وحيد خليلودزيتش على ذات الشاكلة التي خاض بها مباراة الذهاب بكينشاسا، وهي 3 – 5 – 2، مع تغيير في التشكيلة شملت 4 لاعبين، حيث أدخل يميق، أوناحي، الكعبي وتيسودالي بدل كل من سامي مايي، لوزا، النصيري وريان مايي.

وكانت بداية أسود الأطلس قوية وظهر اللاعبون في كامل تركيزهم، لكن لم تكد تمر 5 دقائق فقط على انطلاق المباراة حتى أصيب جواد يميق لتتبعثر أوراق خليلودزيتش الذي كان يعول على يميق ليشكل واحدا من أقطاب الوسط الدفاعي بدل سامي مايي.. إنما في نهاية المطاف عاد مايي ليلعب إلى جانب الثنائي سايس وأكرد مثلما كان عليه الأمر في مباراة الذهاب بكينشاسا.

وفرض أسود الأطلس أسلوب لعبهم بممارسة الضغط المتقدم والإندفاع السريع في حال البناءات الهجومية، لكن مع تضييق المساحات وإغلاق كل المنافذ في حال فقدانهم للكرة.

وكانت 21 دقيقة كافية ليتخلص أسود الأطلس من ضعط البداية بعدما سجل عز الدين أوناحي هف السبق للأسود من تسديدة قوية ومركزة، وجاء هدف السبق بعد المناورات والتدفقات المتعددة التي قام بها حكيمي في الرواق الأيمن، وشكل من خلالها خطورة على مرمى منتخب الكونغو في أكثر من مناسبة، خصوصا أن دفاع الفريق الكونغولي ظهر علية بعض الإرتباك.

وقبل نهاية الشوط الأول حدث ما لم يكن متوقعا حيث أصيب ياسين بونو إصابة قوية في الحاجب الأيسر أعلى العين في الدقيقة 41، إضطر معها لوضغ بعض "الغرزات" ليكمل المباراة، لكن دقائق معدودة بعد ذلك أصيب بالدوار بعدما أبعد الكرة بالرأس واصطدم بلاعب كونغولي ليصاب في نفس الموضع وغادر الملعب ودخل بدله الحارس منير المحمدي، لتسجل المباراة تغييرين إضطراريين في صفوف أسود الأطلس.

ورغم التغييرين لم يصب الفريق المغربي بأي ارتباك وزاد إصرار لاعبيه على البحث عن مويد من الأهداف، خصوصا أنهم أمسكوا جيدا بزمام الأمور وفرضوا سيطرتهم على مستوى البناء، واستثمروا جيدا الدقائق الـ12 التي احتسبها حكم المباراة كوقت بدل الضائع. ومرة أخرى أظهر تيسودالي أنه مهاجم من العيار الثقيل إذ إستغل الهفوة التي سقط فيها الدفاع الكونغولي في الدقيقة 45 + 7 وسجل للمنتخب المغربي هدفه الثاني، وقد سجله بطريقة اللاعبين الكبار لأنه تريث عندما توصل بالكرة وسددها بهدوء كبير، وكانت تسديدة خادعة لم يتمكن منها الحارس الكونغولي.

وزاد المنتخب المغربي من مناوراته وتدفقاته الهجومية مع بداية الشوط الثاني بحثا عن مزيد من الأهداف، وشهدت الدقائق الخمسة الأولى خلق فرصتين حقيقيتين للتسجيل عبر تيسودالي الذي لم يكن محظوظا لإضافة هدفه الثاني والثالث للمنتخب المغربي، وهو الهدف الذي لم يتأخر على الإطلاق، إذ سجل الأسود هدفهم الثالث بالفعل في الدقيقة 55 من توقيع أوناحي، وقد أظهر تيسودالي مرة أخرى حضوره الهجومي القوي حيث كان وراء هذا الهدف.

ومع التأخر في النتيجة كان على منتخب الكونغو أن يبحث عن حلول لبلوغ مرمى المحمدي لتقليص الفارق على الأقل معتمدا في ذلك على التغييرات البشرية والتكتيكية التي أقدم عليها المدرب هيكتور كوبر.

وكاد تيسودالي أن يضيف الهدف الرابع في الدقيقة 68 لكن تسديدته ردها قائم المرمى بعد تخضير جيد لأوناحي الذي ثأر لهذه الفرصة بتسديدة قوية في الدقيقة 69، عادت بعدها الكرة لأشرف حكيمي الذي سجل هدف الأسود الرابع.

وانهار منتخب الكونغو كليا بعد الهدف الرابع، وبات من الصعب جدا عليه أن يتدارك الموقف رغم هدف الشرف الذس سجله في الدقيقة 77، لذلك أجرى كوبر تغييرين جديدين خلال الدقائق الـ15 الأخيرة من زمن المباراة.

وخلال الدقائق الأخيرة ضخ خليلودزيتش دماء جديدة في صفوف الأسود بالقيان بـ3 تغييرات، حيث أدخل كل من بوفال وعطية الله وريان مايي بدل كل من تيسودالي وماسينا والكعبي، لكن ظلت النتيجة على ما هي عليه (4 – 1) لصالح الأسود الذين ضمنوا تأهلهم للمونديال للمرة السادسة في تاريخ كرة القدم المغربية.