لم يكن وليد الركراكي، يزايد عندما قال أنه لن يطلب من مباراته أمام الزمالك المصري هناك بملعب القاهرة الدولي نقطة التعادل، بل إنه يطمع في نقاطها الثلاث كاملة، وقد وجد بالفعل الأسلحة البشرية على الخصوص لربح معركة تكتيكية بالغة الصعوبة أمام فريق لم يفلح أي من الأندية المغربية في إسقاطه بمعقله، هناك بقاهرة المعز.
لم يأبه وليد لكل الذي أحاط بمباراة الإياب، من متغيرات تقنية ومن ضغط نفسي رهيب وأيضا من إكراهات، فقد أجبرت خسارة الذهاب بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، مرتضى منصور على إقالة الفرنسي كارطيرون وتعويضه بالبرتغالي فيريرا، تماما كما فرضت على القلعة البيضاء البحث عن الفوز ولا شيء غيره لبعث الآمال في التأهل للدور ربع النهائي من رمادها.
كان الأمر يفرض أن يسخر الزمالك كل ممكناته البشرية ليسقط الوداد، وهو الأمر الذي فطن له وليد الركراكي، فقرر أن يصعب المباراة على الزمالك، أن يفرغه تدريجيا من سعاره الهجومي، وإن قرر التركيز على الجوانب الدفاعية، فلا يجب أبدا أن يسقط في فخ الأخطاء الدفاعية التي ارتكبت بلواندا أمام بيترو أتلتيكو، وكلفت الوداد خسارته الوحيدة حتى الآن في دور المجموعات.
كان الشكل التكتيكي الأمثل للمباراة، هو تكثيف الحضور في الوسط، فقرر وليد اللعب بكل من جبران، الداودي، الحسوني والجعدي، ووجه ظهيري الدفاع العملود وعطية الله إلى أغلاق المنافذ ومنع التسربات.
وكان متوقعا أيضا أن يدفع الزمالك، الوداد البيضاوي للعب ببلوك نازل، ليستغل أقل الأخطاء التي قد ترتكب في إخراج الكرة من المنطقة، وهو ما لم يستدرج له الوداد، إذا حاول جاهدا باللعب ببلوك وسطي، ليساعده ذلك على احتواء الغضب الزملكاوي وفرملة الإنطلاقات السريعة لكل من بنشرقي وأحمد زيزو.
ولأن الزمالك كان يدرك أن تعرية المساحات عند الهجوم الضاغط سيعرضه للعقوبة الفورية، فإن الوداد وهو يكثف البناء الهجومي في الجولة الثانية سيسقط الثنائي الدفاعي محمود الونش ومحمود علاء في المحظور، وينجح في التقدم بهدف من نقطة الجزاء بواسطة عميده يحيى جبران.
هذا الهدف الذي كان عنوانا لتأهل شبه معلن للوداد البيضاوي للدور ربع النهائي، وانتكاسة جديدة لآمال الزمالك، سينجم عنه غضب مضاعف للزمالك، كان الوداد متيقظا له، بل ومرتبا بشكل مسبق نفسيا، تقنيا وتكتيكيا لاحتوائه، لتنتهي المباراة بعز ما طلبه وليد الركراكي، الحصول على العلامة الكاملة من مباراتيه أمام الزمالك المصري، في سابقة تاريخية للوداد نيابة عن كل الأندية الوطنية، وفي إقرار صريح من أن هذا الوداد مع الركراكي شكل ثاني.
