طالب الفرنسي هيرفي رونار، مدرب المنتخب السعودي، بضرورة تطوير كرة القدم المدرسية في قارة أفريقيا، لمساعدة الأطفال هناك على ممارسة تلك اللعبة التي يحبونها. وقال رونار في فيديو للمركز الإعلامي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الأربعاء: "مرحلة المدرسة هي البداية والأساس، نحن نعلم جيدًا أنّ الأطفال في أفريقيا يلعبون في الطرقات وعلى الرمل، على الوحل وعلى الطرق الأسفلتية وأيضا حفاة القدمين في بعض الأحيان". وأضاف: "هذا أيضا هو ما يجعلهم أقوياء، ويجعل تطورهم متميزا بسمات وخصائص رياضية، تقترب بالفعل من القمة عند وصولهم إلى مستوى النخبة في كرة القدم. وبالرغم من ذلك، يجب تطوير كرة القدم المدرسية، حيث أنه لابد أن تكون هناك بنية تحتية أفضل في أماكن أخرى". كما أكد رونار أن "من المهم أن نتطور. عندما كنا أطفالاً - وأنا أشمل نفسي في ذلك - كان أحد الأحلام هو أن تصبح لاعب كرة قدم محترفًا".

وتابع بالقول: "نفس الشيء يحدث لأطفال أفريقيا، فالحلم هو الخروج واللعب في أكبر الأندية الأوروبية. تمامًا كما فعل سفراء اليوم لكرة القدم الأفريقية وتحديدا ساديو ماني ومحمد صلاح وحارس المرمى السنغالي إدوار ميندي الذي يعد أحد أفضل حراس المرمى في العالم في الوقت الحالي. إنهم قدوة رائعة لشباب أفريقيا، ولابد من إعطائهم هذه الفرصة". وأوضح: "نحن محظوظون أن لدينا لعبة لها شعبية تتجاوز الوصف في كل قارة، أليس كذلك؟! أنا أعتقد أن كرة القدم هي شيء مثير بالنسبة لنا جميعًا، ومن الرائع تطويرها والتفكير باستمرار في كيفية تحسين اللاعبين وجعلهم أفضل". وأشار مدرب المنتخب السعودي "تمتلك فيفا هذه السلطة للسيطرة والتحكم في عالم كرة القدم، لذا تقع عليهم مسؤولية تنظيم كل هذه المسابقات وتطوير جوانبها. أعتقد أنهم يقومون بعمل جيد لكنهم بحاجة إلى تكثيف جهودهم أكثر".

وقال رونار إن "التركيز على الشباب أمر مهم. وبشكل ما، العالم كله تغير الآن، فقد أصبح شباب اليوم مختلفون عن الشباب قبل 20 عاما، وأصبحت الاهتمامات مختلفة بسبب تأثير التلفزيون والشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي. لذا لابد من الحفاظ على واقعية اللعب".

ADVERTISEMENTS

وواصل: "من الجيد أن الكثير من الأطفال يلعبون كرة القدم بواسطة ألعابهم الألكترونية والحواسيب، لكن كرة القدم الحقيقية تُلعب في الملاعب". واختتم المدرب الفرنسي حديثه قائلا: "الرغبة في الفوز والتفوق على الآخرين والفوز بالمباريات، لابد ألا تضيع هذه المعاني. هذه فقط مجرد نصائح من أحد كبار السن إلى الأجيال الناشئة، لكن أظن أنها نقطة من المهم الإشارة إليها".

ويعد رونار المدرب الوحيد الذي تمكن من الفوز بكأس الأمم الأفريقية مع منتخبين مختلفين، ويدرك أن أحد نقاط القوة في كرة القدم الأفريقية هي أن اللاعبين يصقلون مهاراتهم الكروية باللعب حفاة القدمين فوق أي أرض تقع أعينهم عليها؛ مطورين بذلك مهاراتهم الفطرية وقوتهم الطبيعية. وقاد رونار منتخب زامبيا إلى فوز بعيد المنال بلقب كأس أمم أفريقيا في عام 2012، ثم ساعد الجيل الذهبي لمنتخب كوت ديفوار في رفع الكأس بعد 3 سنوات - وهو يؤمن بضرورة وجود هيكلية للمنافسة – وهذه نقطة تعمل فيفا على معالجتها خلال مسابقة كأس أبطال المدارس الأفريقية. وتستضيف كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية البطولة في الفترة من 19-20 فبراير الجاري، بين الفرق المدرسية القادمة من 6 دول، وهي واحدة من عدة مبادرات تهدف إلى زيادة القدرة التنافسية العالمية؛ وأيضا واحدة من 11 ركيزة في رؤية وتصور رئيس فيفا السويسري جياني إنفانتينو.