لا تقتصر إنجازات المشاركين في الألعاب الأولمبية على الميداليات والألقاب، بل تكتب صفحات ملو نة وترد د أصداء مؤثرة.

رغم المشاركة تحت علم محايد والرقابة المضاعفة مقارنة مع الرياضيين الآخرين، لم يمر فوز السباح الروسي يفغيني ريلوف بذهبيتي 100 و200 م ظهرا مرور الكرام، لاسيما عند منافسه الأميركي راين مورفي الذي كان حقق بدوره هذه الثنائية عام 2016 في ريو. لدى سؤاله عن السباح الروسي الذي تفو ق عليه في نهائي 200 م ظهرا الجمعة، رد مورفي بتعليق غامض قائلا "تراودني حوالي 15 فكرة، 13 من شأنها أن تسب ب لي الكثير من المتاعب... إنه عبء ذهني كبير بالنسبة لي أن أسبح على مدار السنة من أجل سباق قد لا يكون نظيفا ، لكن هذا ما هو عليه الأمر"، وذلك في إشارة منه من دون شك إلى سمعة روسيا التي تنافس في طوكيو تحت علم محايد وفقا لقرار محكمة التحكيم الرياضي (طاس) الصادر في نهاية عام 2020 كجزء من العقوبات المفروضة على خلفية فضيحة التنشط الممنهج برعاية الحكومة والذي هز الرياضية الروسية منذ 2015. ولم يكن ريلوف (24 عاما ) راضيا بتاتا عما صدر عن منافسه الأميركي بالقول إنه "لم أفهم هذا التلميح"، مضيفا "هذا غريب لأنه إذا نظرتم إلى بنيتي الجسدية يبدو تلميحا غريبا . فوجئت لسماع هذا الشيء. كنت دوما رياضيا نظيفا . خضعت دوما للاختبارات. من كل قلبي، أنا مع الرياضة النظيفة. كرست كل حياتي لهذه الرياضة. لا أعرف حتى كيف أرد على هذا الأمر". ووصل صدى ما أدلى به السباح الأميركي الى موسكو حيث قالت اللجنة الأولمبية الروسية في حسابها على تويتر "أنظروا كيف أن انتصاراتنا تثير قلق بعض زملائنا"، مضيفة "نعم، نحن هنا، في الألعاب الأولمبية، لدينا الحق سواء أعجبكم ذلك أم لا... يجب أن تتعلموا كيف تتقبلون الخسارة. لن نواسيكم. إغفروا لمن هم أضعف". ورد المتحدث باسم الكرملين أيضا ، قائلا "يجب أن يفوز رياضيونا بميداليات، ويفضل أن تكون ذهبية، وألا يعيروا اهتماما الى كل ذلك. الفائزون بالميداليات (من الرياضيين الروس) هم فوق كل انتقاد" بحسب ما جاء على لسان دمتري بيسكوف.

"إنها مواجهة عادية"، هكذا وصفت لاعبة الجيدو السعودية تهاني القحطاني المباراة التي خسرتها في وزن +78 كلغ ضد الإسرائيلية راز هريشكو. وقالت القحطاني لوكالة فرانس برس عقب المواجهة بين اللاعبتين في دور الـ32 "كانت مباراة عادية. لقد خسرت، ولكن شعوري عادي وهذه بالنهاية رياضة". ولدى سؤالها عن الجدل المثار حيال هذا اللقاء، أضافت القحطاني "لست مهتمة. لقد أطفأت هاتفي خلال اليومين الماضيين". وأشارت ضاحكة إلى أنها "صافحت اللاعبة ثلاث مرات"، ملمحة إلى أنها تنتظر ما سيكون عليه رد الفعل الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تنظر الآن "إلى المستقبل هناك مسابقات أخرى، وربما أكون في باريس 2024". ورفض أعضاء من البعثة السعودية في اليابان التعليق على المباراة، مكتفين بالقول إن "تهاني لعبت وخسرت". وجاءت هذه المواجهة عكس موجة الانسحابات التي أعلنها عدد من الرياضيين العرب والمسلمين مع لاعبين إسرائيليين. وقال نائب رئيس الاتحاد السعودي للجودو مستشار رئيس الاتحاد الدولي للعبة نبيل الحسن لفرانس برس إن "القحطاني جاءت إلى أولمبياد طوكيو للمشاركة في هذا الحدث الكبير وهو شرف يتمناه أي رياضي"، مضيفا أنه لم يكن يتأمل أكثر من "ظهور مشرف خلال المشاركة النسائية السعودية الثالثة في الجودو بدورة الألعاب الأولمبية".

ADVERTISEMENTS

في سن الثانية والخمسين، دخلت الجورجية نينو سالوكفادزه التي حلت في المركز 25 في الرماية بالمسدس لمسافة 25 مترا والمركز 31 في مسافة 10 أمتار، التاريخ الأولمبي من خلال مشاركتها في طوكيو 2020 لأنها تخوض الألعاب الأولمبية للمرة التاسعة في مسيرتها، وهو رقم قياسي على صعيد السيدات. وباتت الرامية التي تعود مشاركتها الأولمبية الأولى إلى عام 1988 حيث توجت بالذهب (25 م) والفضة (10 م)، متخلفة بفارق مشاركة واحدة فقط خلف صاحب الرقم القياسي الفارس الكندي إيان ميلارد الذي شارك في عشر نسخ. يمكن أن تعود نينو الى الأولمبياد من أجل المشاركة العاشرة بحسب ما كشفت بالقول "ابني الذي يمارس الرماية أيضا ، طلب مني المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة التي ستكون بعد ثلاث سنوات فقط وإلا سيتوقف عن الرماية. وبما أني لا أريد له أن يتوقف ... (ستشارك عام 2024 في باريس)". وشارك ابنها تسوتني ماكافارياني في أولمبياد ريو 2016 حين كان في الثامنة عشرة من عمره، لكن هذه المرة لم يحصل على بطاقة المشاركة في الأولمبياد. بدفع من ابنها وبإشراف والدها البالغ 90 عاما ، يبدو أن قصة سالوكفادزه مع الألعاب الأولمبية لا تنتهي.

دخل الصربي نوفاك ديوكوفيتش مباراة الدور نصف النهائي لمنافسات فردي الرجال في كرة المضرب وهو لم يكن خاسرا أي مجموعة منذ وصوله الى طوكيو، معززا حظوظه بخمسة انتصارات متتالية ضد منافسه الألماني ألكسندر زفيريف. لكن الأخير فاجأ المصنف أول عالميا وأقصاه بالفوز عليه 1-6 و6-3 و6-1، حارما إياه من محاولة تحقيق إنجاز لم يسبقه اليه سوى الألمانية شتيفي غراف عام 1988 وهو الفوز بجميع الألقاب الأربعة الكبرى خلال موسم واحد مع الذهبية الأولمبية. وقال زفيريف "أشعر بالحزن لنوفاك، لكنه فاز في 20 غراند سلام، 36 دورة ماسترز أو شيء من هذا القبيل، لا يمكنك أن تحصل على كل شيء"، مضيفا "إنه اعظم اللاعبين في كل الأزمنة، سيفوز بأكبر عدد من بطولات غراند سلام أكثر من أي لاعب، ولكني سعيد أيضا لأني في النهائي".

ممثلا جمهورية بالاو، الجزيرة الواقعة في شمال إندونيسيا، كان ابن الـ27 عاما شون دينغيليوس والاس صاحب صورة اليوم. بجسمه الممتلئ... جدا ، وقف إلى جانب منافسين بأجسام "منحوتة" وخاض مشاركته الأولمبية الثانية. حل رابعا في جولة التصفيات التي كان جزءا منها في سباق 50 م حرة بزمن قدره 27.46 ثانية، والسابع والستين من أصل 73 مشاركا في التصفيات.