لم يكن الرامي الكويتي عبدالله الرشيدي يدرك بأن خوضه غمار مسابقة السكيت ضمن الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو سيقوده إلى حصد ميدالية برونزية مرة ثانية تواليا، خصوصا أنه جاء بصفة "مشارك طوارئ" بعد اعتذار زميل له.
الرشيدي الذي غزا البياض شعره (58 عاما) حصد ميدالية برونزية ثانية تواليا، الإثنين، بعد حلوله ثالثا في دورة طوكيو، ليضيفها إلى الميدالية عينها التي حققها في ريو 2016.
حصد الرشيدي 46 نقطة، وحل وراء الأميركي فنسنت هانكوك (59، رقم أولمبي) والدنماركي يسبر هانسن (55)، ولا يزال طامحا لحصد ميدالية ذهبية في أولمبياد باريس 2024.
وقال لقناة "بي إن سبورتس" القطرية: "افتخر بهذا الانجاز للمرة الثانية تواليا، واتمنى أن تكون المرة المقبلة في باريس 2024 متوجة بالذهب".
تابع الرشيدي الذي يخوض مشاركته السابعة في الألعاب الأولمبية: "هذا يدل أن مستواي جيد وثابت. اكتشفت بعض الاخطاء وسأطو رها في المشاركة الثامنة المقبلة. أفكر حاليا في طريقة أخرى لتأهيل أكبر عدد من الرماة العرب للدورات المقبلة".
من جهته، قال رئيس الاتحاد العربي والكويتي دعيج العتيبي: "أثمر الجهد والتعب عن نتيجة. هذه الميدالية للكويت وللعرب أيضا".
تابع: "تأثرنا ان تكون مشاركة ريو قد س ج لت تحت اسم اللاعبين المستقل ين بسبب الايقاف لكنها ميداليات كويتية".
ولطالما علقت الكويت خلال مشاركاتها الأولمبية، على الرماية التي حصدت فيها حتى اليوم 5 ميداليات، تمثل غلتها الإجمالية من المشاركة في "العرس العالمي" منذ انطلاقه في العام 1896.
ولم يخض "الرامي الذهبي" فهيد الديحاني، الذي ارتبطت به الإنجازات الكويتية، في أولمبياد طوكيو، غير أن الرماية نجحت عبر الرشيدي في البقاء تحت الضوء.
ثلاث من الميداليات الخمس التي حققتها الكويت في المحفل الأولمبي انتزعها الديحاني بواقع برونزية "دبل تراب" (الحفرة المزدوجة) في "سيدني 2000"، برونزية "تراب" (الحفرة) في "لندن 2012"، وذهبية "تراب" في "ريو دي جانيرو 2016" حين جاءت المشاركة الكويتية في حينه تحت العلم الأولمبي وبند "الرياضيون المستقلون" بسبب قرار اللجنة الأولمبية الدولية إيقاف نظيرتها الكويتية للمرة الثانية خلال خمس سنوات نتيجة التدخلات الحكومية.
وابتسم القدر للرشيدي الذي لم يكن أساسا ضمن الوفد المسافر إلى طوكيو، بل أنه حل مكان زميله سعود الكندري الذي اعتذر عن خوض غمار الأولمبياد لظروف خاصة.
وقال عندما اختير كـ"مشارك طوارئ": "هذه المشاركة، السابعة لي في الأولمبياد (طوكيو)، تختلف عن سابقاتها لأنها جاءت مفاجئة ومن غير تخطيط مسبق، لكن نداء الوطن يعلو كل شيء".
وت عتبر عائلة الرشيدي سفيرة للرماية الكويتية في طوكيو، إذ يمثلها ثلاثة رياضيين من أسرة واحدة هم عبدالله ونجله طلال (تراب) وابن أخيه منصور.
أما الرامي الرابع فهو عبدالرحمن الفيحان (تراب).
وفي الوقت الذي حل فيه عبدالله ثالثا ، جاء منصور في المركز السادس عشر، متقدما عربيا على المصري عزمي محيلبه (19)، السعودي سعيد المطيري (22)، الإماراتي سيف بن فطيس (24) والمصري حمدي مصطفى (29) من أصل 30 مشاركا.