مع عودة الألعاب الأولمبية إلى أرض الأباطرة في اليابان، يعود الحدث الرياضي الضخم بالتاريخ إلى ذاكرة المشاركات التي شهدت على ملوك وأمراء وأصحاب شأن دخلوا "البلاط الأولمبي".

تعود الجذور "الملكية" في الألعاب الأولمبية إلى الإمبراطور الروماني نيرون الذي يصنفه التاريخ، إن صدق في تصنيفه، الأولمبي الأكثر نجاحا في التاريخ.

يقال إن الحاكم المستبد جمع خلال ألعاب عام 67 بعد الميلاد ما يقارب ألفي ميدالية، بعضها نالها بطرق ملتوية تجعل الغش الذي نعرفه في يومنا هذا شيئا بسيطا للغاية، مقارنة بما كان يقوم به.

ADVERTISEMENTS

لم يكن نيرون يكترث للروح الأولمبية وقيم المشاركة في الألعاب، بل الفوز فقط كان القوة الدافعة له مهما كان الثمن.

في سباق العربات، ي قال إنه لجأ إلى رشوة منافسيه لأنه في السباقات التي سمح خلالها للمنافسين باستخدام أربعة أحصنة، كان يجر عربته بعشرة.

ولو تبنى الأمير قسطنطين فون ليشتنشتاين الأساليب الملتوية نفسها التي اعتمدها نيرون وقر ر رشوة منافسيه، لاضطر لبيع قصر أو اثنين من أجل شق طريقه إلى منصة التتويج الأولمبي، لأنه احتل المركز التاسع والتسعين في سباق الانحدار الألبي خلال الأولمبياد الشتوي عام 1948.

وربما أثقل بوزن كامل لقبه وهو الأمير قسطنطين فرانتس نيكولاوس كارل هاينريتش داغوبرت انطن فون بادوا ايلديفونز مارا فوم ليشتشنتاين، لكنه، وخلافا لنيرون، كان هذا الامير تجسيدا مثاليا لروح أب الألعاب الأولمبية الحديثة الفرنسي بيار دو كوبرتان.

والأمر ذاته ينطبق على مواطنه الأمير الآخر صاحب الاسم الطويل جدا أيضا : ماكسيميليان إيمانويل ماريا ألكسندر فيكتور برونو دي لا سانتيسيما ترينيداد إي تودوس لوس سانتوس زو هوهنلوهي-لانغنبرغ، الذي حل في المركز الـ54 في سباق الانحدار خلال ألعاب 1956.

ADVERTISEMENTS

وخلافا للتزلج، كان الإبحار "أرضا " خصبة للأمراء الأوروبيين في الألعاب الأولمبية، فالكونت السويسري هرمان الكسندر دي بورتاليس نال ذهبية وفضية خلال أولمبياد 1900 لينال امتياز أن يكون أول شخص من العائلات المالكة يتوج بالذهب في الألعاب.

لكن تتويجه لم يتحقق دون مساهمة من زوجته الكونتيسة هيلين التي كانت إلى جانبه في القارب وعملت كمساعدة له.