تراهن الأوساط الرياضية الوطنية على رياضة التايكواندو، التي دأبت في السنوات الأخيرة على الصعود إلى منصة التتويج في مختلف المحافل الدولية والقارية، لجعل أولمبياد طوكيو محطة مشرقة من محطاتها وتجاوز عثرات الماضي وسلبياته.
وتدخل رياضة التايكواندو المغربية ،في سادس مشاركة لها، دائرة التباري في الأولمبياد الياباني (23 يوليوز -8 غشت) بطموحات وأهداف مغايرة لتلك التي كانت سطرت لها في دورات الألعاب الأولمبية لسيدني 2000 وأثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016.
ويتجلى هذا الطموح "الحلم"، الذي ظل يراود القيمين على رياضة التايكواندو على مدى مشاركاتها السالفة، والتي لم تعد كونها فرصة للممارسين المغاربة لكسب مزيد من التجربة والاحتكاك، في فرض وجودها بين المنتخبات الرائدة، وبالتالي دخول تاريخ الأولمبياد من أوسع أبوابه.
كما يبقى الهدف جعل رياضة التايكواندو ثالث رياضة وطنية تصعد إلى أعلى درج في منصة التتويج بعد ألعاب القوى، التي أبت على مر الدورات الأولمبية منذ روما 1960 إلا أن تكون المنقذ لماء وجه الرياضة، والملاكمة التي نجحت في التتويج أولمبيا في أربع مناسبات (1988 و1992 و2000 و2016).
فإذا كان التايكواندو الوطني قد نجح في فرض ذاته وانتزع الاحترام بفضل النتائج التي مافتئ الأبطال والبطلات المغاربة يحققونها في مختلف الاستحقاقات، فإنه قد بات من البديهي أن يشكل الأولمبياد الياباني هدفا لتغيير الصورة التي ظهر بها هذا النوع الرياضي في ما سبق من الدورات.
وتراهن الإدارة التقنية الوطنية على طموح وفتوة الثلاثي، أميمة البوشتي (وزن أقل من 49 كلغ)، وندى الأعرج (وزن أقل من 57 كلغ)، والبطل الواعد أشرف محبوبي (وزن أقل من 80 كلغ)، الذين اكتسبوا تجربة واسعة وحققوا نتائج مشجعة في مختلف البطولات وكانت آخرها البطولة الإفريقية بدكار التي انتزعوا صدارتها ومعها تأشيرة التأهل إلى الأولمبياد، لإهداء المغرب إحدى ميداليات مسابقات الأوزان التي سيتبارون فيها.
وفي هذا الصدد، اعتبر مدرب المنتخب الوطني ،الفرنسي دافيد سيكوت، أن انتزاع بطاقة الحضور في الأولمبياد مبكرا، مكن الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو والإدارة التقنية الوطنية من إعداد برنامج تضمن سلسلة من التربصات دشنتها العناصر الوطنية من مدينة إفران، بعد السماح بالعودة إلى الممارسة الرياضية بالمغرب عقب رفع الحجر الصحي.
وأضاف ،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تفشي فيروس كورونا تسبب في إلغاء معسكرات تدريبية كانت مقررة في فرنسا والنرويج وانجلترا، وكذا آخر محطة إعدادية وكانت مبرمجة باليابان ثم المغرب.
ويذكر أن العناصر الوطنية كانت خضعت لعدة تربصات تدريبية بمدينة إفران ثم بفرنسا وإيطاليا وتركيا، حيث شاركت في الدوري الدولي في مارس الماضي، قبل أن تشد الرحال نحو النرويج حيث دخلت في معسكر تدريبي في الشهر ذاته، وبعدها إلى انجلترا للغرض ذاته في شهر أبريل الموالي، لتختتم سلسلة استعداداتها بالمشاركة في الدوري الدولي المفتوح الذي احتضنه إسبانيا.
واعتبر سيكوت أن التأهل إلى أولمبياد طوكيو لم يكن سهلا، رغم أن الإقصائيات أجريت بالمغرب، باعتبار أنه لم يعد من الممكن الحديث عن منتخبات ضعيفة وأخرى قوية، ناهيك عن أن كل الفرق تستعد بنفس الوتيرة والحماس.
وقال إنه بفضل العزيمة القوية والرغبة الأكيدة للأبطال المغاربة في تسجيل أسمائهم ضمن المتوجين باللقب الأولمبي، بإمكان الفريق المغربي أن يخلق المفاجأة وينتزع إحدى الميداليات كيفما كان معدنها.
من جهة أخرى، أبرز المدرب الوطني أن الإدارة التقنية عملت منذ سنوات على إعداد فريق وطني قادر على رفع التحديات وكسب الرهانات على جميع الواجهات، وخاصة منهم الأبطال المغاربة الثلاثة الذين سيمثلون المغرب في دورة طوكيو، والذين باتوا يتوفرون على تجربة كبيرة وراكموا خبرة واسعة.
من جانبه، عبر ادريس الهلالي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو، عن ارتياحه للنتائج التي حققها الأبطال المغاربة في جميع الاستحقاقات التي خاضوها، وهو ما يعد شيئا إيجابيا في حد ذاته ويبعث عن التفاؤل في تحقيق الأفضل.
وأضاف أن المعسكرات الإعدادية التي خضع لها الفريق الوطني والدوريات التي خاض غمارها، مكنت الإدارة التقنية الوطنية من الوقوف على مكامن الضعف والقوة عند الأبطال المغاربة، والإحاطة بجميع الجوانب التقنية والبدنية وكذا النفسية.
وأوضح أن اختيار عناصر المنتخب المغربي تم بناء على معايير ترتكز أساسا على النتائج التي حققها الأبطال في مختلف المحطات الجهوية والدولية، والتي مكنت من تكوين نظرة مسبقة عن المستوى الذي بلغته ومدى قدرتها على التنافس على ميداليات الألعاب الأولمبية المقبلة.
وكشف ادريس الهلالي أن الجامعة ورغبة منها في تحفيز الأبطال المغاربة الثلاثة على تحقيق الأفضل، قررت تخصيص منح مالية تنضاف إلى تلك التي قررت اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية منحها للفائزين بإحدى الميداليات، حيث حددت هذه المنح في مليون درهم للفائز بالميدالية الذهبية و600 ألف درهم لصاحب الفضية و300 ألف درهم للميدالية الرونزية.
وحددت اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة قيمة المنح و المكافآت المالية المخصصة للرياضيين المغاربة وفق مردودية وأداء المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو، تروم تشجيع الرياضيين المغاربة ودعمهم تقنيا.
وتم تحديد هذه المنح في 2 مليون درهم للفائز بالميدالية الذهبية ومليون و250 ألف درهم للميدالية الفضية و750 ألف درهم للميدالية البرونزية.