إضطر نهضة بركان لإقالة المدرب بيدرو بنعلي، لتنتهي رحلته، وهو الذي كان بديلا للمدرب السابق طارق السكتيوي الذي اختار الرحيل بسبب الضغط الذي تعرض له، وأكدت النتائج المسجلة أن هذه الخطوة لم تكن محسوبة بالتفريط في السكتيوي وفشل اختيار بنعلي، بدليل التراجع الرهيب الذي عاشه الفريق البركاني محليا وقاريا، ليقرر المكتب المسير الإنفصال عنه بعد الخسارة بهدفين للا شيء أمام الفريق الثاني للوداد.
• فشل إفريقي
كان نهضة بركان يمني النفس بأن ينجح في دخول مرحلة جديدة بالمراهنة على المدرب بيدرو بنعلي الذي وعد بإعادة التوازن للفريق، وكانت بداية تحدياته على المستوى الإفريقي، وذلك بتحاوز دور المجموعات الذي كان مطلبا رئيسيا، خاصة أن نهضة بركان دخل هذه النسخة بثوب البطل.
وتعرضت مكونات نهضة لصدمة قوية بعد أن أقصي نهضة بركان من دور المجموعات في واحدة من مفاحآت هذه النسخة، وكان هذا الإقصاء أول سقطات بنعلي.
تلتها سقطة ثانية على مستوى كأس السوبر الإفريقي، حيث خسر المباراة التي جرت في قطر أمام الأهلي المصري بهدفين للا شيء.
• تراجع محلي
وكان متوقعا أن ينتفض بنعلي في البطولة بعد خسارة مواجهتي كأس الكونفدرالية وكأس السوبر الإفريقي، غير أن الأمور سارت عكس التوقعات بعد تراجع نتائجه في البطولة وابتعاد الفريق عن المراكز الأولى.
ورغم أن المنافسة على اللقب باتت صعبة المنال، إلا أن المكتب المسير راهن على المركز الثالث الذي يؤهل للمشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية، خاصة أن الفعاليات البركانية تعودت على المشاركة في الواجهة القارية، وجاءت نتائج البطولة غير مقنعة، كان آخرها الخسارتان المتتاليتان أمام شباب المحمدية والفريق الثاني للوداد.
• شخصية بنعلي
بدا واضحا ومن خلال الطريقة التي كان نهضة بركان يلعب بها والنتائج السلبية التي سجلها الفريق، أن هناك فوضى تكتيكية وتقنية، ميزت مباريات الفريق، حيث غابت صرامة المدرب اتجاه اللاعبين.
ولم يتقبل المكتب المسير فشل بنعلي في السيطرة على المجموعة في المباريات وعدم التزام مجموعة من اللاعبين بأي أسلوب تكتيكي من المدرب أو حتى وضع توجيهات محكمة وصارمة.
وكان من أسباب تراجع نتائج الفريق، الحرية التي كان يخوض بها اللاعبون المباريات وعدم تحكم المدرب في المجموعة.
• نجاح السكتيوي
نفذ صبر المكتب المسير من النتائج السلبية التي حصدها بنعلي مع الفريق، رغم أن المسؤولين منحوه كل الوقت وتفادوا إقالته في عدة مناسبات.
وعند الوقوف على حصيلة طارق السكتيري مقارنة ببيدرو بنعلي، سيظهر الفارق الكبير بين الطرفين، حيث كانت نتائج السكتيوي مميزة فيما كانت ومخيبة للآمال مع بنعلي، ليظهر جليا أن الإختيار كان خاطئا بل اتضح أن ما راهن عليه المسؤولون عند السماح برحيل السكتيوي والتعاقد مع بنعلي لم يأت بالكلية المأمول.
وتعاقد السكتيوي مع نهضة بركان الموسم الماضي وقضى معه موسما ناجحا، حيث فاز معه بكأس الكونفدرااية الإفريقية، لأول مرة في تاريخ النادي، كما ضمن له مكانا للمشاركة في كأس الكونفدرالية، بعد أن أنهى الترتيب في المركز الثالث.
وواصل السكتيوي مشواره هذا الموسم، وخاض قبل رحيله على مستوى البطولة 8 مباريات وسجل 3 انتصارات وتعادلين و3 هزائم، فيما قاد النهضة في كأس الكونفدرالية في مباراتين وسجل تعادلا وفوزا.
من جانبه قاد بنعلي نهضة بركان في 15 مباراة، سجل خلالها 5 انتصارات و4 تعادلات و6 هزائم، أما على مستوى كأس الكونفدرالية فسجل فوزين وتعادلين وهزيمتين وأقصي الفريق البركاني على يده.
• نهاية جيل وفشل مدرب
مع التغيير الذي عرفه نهضة بركان ودخول مرحلة جديدة، فإنه مقبل أيضا على تغييرات جذرية على مستوى التركيبة البشرية، خاصة وأن الفريق يحمل قميصه مجموعة من اللاعبين الذين تجاوز عمرهم الثلاثين سنة، منهم الحارس زهير العروبي وعمر النمساوي ومحمد عزيز والعربي الناجي وبكر الهلالي وزكرياء حدراف َمحسن ياجور.
والأكيد أن هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين تجاوزت أعمارهم 30 سنة، سيفرض على المكتب المسير إحداث تغييرات نوعية في الموسم المقبل بعد أن حقق هذا الجيل ألقابا ونتائج مميزة، سواء محليا ككأس العرش أو قاريا من خلال الفوز بكأس الكاف.
• المدرب القادم
سيكون المكتب المسير لنهضة بركان مطالبا من الآن بالتفكير في المدرب المقبل، ليقود المرحلة المقبلة والتي ستعرف تغييرات، حيث سيقود الفريق بشكل مؤقت المدير التقني، الفرنسي دافيد بولونجي بدلا من المدرب المقال بيدرو بنعلي.
والأكيد ان المكتب المسير للنهضة البركانية يملك الوقت الكافي من أجل اختيار المدرب المناسب القادر على إعادة توهج الفريق، خاصة أن المكتب المسير قد تأكد له أن نهضة بركان يوقع على موسم أبيض، رغم أنه نافس هذا الموسم على 4 واجهات، البطولة وكأس العرش وكأس الكونفدرالية وكأس السوبر الإفريقي، وقد خرج منها جميعا خاوي الوفاض.