مع السعادة التي تغمره وهو يتوج هدافا ونجما لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي تحصل أسود البطولة على لقبها، بدا سفيان رحيمي هادئا ورزينا عند الحديث عن مستقبله الكروي، هو من كان هدفا لكثير من الشائعات في الأونة الأخيرة..
التأكيد من خلال هذا الحوار الحصري في أسئلته مع سفيان الفنان: 

ـ المنتخب: توجت سابقا بعديد الالقاب محليا وقاريا رفقة الرجاء، وعند كل تتويج كانت تحدث نقلة في مسارك، بودي أن تبرز لي ما الذي مثله "الشان" بالنسبة إليك؟
سفيان رحيمي: بكل تأكيد هو شهادة ميلاد جديدة في مشواري كلاعب دولي، تمثيل المنتخبات الوطنية يحمل لك شعورا مختلفا ومغايرا ويلغي الإنتماء الضيق لألوان النادي.
كنت أحتاج في هذه الفترة تحديدا التي أشعر فيها أني في أوج العطاء، لمسابقة مثل "الشان" لإظهار قدراتي ومدى الإستعداد الذي أملك لتقديم مستويات كبيرة بقميص الفريق الوطني، لذلك سيظل هذا "الشان" راسخا في ذاكرتي لفترة طويلة وهو بمثابة شهادة ميلادي الجديدة التي قوت طموحي كي أتواجد في مونديال قطر بمشيئة الله تعالى، كيف لي وقد تحققت فيه ألقاب جماعية وفردية.

ـ المنتخب: هداف لناديك للموسم المنصرم وهداف للبطولة لغاية الدورة الخامسة ثم هداف للشان، أي تعقيب لك على كل هذا؟
سفيان رحيمي: كل هذه الأنعم هي بفضل الله سبحانه، لست مهاجما صريحا ولست لاعب منطقة العمليات أو لاعب الصندوق كما يقول البعض، ورغم ذلك حالفني التوفيق في تسجيل كل تلك الأهداف ومن مواقع مختلفة أكثر من ثلتها كان خارج معترك العمليات بالتسديد، وهذا يعكس التنوع في تسجيل الأهداف وكوني لا أتحين استغلال الفرص على مقربة من حراس المرمى، ومرة أخرى أؤكد أن هذه الفعالية هي نتاج لدعم وتعاون بقية زملائي، وأنا مدين لهم داخل الرجاء وداخل المنتخب المحلي.

ـ المنتخب: طالما أن نسبة التوفيق عالية بالنسبة لك، لم لا تطالب بتسديد ضربات الجزاء مع الرجاء ومع المنتخب المحلي، تنفيذك لها كان سيعلنك هدافا بحصيلة  تهديفية أكبر؟
سفيان رحيمي: لا، لم ولن أدخل في هذه التفاصيل والحيثيات لأنها أمور تهم المدربين وأصحاب الإختصاص سواء داخل الرجاء أو بالمنتخب المحلي.
هذه تقاليد جاري بها العمل حتى داخل الأندية الكبيرة على مستوى العالم، بريال مدريد راموس ينفذ هذه الضربات ولو تركها لبنزيما لتوج هدافا لليغا مثلا، لكنها تقاليد تتجاوز أحيانا البحث عن لقب الهداف لما هو أكبر وأنا أحترمها.

ـ المنتخب: وأنت تتحدث عن أهدافك، خاصة تلك التي سجلت خارج المعترك، حدثنا عن خصوصية هدفك الثالث بمرمى الكامرون، لقد كان هدفا حمل من المكر الشيء الكثير، أليس كذلك؟
سفيان رحيمي: نعم، السر في ذلك الهدف أنني راقبت الكيفية التي يلعبون بها ضربات الخطأ التي تكون في منطقتهم، تابعت ما حدث في مناسبتين، صاحب التنفيذ إما أنه يمرر لزميل له أو للحارس، وخلال تلك الكرة سمعت ما دار بينهم، وقمت بتمويههم كوني غير ملتفت لما يدور وفعلا حين تم التنفيذ تحركت بسرعة وقد راقبت قبلها خروج الحارس من مرماه لأنهم كانوا سيضعوا أمامه الكرة ليسددها صوب مناطقنا، وبقية القصة تعرفونها، سرقت الكرة بلغة الكوايرية وسددت وجاب الله التيسير.

ـ المنتخب: بداية من المباراة الثالثة أمام زامبيا تحررت كثيرا من ناحية التهديف وتزامن هذا مع ظهور الحافيظي، أعتقد أن تناغمكما الكبير داخل النادي كان مثمرا أيضا داخل المنتخب المحلي؟
سفيان رحيمي: هذا صحيح، وليس عيبا أن يحدث هذا داخل كل منتخبات العالم التي تستند للثنائيات المنسجمة وتستفيد من انسجامها داخل فرقها.
مع الحافيظي سواء كنت لاعبا للرجاء أو غيره، هو «فاكتور» يأتيك بالبرقيات والرسائل ويترك لك إكمال المهمة، فنان حقيقي ما شاء الله ومن لمسة يضعك أمام المرمى.
لكن لا ينبغي نسيان أن درجة التفاهم بيني وبين الكعبي مثلا كانت كبيرة، ومع يحيى جبران أيضا وباقي اللاعبين، ورغم ذلك مع تعافي الحافيظي تغيرت أمور كثيرة بخط الوسط.

ـ المنتخب: نأتي الآن لموضوع شغل الرجاويين عنك كثيرا وأنت بالكامرن، قصة احترافك في هذا الميركاطو وعديد العروض التي قيل أن واحدا منها حسم، كيف تفاعلت مع كل هذه الأشياء؟
سفيان رحيمي: أولا أثناء تواجدي مع المنتخب الوطني، الأمانة التي حملت وحمل باقي اللاعبين كانت تقتضي منا شيئا واحدا وهو أن نركز على هدفنا، وهو مسابقة "الشان" ولا شيء سواها.
ثانيا، كل تلك التقارير والإشاعات ما كانت لتنال من تركيزي  لم أتأثر بها، لأنني أنا المتحكم في مصيري وليس شخص آخر، وبالتالي إستغربت لكل ما راج وإن كنت لم أعره اهتماما، كوني كما قلت لك كنت مركزا ألف بالمائة على خدمة المنتخب المحلي.

ـ المنتخب: أنت لم ترد بشكل قاطع، أكيد أن موقفك هذا يحترم، لكن ماذا قررت إزاء كل هذه التسريبات؟
سفيان رحيمي: ما قررته وعن قناعة تامة، لا ولن أغادر الرجاء حاليا مهما كانت الإغراءات، مستحيل أن أغادر الرجاء أو أغدر به ونحن نقترب من نهائي كأس محمد السادس الذي يمثل لي وللرجاويين، بل  للجمهور المغربي الشيء الكثير.
لذلك حسمت قراري ودون إطالة تفكير، سأستمر مع الرجاء ولا صحة لما قيل أو جرى الترويج له كوني قبلت لا أنا ولا النادي الذي وضح هذا الموقف على ما أعتقد وأنا بالكامرون، عرض من أحد الأندية  الخليجية، أنا مع الرجاء لإكمال الموسم و للمنافسة على كافة المسابقات المعلوبة محليا، عربيا وقاريا، وبعدها لها مدبر حكيم إن شاء الله.

ـ المنتخب: لكن ما هو مؤكد أن مثل هذه التسريبات أو الإشاعات قد يكون لها انعكاس ذهني سلبي عليك، لا سيما و البعض روج لقيمة الإنتقال والتعويضات المالية وغيرها من الأمور؟
سفيان رحيمي: صدقني، لست مهتما ولم أتأثر بكل الذي قيل في هذا الشأن، أنا إبن للرجاء وهذا الكيان أعطاني الشيء الكثير وسأظل ممتنا ومدينا له ولن أقرر شيئا إلا داخل مؤسسة الفريق وليس بالمواقع أو غيرها.
لقد تربيت داخل أسرة علتمني القناعة وخاصة الصبر، ومخطئ من يعتقد أن الترويج لتلك الأرقام قادر على أن يزعزع قناعتي أو مبادئي وإخلاصي للنادي، هذا ملخص هذه القصة وأتمنى أن تنتهي سريعا.

ـ المنتخب: وأنت تتحدث عن الأسرة، لا شك أن السيد الوالد السي يوعري متعه الله بالصحة يتواصل معك في هذا الشأن؟
سفيان رحيمي: إن كنت أتحدث عن الإخلاص والوفاء للرجاء، فهذا لأن السيد الوالد هو من غرس في داخلي هذه القيم، وبالتالي موقفه من موقفي ولا يختلفان.
والدي رجاوي قح وأصيل، وكل من يتواصل معه في هذا الشأن يقول له «هذا شأن يخص ولدي وشأن الرجاء أمه وأمنا جميعا، وبالتالي الرسالة واضحة.

ـ المنتخب: ألا تخشى أن تضيع عنك هذه الفرص وبعدها سيصعب عليك تداركها؟
سفيان رحيمي:» إطلاقا لا رد على بالي وتفكيري هذا، لأنني أثق في إمكانياتي وأحس أنني بلغت محطة النضج الكافي وباقي الخير القدام إن شاء الله، أنا مؤمن بقضاء الله وقدره وإذا كتب لي شيئا سأناله إن اليوم أو مستقبلا، لن أندم على قراري وقد حسمته وأكرره كي يطمئن جمهور الرجاء، أنا باق معهم على الأقل حتى نهاية الموسم.

ـ المنتخب: جماهير الرجاء تصدت في منصات التواصل لمسألتين: قيمة العروض المسربة والوجهة باختصار، ترى أنك تستحق قيمة أكبر وتفضل احترافك في أوروبا؟
سفيان راحيمي: بدوري تابعت هذا التفاعل وأنا ممتن كثيرا لجماهير الرجاء التي هي سبب حقيقي فيما بلغه سفيان رحيمي اليوم،  جماهير الرجاء على الراس والعين، وبدوري لطالما تحدثت معكم وعبرت عن رغبتي في اللعب في أوروبا، بالنسبة لي هذه أمور لست المتحكم فيها، دوري هو أن أقدم أفضل ما أملك وبعدها إن كتب لي الله احترافا في أوروبا فسأثبت لما راهنوا علي أنهم كانوا على حق، لأنني واثق من الذهاب بعيدا بمشيئة الله.

ـ المنتخب: تحاورنا مرارا في السابق وقد دققنا في استفادة رحيمي من الحجر الصحي التاريخي، وقد كنت الوحيد في العالم الذي تدرب في مركب ناديه، هل ما تزال تجني ثمار تلك المرحلة؟
سفيان رحيمي: هذا لا شك فيه إطلاقا، وأذكر أنه قبل استئناف البطولة وقد واكبتم داخل الجريدة الحجر الصحي لي ولبقية اللاعبين أخبرتك أن ثمار تلك الفترة التحضيرية ستتجلى بوضوح بعد العودة للعب بانتظام.
سيظل هذا الحدث موشوما في ذاكرتي لذلك قلت لك أن فضل الرجاء علي كبير ولن أنساه ما حييت، رأيت النور هناك وتعلقت بالفريق ونجومه بنفس المركب وعلى نفس الملعب تهيأت في الحجر الصحي، وقد استفدت من كافة التجهيزات، أعتقد أنها قصة تستحق أن تروى.

ـ المنتخب: في هذه الفقرات أريد منك أجوبة على السريع، كأس محمد السادس؟
سفيان رحيمي: لقب لن نفرط فيه مهما كلفنا ذلك من جهد، لن نسمح بأن تغادر مسابقة أو كأس تحمل إسم ملكنا الغالي دون أن نظفر بها، بالعودة لمشوار الرجاء في المسابقة وأسماء الفرق التي أخرجنا من الأدوار السابقة لا أحد يستحق اللقب أكثر منا.

ـ المنتخب: لقب هداف الشان؟
سفيان رحيمي: لم أخطط للظفر به يوما، حاليا أنا هو الهداف لغاية المرحلة الحالية وما حدث في "الشان" وأيضا باحتساب عدد الأهداف التي سجلت في الثلث السابق وبداية الموسم الحالي، أعتقد أنه إنجاز ممكن بلوغه لو ركزت عليه، ومع ذلك سأظل خدوما للمجموعة أكثر من سعيي خلف هذا الهدف.

ـ المنتخب: عتيقة ويوعري ورحيمي النجم والفتى المدلل؟
سفيان رحيمي: والداي هما رأس المال مع أسرتي، هم كل شيء في حياتي، وأشعر أنه حان الوقت لرد الدين لهم وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أوفق في هذا المسعى.
بالنسبة للفتى المدلل فهذا لا أود الدخول في تفاصيل هذه الصفات لأن حب الجمهور كنز لا يفنى وكل الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى فيما بلغته من مرتبة وتقدير خاصة لدى جماهير الرجاء.