توج المنتخب المغربي بطلا للنسخة السادسة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي استضافتها الكامرون، بعد الفوز في مباراة النهائي على منتخب مالي بهدفين لصفر من توقيع سفيان بوفتيني في الدقيقة 69 وأيوب الكعبي في الدقيقة 79. وهي المرة الثانية على التوالي التي يتوج فيها المنتخب المغربي بلقب "الشان".
بدأ المنتخب المغربي بنفس التشكيلة التي بدأ بها مباراة نصف النهائي أمام الكامرون، حيث اعتمد الحسين عموتة على الزنيتي في حراسة المرمى، وفي الدفاع وضع كل من حمزة الموساوي وسفيان بوفتيني وعبد المنعم بوطويل وعمر النمساوي، ولعب في خط الوسط بيحيى جبران ومحمد بامعمر وعبد الإله الحافيظي أما في خط الهجوم فتواجد كل من سفيان رحيمي ووائل السعداوي وأيوب الكعبي.
واعتمد أسود الأطاس مع بداية المباراة على الضغط المتقدم وعلى البناء بهدوء وصناعة الانطلاقات عن طريق التمريرات البينية.. فيما اعتمد الماليون على الحذر الدفاعي بإغلاق كل المنافد والممرات مع ترصد الفرص المتاحة ما أمكن للقيام بالمرتدات.
وإلى غاية الدقيقة 19 لم تتح أي فرصة للأسود بسبب الصرامة الدفاعية والحراسة اللصيقة من الماليين، وكان أول تهديد للمنتخب الوطني في الدقيقة 20 عن طريق الحافيظي من ضربة خطإ غير مباشرة صدها حارس المرمى المالي وارتدت منه وشتتها الدفاع. وجاءت ردة الفعل سريعا من الماليين في الدقيقة 23 عبر موسى كوري الذي انسل مكسرا خطة الشرود وانفرد بالحارس الزنيتي الذي تدخل ببراعة وأنقذ مرماه.
ومع مرور الوقت، وبعد 20 دقيقة فقط، اتضح أن المنتخب المغربي منح الماليين المساحة الكافية لاكتساب الثقة أكثر، فبدأوا يتملكون شجاعة الهجوم والضغط وهو ما لم يحدث في بداية المباراة عندما كانوا أكثر التزاما بالدفاع وأكثر حيطة وحذرا. لذلك دانت الأفضلية بعض الشيء للماليين خلال الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول خصوصا من ناحية السبق والضغط والإندفاع.
وخلال الشوط الثاني كان من الطبيعي أن يزداد الحذر أكثر من الفريقين، وأن تزاد في ذات الوقت رغبة الأسود في للتهديف، وكان أقرب إلى تحقيق ذلك في الدقيقة 55 عندما تم إسقاط رحيمي داخل مربع العمليات بعدما توصل بكرة دقيقة ورائعة من الحافيظي، لكن الحكم وبعد استشارة مع غرفة "الفار" لم يحتسب أي شيء.
عدم احتساب ضربة الجزاء منح الماليين حافزا إضافيا للبحث عن المباغتة، وأتيحت لهم فرصة حقيقة لتحقيق ذلك في الدقيقة 64 بعد شبه انفراد من موسى كوني لكن الزنيتي تدخل مرة أخرى بنجاح وأنقذ مرماه.
ورغم أن مستوى أداء الأسود تراجع بشكل ملحوظ بعد مرور الدقائق الأولى من زمن الشوط الثاني، إلا أنه انتفض وأبدى إصراره الكبير على التهديف وتمكن من ركنيتين من تسجيل هدفين، الأول من ركنية سددها الموساوي وسجل منها البوفتيني الهدف الأول في الدقيقة 69، والثاني من ركنية أيضا سددها الحافيظي وسجل على إثرها أيوب الكعبي الهدف لثاني بضربة رأسية كذلك في الدقيقة 79.
وما تبقى من زمن المباراة لعبه الأسود باحتراس وحذر كبيرين أمام إصرار الماليين على تقليص الفارق على الأقل.. لكن كانت الكلمة الأقوى للأسود الذين حافظوا بثقة كبيرة على شباكهم نظيفة.. إلى أن أعلن حكم المباراة على نهاية المباراة بفوز المنتخب المغربي وتتويجه بلقب "الشاب" للمرة الثانية على التوالي.