• أعتز باهتمام كبريات الأندية وفخور بحمل قميص المولودية
• إستفدت من تجربة الأكاديمية وليل محطة تعلمت فيها الكثير
• أحلم بلقب «الشان» ومع وادو السندباد سيكون له شأن
تردد إسم أدم النفاتي، بقوة خلال الأيام الماضية، مع حلول فترة الإنتقالات الجارية، ورغم أن اللاعب ما يزال مرتبطا مع المولودية الوجدية لموسم آخر، غير أن تألقه الكبير في الموسم الماضي، جعله محط اهتمام أكبر الأندية الوطنية التي عبرت عن رغبتها في تعزيز صفوفها بمهاجم من طينته، يجيد الإختراق ويوزع تمريرات بطعم الشهد على زملائه في مربع عمليات المنافسين، كما يتفنن في تسجيل الأهداف.
النفاتي في الحوار التالي مع «المنتخب» رمى بالكرة في ملعب المكتب المسير، وأكد أنه هو الوحيد المخول له مناقشة مستقبلة، ما دام ما يزال يرتبط معه بعقد احترافي، مبديا رضاه على الموسم الذي قدمه رفقته، كما أشاد بشكل كبير بمدربه السابق عبد الحق بن شيخة، وبالجمهور الوجدي العاشق للسندباد.
المنتخب: أندية كبيرة كالوداد والرجاء الرياضيين ونهضة بركان ثم الجيش الملكي، أبدت اهتمامها بخدماتك خلال فترة الإنتقالات الجارية، هي يمكن القول أن نرى النفاتي بقميص جديد مع ضربة بداية الموسم المقبل؟
أدم النفاتي: أولا هذا شرف لي ومبعث على الفخر، أن تهتم أندية كبيرة وعريقة كالتي ذكرت بخدماتي، وهذا لا يزيدني إلا إصرارا على مواصلة العمل والإجتهاد لبلوغ المراتب التي يتمناها كل لاعب، وشخصيا أومن أن كرة القدم، كما بقية مناحي الحياة، هي أقدار وتدخل ضمن إطار «المكتاب»، أنا حاليا لاعب للمولودية الوجدية ويربطني به عقد احترافي يمتد لغاية نهاية الموسم المقبل، والإحتراف يلزمني باحترام عقدي، لذا فمسؤولي المكتب المسير الوجدي هم الوحيدون المخولون للحسم في مستقبلي في حال توصلوا بعروض رسمية، أركز في هذه الفترة على الإستعدادات رفقة المجموعة للموسم المقبل بكل جدية.
المنتخب: إذا كان في يدك الإختيار، من هو النادي من بين الفرق المهتمة بك، تفضل حمل ألوانه الموسم المقبل أو مستقبلا؟
أدم النفاتي: كلها أندية عريقة ولي الشرف حمل ألوان إحداها، لكن كما قلت لك سابقا، أنني أترك الأمور «لتيسير الله»، قبل سنتين لم أكن أتوقع حمل قميص فريق عريق كالمولودية الوجدية، وها أنا اليوم أحد أعمدته الأساسية، فسواء انتقلت لوجهة أخرى أو استمريت مع مولودية وجدة، سأواصل اجتهادي وتركيزي على مستواي لأساهم في تحقيق الأهداف الذي يسطرها الفريق.
المنتخب: ألم يفاتحك عبد السلام وادو في موضوع استمرارك مع سندباد الشرق؟
أدم النفادي: لا، لم يحدث ذلك..
المنتخب: كيف لمستم العمل مع عميد المنتخب السابق، عبد السلام وادو، الذي خلف الجزائري بن شيخة على رأس العارضة التقنية للمولودية؟
أدم النفاتي: وادو مدرب كبير يجر وراءه تاريخا كبيرا كلاعب في المنتخب الوطني، كما يمتلك رؤية ونهج جديدين كمدرب شاب طموح يخوض تجربته الأولى في البطولة الوطنية من بوابة الفريق الوجدي، وبكل تأكيد سنتعلم منه الكثير وينتظرنا معه الكثير من العمل الجاد.
المنتخب: مولودية وجدة أنهى الموسم في مرتبة جيدة، وكان ضمن فرسان البطولة، وقدمت أوراق اعتمادك رفقته كواحد من نجوم الموسم، ما السر وراء ذلك؟
أدم النفاتي: بكل صراحة، عشت مع مولودية وجدة موسما جميلا، طبعه العمل الجدي والتخطيط الممنهج، رغم بعض المشاكل التي كانت تطفو على السطح من وقت لأخر، غير أن حنكة المكتب المسير والمدرب السابق بن شيخة، كانت تغلب على كل ما من شأنه أن يعيق الجانب التقني وظهور الفريق على أرضية الميدان، قدمنا مباريات جيدة، وساهم التجانس الكبير بين جميع العناصر في ظهورنا بصورة مشرفة، حيث زاوج المدرب السابق اللعب الجماعي واستغلال المهارات الفردية لصنع الفارق ضد المنافسين، الجميع في وجدة يقوم بدوره المنوط به، في جو من الإنسجام والإحترام بين جميع المكونات من مكتب مسير وطاقم تقني ولاعبين وأيضا الجمهور الوجدي الذي كان دائما سندا لنا، ما جعل النتائج تتحسن وكنا قريبين من احتلال مركز مؤهل للمنافسات الإفريقية، وأعتقد أن المولودية قادر على قول كلمته الموسم المقبل.
المنتخب: كيف علاقتك بالجمهور الوجدي؟
أدم النفاتي: أولا أريد أن استغل الفرصة لتوجيه الشكر الكبير لجمهور المولودية الوجدية، الذي كان دائما السند لي ولكل اللاعبين، الفريق يمتلك جمهورا شغوفا يعشق فريقه بجنون، ظل دائما اللاعب رقم 12 بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهو أحد أهم الأسباب الذي جعل الفريق يقدم مستويات كبيرة في غالبية مباريات الموسم الماضي.
المنتخب: كلما تحدثت عن بن شيخة، تغيرت نبرة صوتك، كيف كانت علاقتك معه؟
أدم نفاتي: بن شيخة قبل أن يكون مدربا للفريق كان أخا أكبر، وأيضا أبا لجميع عناصر المولودية، وإنسان يحظى باحترام الكل، وهي ميزة تسهل عملية التواصل بيننا، حيث لم أكن أتردد إلى التوجه إليه وطلب مشورته حينما يقتضي الأمر ذلك، وهو بالمقابل لم يكن يبخل على أي لاعب للنهل من تجربته وخبرته، وشخصيا أعتز بكوني لعبت تحت إشرافه لموسم كامل، فقد منحني الثقة وساعدني حتى استطعت من فرض نفسي كلاعب أساسي في الفريق، وكما أقول دائما ففضل بن شيخة علي كبير جدا، وسأظل مدينا له، فهو من طينة المدربين الذي يشعل الحماس والثقة في لاعبيه ويجعلهم يخرجون كل ما في جعبهم، من مؤهلات تقنية وبدنية، وهي نوعية نادرة، إذ غالبا ما يفضل المدرب اللاعب الجاهز، بغض النظر عن الظروف أو الأسباب التي جعلت أداء اللاعب يتراجع، كان دائما حاضرا لمساعدة لاعبيه ليعطوا أفضل ما لديهم داخل الملعب وأيضا خارجه.
المنتخب: قبل انضمامك لوجدة بداية الموسم الماضي، تلقيت عروضا خارجية، لماذا فضلت البطولة الوطنية على العودة إلى أوروبا؟
أدم النفاتي: لا يمكن اعتبارها عروضا رسمية بقدر ما كانت إشارات واهتمام لم ترق إلى الجدية المطلوبة، عكس عروض من أندية وطنية في مقدمتها عرض المولودية الوجدية، الذي كان أكثر جدية من غيره وبدا أكثر إقناعا وتشبثا بخدماتي، وهو ما جعلني لا أتردد في التوقيع للنادي، الذي أتشرف بحمل قميصه باعتباره أحد أعرق الأندية الوطنية.
المنتخب: لم تتوج تجربتك رفقة نادي ليل الفرنسي بالنجاح المنتظر، رغم أنك انضممت له في أوج تألقك رفقة منتخب الشباب (أقل من 20 سنة) كخريج لأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ما السبب في نظرك؟
أدم نفاتي: عدة عوامل ساهمت في ذلك، فكما يعلم الجميع إنتقلت من أكاديمية محمد السادس مباشرة للبطولة الفرنسية (الليغ 1) رفقة نادي ليل، كنتا افتقد الخبرة والتجربة الكافيتان لفرض نفسي داخله، فلم انجح في الانسجام مع الاجواء الجديدة في فرنسا بشكل سريع، وعدم التأقلم على الحياة الجديدة إنعكس على أدائي كلاعب، بالرغم من طموحي الكبير في تلك الفترة لشق طريقي في عالم الإحتراف، لكن صغر سني وقلة التجربة عرقلة مسيرتي الإحترافية في أوروبا، خاصة أنني وجدت نفسي فجأة وحيدا ومحروما من دفء الأسرة والأصدقاء، فكانت العودة للبطولة من بوابة الفتح الرباطي بعد انقضاء فترة الإعارة إلى ليل.
المنتخب: تميزت تجربتك رفقة الفتح بمد وجزر، وانتهى بك المطاف على كرسي البدلاء بعدما كنت أحد نجوم الفريق، كيف تقيم تجربتك مع فريق العاصمة؟
أدم النفاتي: كانت تجربة غنية بكل تأكيد، توجت خلالها بدرع البطولة وبلقب كأس العرش، وشاركت رفقته في عصبة أبطال إفريقيا، غير أنني كنت مضطرا لتغيير الأجواء بعدما سقطت من المفكرة التقنية لوليد الركراكي المدرب السابق للفتح، حيث لا زمت الإحتياط لفترة طويلة، عشت خلالها فترة صعبة أصرت علي كثيرا في الناحية النفسية، لأنني أعرف جيدا قدراتي ولا أرى نفسي لاعبا احتياطيا وأنا لا زلت في سن يسمح لي بالعطاء، لذلك لم أتردد في قبول عرض أولمبيك خريبكة الذي تصالحت فيه مع ذاتي وعدت للرسمية من جديد وعاد النفاتي الذي يعرفه الجميع.
المنتخب: ألم يكن تألق في الفريق الفوسفاطي، فيه نوع من الإنتقام لنفسك؟
أدم النفاتي: ليست قضية انتقام بقدر ما كانت تحدي للذات، وتوجيه رسالة لكل من شكك في يوم من الأيام في قدراتي كلاعب له مكانته في البطولة الوطنية، أنهيت الموسم بثماني أهداف وعشر تمريرات حاسمة، أعتقد أنني لم أمنح داخل الفتح الفرصة الكافية للإثبات جدارتي، فمع أولمبيك خريبكة وجدت الفرصة أمامي للتألق وتحررت من الضغوط النفسية، وعدت للمستوى الذي كنت عليه دائما، الأمر الذي جعلني يوما بعد يوم أتيقن من أن اختيار المغادرة كان صائبا، خاصة أنني ساهمت بشكل فعال إما كهداف أو كممرر حاسم في مباريات أولمبيك خريبكة، الذي دافعت عن ألوانه بكل تفان تماما كما هو الحال اليوم مع المولودية الوجدية.
المنتخب: مررت بتجربة احترافية بفرنسا، هل ما زلت تفكر في العودة لأوروبا؟
أدم النفاتي: تجربتي السابقة رفقة ليل، لم تكن كلها سلبية وغير ناجحة، إستفدت منها كثيرا، أعلم جيدا الأمور التي تساعد اللاعب على فرض نفسه في الأندية الأوروبية، سابقا كنت فاقدا للثقة والتجربة الكافية، الآن انأ اشتغل بهدوء وتركيز في انتظار أن يحين الوقت المناسب.
المنتخب: لعبت للمنتخبات الوطنية وللمنتخب المحلي، ألا تطمح لحمل قميص الأسود؟
أدم النفاتي: اللعب للمنتخب الوطني الأول يظل حلما وطموحا مشروعا لكل لاعب مغربي، سواء يمارس في داخل أو خارج البطولة الوطنية، والناخب الوطني وحيد خليلودزيتش يتابع الأندية الوطنية ومباريات البطولة، كما أن اللعب للمنتخب المحلي قد يكون بوابة للإلتحاق بمنتخب الكبار إذا ما استطعت من لفت انتباهه، كما أن طموحي في العودة للإحتراف الأوروبي قد يكون بوابة أخرى لأحظى بشرف اللعب للمنتخب الوطني، تعلمت طيلة مسيرتي أن كرة القدم تمنح فرصا نادرة، لكن يجب عليك استغلالها بشكل جيد.
المنتخب: أصبحت من الركائز الأساسية، التي يعتمد عليها مدرب المحليين الحسين عموتا، هل ترى بأن «أسود البطولة» بإمكانهم حسم لقب «الشان» المقبل بالكاميرون؟
أدم النفاتي: بعد التتويج بلقب «الشان» قبل عامين، سيكون الجيل الحالي الذي سيشارك في المنافسة القارية بالكاميرون، مطالبا بالحفاظ على اللقب، أكيد أن المهمة لن تكون سهلة، لكن بالنظر للخبرة التي إكتسبها معظم لاعبي البطولة الذين يعتمد عليهم المدرب الحسين عموتا، يظهر جليا بأن الجيل الحالي قادر على التألق والتتويج من جديد، حتى خارج المغرب.