عاد فريق الرجاء البيضاوي  في الانفاس الاخيرة من مباراة القمة التي جمعته بمطارده المباشر النهضة البركانية، ليحقق تعادل ثمين بحصة هدفين لمثلهما حافظ من خلاله على صدارته. في مباراة هيتشكوكية لم تحسم نتيجتها سوى خلال التواني الأخيرة من الوقت الضائع الذي احتسبه حكم المواجهة، وافتتح حصة من خلاها النسور مبكرا عن طريق سفيان رحيمي قبل أن يعود الزوار في مناسبتين لتسجيل هدف التعادل والتقدم، قبل أن يعودوا لاختتام حصة التسجيل ويعيدوا المواجهة لنقطة البداية.
النسور لم ينتظروا كثيرا الدخول في أجواء المباراة، بعدما نجح المتألق سفيان رحيمي من افتتاح حصة التسجيل مبكرا في حدود الدقيقة الثالثة مستغلا تمريرة على المقاس من المايسترو عبد الاله الحافيظي. هدف مبكر اشعل فتيل المباراة، وسهل مأمورية النسور مع بداية المواجهة. وجعلهم يخوضون أطوارها بنوع من الهدواء لامتصاص الضغط الذي حاول فرضه  البركانيون للبحث عن هدف التعادل، و الاعتماد على المرتدات الهجومية لاستغلال الفراغات التي تركه الزوار في مناطقهم الخلفية.
الزوار مارسوا ضغط خفيف على دفاع الخضر، لكن غياب الفعالية وقلة التركيز جعل كل الفرص التي صنعهم الخط الأمامي لا تشكل خطر على مرمى الحارس انس الزنيتي. كما أن اعتماد لاعبي النهضة البركانية على التمريرات الطويلة في اتجاه ثلاث خط الهجوم( حدراف، العشير وياجور) منح الأفضلية لخط دفاع الرجاء البيضاوي بقيادة العميد بدر بانون.
لتستمر مناوشات الفريقين خلال ما تبقى من طوار هذا الشوط، دون ان تشكل خطورة على مرمى الحارسين الزنيتي والعروبي. مع امتياز النسور الذين كانوا الاقرب لمضاعفة النتيجة في مناسبتين عن طريق المهاجم حميد احداد، الاولى حصل من خلالها على ضربة خطأ على خط مربع العمليات والثانية تدخل الحارس لعروبي. 
و في الدقيقة 41 سيتمكن المهاجم حمادة العشير من تسجيل هدف التعادل، بعدما إستغل ارتباك في دفاع الخضر لينفرد بالحارس و يسكن الكرة في الشباك و يعيد فريقه في المباراة. و كاد نفس اللاعب بعد دقيقتين أن يمنح التقدم للفريق البرتقالي، لولا التدخل الانتحاري للحارس الزنيتي الذي ابعد ضربته الرأسية الى الزاوية.
لينتهي النصف الاول من هذه القمة بنتيجة التعادل هدف لمثله، في شوط تميز بقلة في الفرص الواضحة للتسجيل من الجانبين مع أداء لابأس به من الفريقين بالرغم من أهمية المواجهة التي لا تقبل نتيجتها القسمة على إثنين. وخسر خلاله فريق الرجاء البيضاوي ظهيريه بوطيب و اجبيرة الذين تعرضا للإصابة، ليتم تعويضهما بكل من ازريدة و الكاميروني نغا.
و مع بداية شوط المباراة الثانية ارتفع ايقاع المباراة بعض الشيء، مع تفوق خفيف للزوار الذي بدت رغبتهم واضحة في تسجيل الهدف الثاني. ضغط فرض على الخضر التراجع للوراء لتحصين خطوطهم الخلفية لامتصاص الضغط البرتقالي، و المباغثة بالمرتدات الهجومية السريعة للبحث عن هدف التقدم. 
الضغط البركاني سيترجمه الغوليادور محسن ياجور في الدقيقة 54 الى هدف التقدم في النتيجة، بعدما هزم الحارس الزنيتي بضربة رأسية مركزة على أثر ضربة ركنية. هدف اربك حسابات المدرب جمال السلامي، و فرض عليه لعب كل اوراقه للعودة في النتيجة قبل البحث من جديد عن هدف التقدم مرة أخرى. ليعود التشويق لما تبقى من دقائق المواجهة، بين فريق يبحث عن هدف التعادل و فريق يسعى لتأمين النتيجة بمضاعفة الننيجة. و مع توالي الدقائق ازداد الضغط على النسور، ليصبحوا يسارعون الوقت للوصول لمرمى الحارس العروبي. وأمام استماثة لاعبي النهضة البركانية للدفاع عن النتيجة المرسومة، وجد النسور صعوبة في تجاوز التكتل الدفاعي للزوار الذي نجح في نفي الكونغولي بين ملانغو الذي دخل مع بداية الشوط الثاني كبديل لأحداد.
الحافيظي ضيع أوضح فرصة في هذا الشوط، بعدما لم يستغل تمريرة رحيمي الذي انسل من الجهة اليسرى، قبل أن يتدخل ببراعة الحارس زهير العروبي ليبعد القدفة القوية و المركزة للاعب عمر العرجون من خارج مربع العمليات. ليبقى الضغط الذي مارسه  الخضر داخل نصف ملعب الفريق البركاني، دون فعالية تذكر في ظل الضغط النفسي الذي عانى منه النسور و كان له تأثير على أدائهم و حال دون الوصول الى. مرمى الحارس البركاني. فيما الزوار اكتفوا بالدفاع عن مرماهم و ابعاد الخطر عن مرماهم، فيما لاعبو الخط الأمامي فشلوا في تجاوز الدفاع الرجاوي بعدما ظلوا معزولين أمام الدفاع الرجاوي.
وفي الوقت الذي كانت المباراة تسير نحو نهايتها بتفوق النهضة البركانية، كان للمهاجم سفيان رحيمي رأي أخر الذي قلب الطاولة في التواني الأخيرة من الدقيقة السادسة من الوقت الاضافي الذي احتسبه الحكم. وينقد فريقه من هزيمة كان بإمكانها أن تزعزع استقرار القلعة الخضراء، ليخرج نجما للمباراة و يعيد سيناريو مباراة الذهاب.