"خسر" نهضة بركان شوطا جديدا في سباق البحث عن اللقب وذلك بالسقوط أمام ضيفه نهضة الزمامرة بنتيجة (1 – 2) في المباراة التي جمعت الفريقين برسم الدورة 27 من منافسات البطولة الوطنية، ليوقف "البرتقالي" مؤقتا منافسته الشرسة على صدارة ترتيب الأندية بحثا عن تحقيق الحلم المنشود.
ولم يكن طريق نهضة بركان في البحث عن الفوز خلال هذه المباراة سهلا على الإطلاق بعدما اصطدم بفريق متوثب ومتحمس ويملك قدرة فائقة على المباغتة.. إذ بالقدر الذي حاول "فارس" بركان فرض سيطرته والبحث عن هدف السبق، بالقدر الذي اصطدم بفريق صامد ومستميت لا يَكِلّ من الدفاع بحزم، ولا يخفي نواياه في ترصد كل سعي مناسب ليمارس من خلاله حقه في القيام بالهجومات المضادة المزعجة.
ولم يستطع نهضة بركان أن يكون حاسما خلال الشوط الأول رغم كل المحاولات التي قام بها لينقل خطورته لمنطقة الزمامرة، ولم يستطع بالأساس أن يبني هجومات قوية ومرعبة لخلق تصدعات في دفاع الضيوف، وباستثناء الهجمة القوية التي كان فيها بكر الهلالي أنانيا إلى أبعد حد في الدقيقة 25 لم يسجل نهضة بركان فرصا أقوى وأخطر يمكنها أن تشكل تهديدا حقيقيا على حارس الزمامرة.
وخلال الشوط الثاني حدث ما لم يكن في حسبان نهضة بركان، وطلع الفريق الضيف من قمقم المفاجأة ليباغت المحليين بهدف السبق من توقيع لحسن دحدوح في الدقيقة 53، لتظهر حقيقة نوايا نهضة الزمامرة. ورغم أن ياجور حاول الرد سريعا عندما قاد هجوما قويا في الدقيقة الموالية (54) إلا أن دفاع نهضة الزمامرة تدخل في الوقت المناسب وأنقد مرماه في الوقت المناسب.
واستمات نهضة بركان بحثا عن تسجيل هدف التعادل، ولأجل تحقيق هذه الغاية لعب المدرب طارق السكتيوي كل أوراقه الرابحة وأجرى العديد من التغييرات البشرية والتكتيكية.
وفعلا تمكن البركانيون من خلق العديد من فرص التهديد التي لم يستطع أن يخلق مثلها خلال الشوط الأول، وتمكن من الحصول على ضربة جزاء في الدقيقة 78 أثارت الكثير من الجدل لصعوبة إقرارها، لكن حكم المباراة وبعد أخد ورد وتمعن من خلال الاحتكام إلى تقنية الفيديو المساعد "فار" أقر مشروعيتها ليترجمها محمد عزيز إلى هدف التعادل.
لكن نهضة الزمامرة لم يكتف بالتعادل ولن يتراجع للخلف للدفاع عن نقطة واحدة بل ظل يؤمن بحظوظه في البحث عن الفوز والبحث عن تسجيل هدف جديد، فظل مخلصا لقاعدة الاعمتاد على الهجومات المضادة القوية، وتمكن من تحقيق مراده في الدقيقة 90+2 بواسطة مروان المزاوري بيسديدة قوية ومركزة. وليخرج من المباراة منتصرا وغانما لكل نقاط المباراة.
والحقيقة أن نهضة بركان وجد صعوبة بالغة في الخروج بثلاث نقاط من المباراة، في وقت ظهر فيه نهضة الزمامرة مستميثا ويقظا بشكل لم يكن في الحسبان، وهو ما يحسب للمدرب عثمان العساس الذي استطاع أن يكمل العمل الجيد الذي بدأه المدرب السابق سعيد شيبا.
وبهذه يكون نهضة بركان قد أخفق في تعزيز رصيده من النقاط ليتراجع إلى المركز الثالث برصيد 50 نقطة، بينما أضاف نهضة الزمامرة 3 نقاط ثمينة إلى رصيده الذي بات 32 نقطة ليرتقي بها إلى المركز 10.