البطولات وقيمتها تقاس بأحد الأمرين...جودة لاعبيها وثقل المدربين التقني ومكانتهم وحتى سجل بطولاتهم وما راكموه من تجارب وخبرات... 
ولنا أن نعود بذاكرتنا قليلا للخلف لنتوقف قليلا عند أسماء مهارية كبيرة يضيق المجال لحصرها، للاعبين كانوا يؤثتون فرق البطولة ومدربين عمالقة كانوا يشعلون الحوارات والمباريات بتدبيرهم المميز وتكوينهم العالي. 
هذا الموسم أو لنقل ختام هذا الموسم يشهد ظاهرة لها أكثر من أثر، أثر على جودة المنتج المقدم وأثر يطال التنشئة وما يتلقاه اللاعبون من معارف وتكوين بتواجد أطر ظلت تشتغل لغاية وقتنا هذا في جلباب المساعد... 
ودون أن نطيل عليكم نبحر بكم في التقرير التالي لمواكبة ربابنة يطلق عليهم وصف الإطفائيين جيء بهم لإخماد حرائق الرواد فما عساهم يفعلون ؟ يرحلون أم يواصلون؟ 

• زمن الراود
لغاية أمس قريب ظل هؤلاء الرواد محافظون على حضورهم بيننا، قبل أن تجرفهم رياح الإقالات لأسباب تباينت واختلفت إما لسوء العروض أو لتردي النتائج أو بسبب خلافات مالية ووجهات نظر تسير في اتجاه موازي. 
هؤلاء الرواد حملونا لملاحم وملامح جميلة لا يمكن إنكارها عليهم، انعكست على فرقنا محليا وحتى قاريا والدليل أن آخر متوج بلقب عصبة أبطال إفريقيا مغربي النسب والنشأة وهو الحسين عموتا. 
رواد أيضا منهم من بلغ به الكبر عتيا ونذكر طيبي الذكر عبد الخالق اللوزاني أوحمادي حميدوش أو غيرهما، وابتعدوا منذ فترة طويلة عن المشهد الكروي تحت وقع سيرورة الزمن الذي لا يرحم أو لإعتبارات أخرى... 

ADVERTISEMENTS

• إطفائيون بصدر مفتوح
هذا الموسم سيشهد تنامي ظاهرة غريبة بعض الشيء، تمثلت في استنفاذ عديد الفرق حلولها التقنية لتخلص في نهاية المطاف  لتمكين أسماء مغمورة من مقاليدها التقنية، إما مكرهة أو مؤمنة بترشيد معدلات الإنفاق . 
و لتجد هذه الفرق فيما نطلق عليهم في هذا الملف اسم الإطفائيون، الملاذ والضالة كون هذه الأسماء إما أنهم لاعبون قدامى أو أطر تعودت على الإشتغال سنوات في الظل وتمرست بكواليس هذه الفرق واستأنست بها.
كما أن هذه الأسماء تتقاسم وتتشتطر خاصية إقبالها وبصدر مفتوح، لحاجتها لفرصة عمل على كل مغامرة تطلب منها فلا هي تقدم شروطا تعجيزية ولا هي تشنق المسير بعقود فولاذية.

• أوشريف الجعواني ورهان الخلفي
من بين هؤلاء نذكر مصطفى أوشريف الذي يرمز لحقبة ذهبية وفترة مجيدة من تاريخ غزالة سوس، تعود بنا للجيل الذهبي الذي توج بأول لقبين في تاريخ المدينة. 
أوشريف اليوم هو على خطى الجعواني الذي كان قد تولى مهمة الإنقاذ داخل نهضة بركان خلفا للطوسي، ليجد نفسه وقد حفر وشق أخاذيذ في كأس الكونفدرالية بلغ من خلالها محطة النهائي الذي خسره أمام الزمالك. 
أوشريف اليوم هو على نفس الهدي وتفصله خطوة عن تكرار إنجاز الجعواني لكن قبلها ينبغي أن يعبر قنطرة النهضة البركانية سالما.بمعيةهذا الإطار برز إسم مصطفى الخلفي بديلا للركراكي داخل الفتح لكن دائما في جبة الإطفائي، لينجح الخلفي  وباقتدار ليس في إخماد نيران النتائج المتردية، بل لقيادة السفينة لحيث مرفأ المنافسين على الدرع.

• المهر حقل ألغام
في برشيد رسم البيضي إبن الفريق عمر أزماني بعد انسحاب الصديقي وشوشان، ثم عاد ليضحي به ومكن المغرب التطواني المقاليد لابنه السابق الدريدب بعدما فشل الماطدور بياديرو في أن يواصل معه بنفس النجاح، وتولى مديحي المهمة في بني ملال وهي مهمة عسيدة جدا لإنقاذ وانتشال الرجاء من براثين الهبوط الحتمي والوشيك. 
كل هؤلاء كان مهر الإرتباط بهم حقول ألغام قابلة لأن تنفجر تحت أقدامهم بين الفين والآخر، بسبب وضعية الفرق غير الآمنة في جدول الترتيب. فكان الإستثناء هو جمال آمان الله داخل الدفاع الحسني الجديدي إذ أنه تكلف بتصريف أعمال الفريق الدكالي بلا ضغوطات ريثما ينتهي الموسم. 

ADVERTISEMENTS

• هل حلولهم ترقيعية؟
ونحن نستحضر صحيفة سوابق إطفائيين آخرين مروا من نفس المسلك، في مواسم سابقة أمكننا أن نصل لحقيقة أن ابن النادي ما هو إلا رجل إنقاذ مهمته محددة في الزمن، ولا أحد منهم حظي بضمانات الإستمرار حتى وإن نجحوا النجاح التاريخي الباهر. 
فالجعواني كان إقصاء تعودت عليه نهضة بركان في كأس العرش أمام شباب خنيفرة كافيا للإطاحة به، دون أن يشفع له لقب تاريخي لذات الكأس الفضية في البقاء. عبد المالك العزيز وخليل بودراع جربا مرارا نفس المصير داخل الجيش، عبد الإله صابر لم يصبر عليه الوداد سوى مبارتين وغيرهم كثير، ما يؤكد أن كل الأسماء التي ذكرنا في هذا الملف باستثناء الخلفي الذي زكى بقاءه بقوة الأرقام، ومديحي بقوة العقد فإن البقية ستعود لتمارس أدوراها التي ألفتها في السابق، أمان الله و الدريدب وأزماني وأوشريف، جميعهم سيعود لدور المساعد في انتظار حرائق أخرى تندلع، فيقصدهم رئيس الفريق وهكذا تتكرر الحكاية، إلى حين أن يخصل المسيرون أن الإطفائيون يصدق عليهم   «يوجد في النهر ما لا يوجد بالبحر».