نواصل تقريب قراء «المنتخب» من وضعية لاعبين تعودنا عليهم مبدعين في الملاعب يسجلون أهدافا رائعة، ليصبحوا اليوم هدفا لفيروس تاجي لا يرحم أنهك قواهم.  
عبد السلام بنجلون لاعب رجاء بني ملال، إبن مدرسة الوداد الرياضي الفاسي الدولي السابق صاحب الأخلاق الحميدة، يحكي في هذا الحوار عن معاناته الكبيرة مع الفيروس التاجي. 
عبد السلام بنجلون في هذه الصرخة التي نأمل أن تكون عبرة لعامة المواطنين والمواطنات، لأن «كوفيد 19» حقيقة يجب أن نتعايش معها، لكن بكل حيطة وحذر  
إليكم تفاصيل الحوار:
ــ المنتخب: عبد السلام بنجلون، كيف الحال وأين وصلت حالتك الصحية تحديدا؟ 
 بنجلون: الحمد لله على كل حال، أنامؤمن بقضاء الله وقدره في واقع الأمر عشت لحظات صعبة وعصيبة بعد إصابتي بالفيروس وظهرت علي بعض الأعراض.. الرعشة وارتفاع مفاجئء في درجة الحرارة والألم الشديد على مستوى الحنجرة، وفقدان التذوق والشم. كانت لحظات عصيبة للغاية، لكن وبفضل الدعوات من طرف أفراد عائلتي ومعارفي وعدد كبير من اللاعبين المسيرين والرعاية والعلاج التي تلقيتهما من طرف الطاقم الطبي بالمستشفى الميداني العسكري بمدينة بنسيلمان بدأت استرجع شيئا فشيئا مقوماتي الصحية والنفسية والحمد لله غادرت المستشفى صباح يوم السبت الأخير. وبالمناسبة أطلب من كافة المواطنين والمواطنات، أن يتحذوا كافة الإجراءات الإحترازية لحماية أنفسهم وعائلاتهم من الفيروس الخطير، الذي تسبب في وفاة عدد كبير من الضحايا.
ــ المنتخب: كيف كان شعورك وأنت تتلقى خبر إصابتك بالوباء؟     
  بنجلون: في إطار التهييء لمباراة الفتح بالرباط ، برسم الدورة 21 من منافسات البطولة التحقت جميع عناصر رجاء بني ملال بإحدى فنادق المحمدية، وفي ليلة المباراة وفي إطار الإلتزام بالتدابير الإحترازية  والبروطوكول الخاص بمواجهة الوباء، أجرى طاقم طبي تحاليل مخبرية على جميع اللاعبين والطاقم التقني والطبي والإداري لرجاء بني ملال. وفي اليوم الموالي وبالضبط يوم الثلاثاء 11غشت 2020، تلقيت الخبر الصاعق من طرف الطاقم الطبي للفريق بأنني مصاب بالفيروس التاجي رفقة أحد العناصر الشابة للفريق، ومباشرة التحقت بالمستشفى الميداني العسكري بمدينة بن سليمان لتلقي العلاج، في ظروف نفسية صعبة للغاية. كان من الصعب أن أشاهد عددا كبيرا من المواطنين والمواطنات وهم يعانون من الإصابة بالرباء في ظروف صعبة وقاسية للغاية. وليعلم الجميع أن الفيروس أخطر بكثير مما يتصوره أو يتوقعه البعض. ونصيحتي للجميع لا تستهتروا بهذا الفيروس فهو خطير جدا ومضاعفاته قوية للغاية ولا يميز بين الأفراد.
ــ المنتخب : ماهي العوامل الأساسية التي ساعدتك على الخروج من هذه الأزمة الصحية والنفسية الصعبة؟ 
 بنجلون: في بعض اللحظات وأنا أرقد بالمستشفى لتلقي العلاج في ظل ظروف صعبة كان ينتابني خوف رهيب جدا من المجهول، لم أكن أعرف ما سيحل بي.. لكن وبفضل العلاج والدعوات والمآزرة الكبيرة التي شعرت بها من طرف أفراد عائلتي وبعض الأصدقاء والمسيرين وفي مقدمتهم السيد  الحجوي رئيس إتحاد الفتح الرباطي، الذي كان يتصل بي يوميا للاستفسار على حالتي الصحية، أحسست ببعض الإطمئنان، وشعرت مع الوقت بحالتي تتحسن. وهنا بالمناسبة أود أن أشكر الجميع على تعاطفهم معي والوقوف إلى جانبي في هذه المحنة. كانت اتصلاتهم ودعواتهم بمثابة دفعة معنوية كبيرة لي ساعدتني على الخروج من اللحظات العصيبة جدا التي مررت بها.
ــ المنتخب: هناك بعض المغاربة يستهترون بالفيروس ويعتبرون تواجده مبالغ فيه.. ماهي رسالتك لهؤلاء؟ 
 بنجلون: يجب أن يفهم الجميع أن كوفيد 19 خطير جدا، وهو متواجد معنا ويتكاثر ويتربص بالجميع في كل لحظة وحين، ولعل الأرقام الكبيرة والمخيفة  التي أصبحنا نسجلها يوميا ببلادنا بالإضافة إلى عدد كبير من الوفيات تؤكد وبالملموس أن الفيروس التاجي واقع وخطر داهم ومتزايد ويتطلب من الجميع التعايش معه بحذر شديد مع اتخاد كافة التدابير الإحترازية وفي مقدمتها التباعد الإجتماعي وارتداء «الكمامات» وغسل الأيدي جيدا بالماء والصابون المعقمات.. فامثل يقول الوقاية غير من العلاج. واستعمال
ــ المنتخب: كيف تقرأ واقع رجاء بني ملال الذي أصبح  رسميا ضمن أندية القسم الثاني؟ 
 بنجلون: من وجهة نظري أعتبر صعود رجاء بني ملال ضمن أندية البطولة الإحترافية الأولى مستحقا نظرا للمسار الناجح الذي قطعه طيلة الموسم الكروي الماضي، لكن غياب المشروع الرياضي المتكامل الذي يتطلب رؤية استرتيجية متكاملة وسيولة مالية كافية، كان من بين الأسباب الحقيقية والعوامل التي ساهمت في حصد سلسلة من النتائج السلبية والمخيبة للآمال. هذه كبوة اعتبرها بمثابة درس يجب أن يستفيد منه الجميع خدمة للفريق الملالي في المستقبل حتى يعود مرة أخرى وبقوة لقسم الصفوة. صراحة وبدون مجاملة فاللجنة المؤقتة الحالية المكلفة بتسيير شؤون الفريق قامت بتوفير كافة الإمكانيات الضرورية للاعبين والطاقم التقني.. كما أن اللاعبين توصلوا لحد الآن بجميع مستحقاتهم المالية.
ــ المنتخب: عشت العديد من المراحل الرائعة والمخيبة في مسارك الكروي، ماهي أجمل مرحلة عشتها ومع أي فريق؟ 
 بنجلون: من بين المراحل الجميلة والمضيئة في مساري الكروي، التجربة الناجحة التي خضتها في عالم الإحترام رفقة نادي هيبرنيان الأسكتلندي الذي فزت معه بلقب بطولة أسكتلندا رفقة صديقي مروان زمامة. كانت فترة مميزة في مساري الكروي، تعلمت فيها أشياء كثيرة كالإنضباط والإلتزام بالمسؤولية.. والشيء الذي أفتخر به كثيرا هو أنني مثلت بلدي أحسن تمثيل في اسكتلندا وساهمت في تقديم صورة جميلة عن المغرب، وبنفس القيمة عشت لحظات جميلة رفقة نادي الفتح الرباطي الذي أعتبره من بين الأندية الكبيرة في المغرب والذي يتوفر على مسيرين كبار وعلى إدارة قوية وعلى مشروع رياضي متكامل من جميع الجوانب، وهو ما ساهم في فوزه بلقب البطولة الوطنية وكأس العرش وكأس الكاف. كما أنني حققت النجاح أيضا رفقة المنتخب الوطني المغربي للشبان بقيادة المدرب الكفء فتحي جمال في كأس العالم التي أقيمت سنة 2005 بهولندا، وتوجت هذا المسار الناجح والحمد لله بحمل قميص المنتخب الوطني المغربي للكبار وفي أول تجربة تمكنت من تسجيل هدف جميل في مرمى المنتخب البلجيكي في مباراة ودية. الحمد لله بفضل الإرادة والعزيمة حققت حلمي بحمل قميص الأسود وفي العديد من المباريات والتظاهرات الهامة.