بفوزه في نهائي قبل الأوان وبصعوبة بالغة في دور ثمن نهاية كأس العرش على الجيش الملكي بالملعب البلدي بالقنيطرة بهدف لصفر، خطأ الدفاع الحسني الجديدي خطوة هامة نحو بلوغ منصة التتويج لثاني مرة في تاريخه، حيث سيلاقي فارس دكالة الذي بات مرشحا بقوة للظفر بالكأس الفضية، في ربع النهائي شباب اطلس خنيفرة المنتمي للقسم الوطني الثاني للنخبة، والذي يبدو على الورق - حسب الدكاليين- أشبه بحاجز قصير يسهل تجاوزه، مع أن منافسات الكأس، وكما عودتنا دائما لا تعترف بالتصنيفات، ولا تخضع أيضا للمنطق الكروي.
تأهل من رحم المعاناة
لم تكن الطريق أمام الدكاليين مفروشة بالورود والرياحين، لأن قرعة كأس العرش لم تكن رحيمة بهم، حيث وضعتهم وجها لوجه في الدورين الإقصائيين السابقين تواليا أمام فريقين قويين من البطولة الإحترافية، هما: أولمبيك آسفي والجيش الملكي، وخارج قواعده، إلا أن أشبال الزاكي بادو نجحوا في تجاوز هذين الحاجزين بنجاح، وقد شكل لقاء الدفاع والعساكر نهائي قبل الأوان، بل أشبه بمباراة «حياة أو موت»، خاصة بعد خروج قطبي الدار البيضاء الوداد والرجاء والفتح الرباطي والنهضة البركانية (وهي الأندية المتخصصة في منافسات كأس العرش) مبكرا من السباق، وداخل هذا الصدام الكروي، برزت أكثر من مباراة، أبرزها مواجهة مدرب العساكر عبد الرحيم طاليب والعميد بامعمر لفريقهما السابق، ونفس الشيء بالنسبة للمحراث الدكالي المهدي قرناص الذي حمل قميص الفريقين، أضف إلى ذلك رغبة طاليب في رد الدين لزميله الزاكي بادو الذي هزمه السنة الماضية بطنجة عندما كان يقود الإدارة التقنية لفارس البوغاز، ورغم الصرامة التكتيكية التي ميزت المباراة، وهاجس الخوف من الهزيمة الذي سيطر على أذهان اللاعبين، فقد نجح الدفاع الجديدي بفضل «الكوتشينغ» الجيد لمروض الفرسان، خاصة في الشوط الأول، في إسقاط «الزعيم» واقتناص الهدف الوحيد بواسطة نجمه وهدافه سيمون مسوفا الذي قاد فريقه نحو التأهل إلى دور الربع، ومكنه من مواصلة مغامرته في الكأس الفضية.
مسوفا.. فكاك الوحايل
لأن مباراة الجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي كانت فاصلة، ولم تكن تقبل القسمة على إثنين، فقد خيم على معظم أطوارها، هاجس الحيطة والحذر، ومن ثمة غابت الحلول الهجومية الناجعة على الفريقين، قبل أن ينبعث الثعلب الطانزاني «فكاك الوحايل» سيمون هابي غود مسوفا من رماده مثل طائر الفينيق، وينهي عقم هجوم الدفاع، بتسجيله لهدف التأهل /الخلاص الذي تزامن واحتفاله بعيد ميلاده الخامس والعشرين.
وبتسجيله لهدف الفوز لفارس دكالة في مرمى الجيش الملكي، ضرب مهاجم منتخب «ملوك الطوائف» عصفورين بحجر واحد، أولا أهدى فريقه هدفا يزن ذهبا قرب الدفاع من اللقب، وثانيا أنهى مسوفا بهذا الهدف سوء الطالع الذي لازمه لأشهر عديدة وتصالح مع الشباك، حيث صام عن التهديف داخل الفريق الجديدي، بعدما تعثرت المفاوضات مع إحدى الأندية الخليجية التي كانت ترغب في شراء عقده الاحترافي من الفريق الجديدي، مما أثر سلبا على هجوم الدفاع.
والأكيد، أن هذا الهدف الثمين، سيكون له وقع إيجابي على نفسية وأداء المهاجم مسوفا الذي إستعاد ذاكرة التهديف، ومن ثمة أعلن عودته وبقوة إلى الواجهة من جديد.
الدفاع يقترب من «البوديوم»
بات الدفاع الحسني الجديدي برأي كثير من المتتبعين والتقنيين، مرشحا فوق العادة للفوز بكأس العرش، بالنظر إلى الترسانة البشرية القوية التي يتوفر عليها، يقوده مدرب محنك هو بادو الززكي، وأمام فارس دكالة فرصة تاريخية هذا الموسم للقبض على ثاني لقب في تاريخه، بعد سقوط أغلب الأندية القوية من مسابقة أغلى الكؤوس كأوراق الخريف المتناثرة، وبإمكانه تحقيق هذا الحلم، شريطة أن تتعبأ كل مكونات الأسرة الدفاعية وراء الفريق، لأن الصعود إلى منصة التتويج لا يمكن أن يتحقق بمجهودات اللاعبين والطاقم التقني، وتضحيات المسوولين وحدهم، بل يحتاج إلى تعبئة جماعية لبلوغ الهدف المنشود.