يوم إقتحم الأسود حصون الألمان
الـمنتخب الوطني أنهى الجولة الأولى متقدما بهدف حمان
زملاء باموس أبهروا العالم بالوقوف أمام القيصر
الحدث: نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك
الزمان: 4 يونيو 1970
المكان: كواناخوطو بمدينة ليون (المكسيك)
أشياء كثيرة حولت المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره الألماني برسم نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك، من مواجهة "داوود وغولياط" إلى قمة أوروبية إفريقية إنطلقت يوم 4 يونيو 1970 بمدينة ليون المكسيكية وهي المقابلة التي كتب عنها الكثير وقويت بشأنها التكهنات والمضاربات على إثر ضمان زملاء العميد الثلاثي (للفريق العسكري والمنتخب الوطني والقوات المسلحة الملكية) في شخص إدريس باموس، مقعدا ضمن النخبة العالمية، إلا أننا وإنصافا للجنود الذين ساهموا في هذا التأهيل البطولي، لابد من التذكير بالمراحل التي قطعها هذا المنتخب والطاقم المرافق لبلوغ هذا المونديال الذي أعلى قمية المغرب كرائد إفريقي وعربي بحكم السبق والأولوية.
ـــ المنتخب الوطني مشوار بطولي للتأهيل (62 و70)
نعم إنها المرة الثانية التي يحصل فيها للمنتخب المغربي على شرف التأهيل ويكون سفيرا للقارة السمراء في عكاظ الكرة العالمية.. وإذا كان المغرب قد توقف المرة الأولى في محطة السد المخجلة، فإنه هذه المرة عبرة بإثبات وقناعات وكد وصمود.
ـــ 1966 وإفريقيا تقاطع
في غياب تعيين منتخب إفريقي لتمثيل القارة السمراء جاء تكثل المنتخبات الإفريقية التي رفضت المشاركة في لقاء السد أمام الخاسر من أوروبا وهو حيف لم ترضه القارة السمراء التي قاطعت في أكبر التحديات التي واجهت الإتحاد الدولي "فيفا".
هذه المنتخبات هي: المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا، السنغال، إثيوبيا، الغابون، مصر، الكامرون والسودان ونيجيريا، لذا كتب على القارة السمراء أن تتابع أطوار هذه البطولة من بعيد وبدون تحمس.
الفترة كانت دقيقة وظهر جليا أن إفريقيا تملك وسائل الإقناع من خلال التصويت على الرئيس الجديد للفيفا حيث استعداد الإنجليزي "ستالي رو" لتمرير الشاهد للبرازيلي جو هافيلانج وأمام هذا الضغط رضخ المسؤول الأول عن "الفيفا" لمطلب القارة السمراء، حيث أذن الرئيس الجديد لرئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ببرمجة الإقصائيات المؤدية إلى إختيار وتأهيل ممثل إفريقيا في أكبر تظاهرة كروية يعرفها ويعيشها العالم.
ــ 1970 بالمكسيك.. مشاركة أكثر من مشرفة
ــ كيف جاء تأهيل المنتخب المغربي لمونديال الأحلام؟
بعد 10 مباريات إقصائية وماراطونية خاضوها ضد منتخبات إفريقية وازنة، خرج أسود الأطلس بتأهيل تاريخي للمونديال.. وقد انطلقت رحلة البحث عن التأهيل من مواجهة ثلاثية ضد النظير السينغالي، المغرب فاز في الذهاب (1ـ0) والسينغال في العودة (2ـ1) خلال هذه الحقبة لم يكن قانون الهدف الذي يحسب مضاعفا عند الخصم مطبقا، ومن طرائف هذه المواجهة أن الحكم المالي "با" نسي اللجوء إلى الشوطين الإضافيين، وبالتالي كان على المنتخبين لعب ثالث مقابلة فاصلة بجزيرة لاس بالماس الإسبانية، هناك فاز الأسود (2ـ0) وضمنوا التأهيل بهدفه الغزواني وحمان.
خلال الدور الثاني إلتقى المنتخب المغربي بخصم عنيد في شخص المنتخب التونسي، وهو اللقاء الذي غلبت عليه ظاهرة الحيطة والحذر، حيث بقيت الشباك خالية من الأهداف لمدة 210 الدقائق (90 بتونس و120 بالدارالبيضاء).
هذه المرة تم إجراء الشوطين الإضافيين من طرف الحكم الإسباني لكن بدون نتيجة فاصلة، حيث بقي الفريقان على تعادل (2ـ2) فرض اللجوء إلى القرعة التي أهلت المغرب للدور الثالث والنهائي رفقة كل من منتخبي السودان ونيجيريا، المغرب إحتل الصف الأول متقدما على نيجيريا والسودان وبالتالي كسب بطاقة العبور إلى القارة الأمريكية وبالضبط المكسيك، حيث كان في انتظاره الغول الألماني وزملاء كوبياس (البيروفي) وبلغاريا.
ـــ النتائج الكاملة للرحلة الماراطونية
ــ الدور الأول
المغرب ـ السينغال: (1ـ0) (1ـ2)
مقابلة فاصلة بمدينة لاس بالماس الإسبانية
المغرب ـ السينغال : (2ـ0)
ــ الدور الثاني
المغرب ـ تونس: (0ـ0) (0ـ0)
مقابلة فاصلة بمدينة مارسيليا الفرنسية
المغرب ـ تونس (2ـ2)
اللجوء إلى القرعة أعطى المغرب مؤهلا للدور النهائي
ــ الدور الثالث والنهائي:
المغرب ـ نيجيريا : 2ـ1
السودان ـ المغرب : 0ـ0
المغرب ـ السودان : 3ـ0
نيجيريا ـ المغرب : 2ـ0
ـــ الترتيب النهائي:
1ـ المغرب : 5 نقاط
2ـ نيجيريا : 4 نقاط
3ـ السودان : 3 نقاط
وهكذا تفتح أبواب التأهيل لأكبر تظاهرة كروية يشهدها التاريخ والعالم والشيء المثلج للصدر كون المغرب وفي إطار الألويات يكون أول ممثل القارة السمراء في عكاظ كرة القدم العالمية.
ـــ ما هي الأجواء التي عاشتها الكرة المغربية في الفترة؟
خلال موسم 1969ـ1970 الذي عرف تأهيل المنتخب الوطني لمونديال الأحلام (مكسيكو 70)، كانت كرة القدم الوطنية تعيش على إيقاع الهرم الكروي الجديد في شخص فريق الجيش الملكي الذي أحرز في زمن قياسي سبعة ألقاب للبطولة إنطلاقا من موسم (1960ـ1961) بقيادة المدرب الفرنسي كي كليزو وكمنافس شرس كان فريق الوداد دائما في المواجهة وقد خطف من العسكريين لقب (65ـ66) و(68ـ69)، هذا الصراع كان بمثابة المؤشر الإيجابي على إشتعال البطولة التي كانت ملتهبة فجاء تعيين لاعب المغرب الفاسي سابقا الأستاذ بدر الدين السنوسي رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومنتخبنا في الطريق إلى المونديال وهكذا أزيح شبح المؤقت.
ــ الفريق العسكري.. إضافة كبيرة للمنتخب
هذه هي السمات الطاغية على الجو العام للبطولة، حيث أن تواجد الفريق العسكري الذي جاء بنمط إحترافي أفرز تنافسية متسعة، حيث حضور الوداد والنادي القنيطري والرجاء ونهضة سطات والمغرب الفاسي ألهب الصراع من أجل اللقب والكأس وتجلت قيمة الوجود العسكري في الدعم المقدم للمنتخب على مستوى تمويل الـمنتخب الوطني بعناصر في مقدمتها الحارس العملاق علال بنقصو الذي طبع المهمة بطابع الشموخ ناهيك عن حضور بارز للعميد إدريس باموس والذي شكل التحفة والمنارة التي أضاء ملعب "ليون" يوم المواجهة مع الألمان وشهادة بيكنباور ما زالت للذكرى وكإضافة هناك عبد الله باخا والفاضلي والغزواني والمرحوم عبد القادر الخياطي.
في نفس السياق عرفت الفترة برمجة دوري محمد الخامس في نسخته التاسعة والذي عرف مرور الفريق العسكري للمقابلة النهائية بعد تغلبه على فريق ستاندار لييج البلجيكي ومواجهة ألتيكو مدريد، في لقاء النهاية الذي إنتهى بحصة (4ـ2) لصالح المدريديين.
ـــ أجواء الإعداد للمونديال
كما هو مدون فالتأهيل للمونديال جاء عن جدارة وباستحقاق وكان من وراء ذلك الإطار الفرنسي "كي كليزو" الذي فوضت له كل الصلاحيات لضمان التأهيل وهو ما وقع بحضور الإطار المغربي الكبير عبد الله السطاتي الذي كان له الأثر الإيجابي على التأهيل نظرا لتجربة الرجل وكفاءته.
ـــ جلال الملك الحسن الثاني رحمه الله يفضح المؤامرة
هي واقعة حكاها لي شخصيا السيد عبد الله السطاتي، فبعد تأهيل المنتخب الوطني للمونديال أقيل السطاتي من مهامه كمدرب وطني مساعد وكلف بإعداد منتخب الأمل الذي لم تكن له أية إلتزامات وعند إستقبال جلالة الملك للوفد المغربي الذي سيمثل المغرب في هذه التظارة لفت إنتباه المغفور له الحسن الثاني غياب عبد الله السطاتي فطرح السؤال.. أين عبد الله السطاتي؟ ليعلم من أعضاء الوفد أنه أقيل، لذا طالب بعودته إلى منصبه فكان حضوره وازنا في هذه التظاهرة.
فيدنيك إقالة غير مفهومة
اللغز الأول جاء عندما أقيل الرجل الذي أهل المغرب في شخص الفرنسي كي كليزو والمبرر هو الحالة الصحية التي لا تسمح بجلوسه على مقعد الإحتياط اللغز الثاني جاء عندما عاد الوفد المغربي من رحلته البطولية وقد تم التخلي عن اليوغسلافي فيدنيك الذي كان قد هيأ برنامجا يهم هيكلة منتخبات العصب والجهات وإعداد الخلف لمنتخب يتفق الجميع أنه كان في سن الإعتزال عن اللعب في المنتخب على الأقل، حاولنا مرارا معرفة السر في هذه الإقالة المفاجئة، لكن بدون نتيجة.
المشاركة المغربية في الشارع المغربي
بقدر ما كان الشارع المغربي قد طار فرحا لهذا التأهيل والمشاركة لأول مرة في عرس المونديال بقدر ما كان التخوف كبيرا وقد جمعتنا القرعة بالمنتخب الألماني الذي كان يعج بالنجوم، بالحارس سيب مايير، فوكس، شولز، فيشتل، أوفراط، بيكنباور، سيلير ومولير وكلهم نجوم في وطنهم والعالم كذلك.
وهكذا تفنن البعض في وصف لقاء لم يحدث بعد، فيما راهن آخرون على فوز عريض للألمان وكلما اقترب الموعد إلا وازدادت الحرارة وخفقت القلوب.
ـــ كيف تهيأ المسؤولون للمونديال؟
بالنسبة للجانب الكروي لعب المغرب عدة لقاءات ودية أمام أندية ومنتخبات من خارج المغرب وأخرى من المغرب، وللمرة الأولى في تاريخ المرحلة الإعدادية يسافر المنتخب الوطني قبل إنطلاق البطولة بشهر ونصف الشهر، حيث حط الرحال بمدينة غوادالاخارا (وادي الحجارة)، حيث أجرى مباريات مع الفرق المحلية للتأقلم مع الطقس وظروف اللعب وهو ما أعطى نتائج جد إيجابية.
بالنسبة للجانب الإستشهاري شكل التعاقد مع شركتي "باطا" للأحذية و"نهيرا" للملابس سابقة في المغرب، حيث عرضت صور عناصر المنتخب الوطني وهم يرتدون ملابس هاتين المؤسستين.
بالنسبة للجانب السيكولوجي كان لبعض الزيارات التي قام بها بعض القدماء والأطر لمقر المنتخب الوطني دورها العميق في الرفع من الـمعنويات وكان منهم الحاج العربي بنبارك رحمه الله.
ــ اليوم الموعود
ـــ كيف ألهب حمان جمهور المكسيك؟
مع ظهور التركيبة البشرية التي كان على المدرب فيدنيك توظيفها في اللقاء إتضح أن اليوغسلافي عازم على صد الغول الألماني إنطلاقا من خطة الدفاع المتقدم وهو ما أملى عليه ملء وسط الميدان، حيث تواجد لاعبين لهم من التقنيات ما يخول لهم الإحتفاظ بالكرة ومنعها من الخصم، كما أن حضور عناصر مؤهلين دفاعيا وقوة جسمانية شكل عائقا للفريق الألماني الذي إعتاد على إستغلال المساحات الواسعة لبناء هجومات من الخلف إلا أن باموس والفيلالي والمعروفي شكلوا حاجزا أول أمام الدفاع المكون من عبد الله باخا وبوجمعة السليماني رحمه الله ومولاي إدريس، على مستوى هجومي شكلت المرتدات السريعة نقطة تفوق ترجمت بهدف تاريخي صنعه باموس بتمريرة بينة للغزواني الذي لم يتوان في مد حمان بكرة ترجمها إلى هدف لا ينسى، حيث أن خبر تفوق المنتخب الوطني المغربي حام حول العالم وتناقلته أخبار وأجهزة الدنيا وحرك مشاعر كل الأفارقة والعرب.
صمود المغاربة إستمر طيلة الشوط الأول الذي إنتهى بتقدم المنتخب المغربي بهدف للاشيء، وصيحات تأنيب المدرب "إلموت شون" للاعبيه عمت أجواء الملعب.
ما حدث في الشوط الثاني أكد العالم أن المغرب شعب بهوية كروية وأن تسميته بالبرازيل الإفريقي غير مبالغ فيها وأن الهزيمة (2ـ1) أمام الفريق الذي سقط في فخ المنتخب الإيطالي في نصف النهاية هزيمة مشرفة، بل أكثر من مشرفة.
لذا وإلى الأجيال التي لم تعش هذه الملحمة نقول علينا أن نأخذ العبرة من هؤلاء الأبطال الذين لم يأخذوا بقدر ما أعطوا لذا نطلب لهم الإنصاف.
ــ الورقة التقنية
ألمانيا ـ المغرب : 2ـ1
ملعب كواناخوطو بمدينة ليون (المكسيك)
الحكام: فان رافنس (هولندي) بمساعدة (الإسباني) بندبيل و(الكولمبي) فيلاسكيس
الجمهور : 10000 متفرج
الأهداف : حمان (د21) المغرب
سيلير (د56) ـ مولير (د80) ألمانيا
ــ ألمانيا : مايير ـ فوكت ـ شولز ـ فيشتل ـ هوكس (لور د76) ـ هالير (غرابوفسكي د46) ـ بيكنباور ـ أوفراط ـ سيلير ـ مولير ـ هيليك
المدرب : هلموت شون
ــ المغرب: علال ـ باخا ـ بوجمعة ـ السليماني ـ مولاي إدريس ـ المعروفي ـ الفيلالي ـ باموس (فرس د72) ـ سعيد ـ حمان ـ الغزواني (عبد القادر د86)
المدرب : فيدنيك
أقدام ذهبية في بلاد الأساطير
علال بنقصو القفاز الساحر
هو ثاني حارس مرمى مغربي يستحق لقب (الفهد الأسود) بعد حارس الفتح في الخمسينيات بنعيسى "نفاح" والتسمية إستحقها من الإطار الفرنسي دانييل بيلار.
الحارس علال بنقصو منتوج عسكري خالص، إنضم إليه في بداية الستينيات في إطار عملية إستقطاب كل العناصر التي توجد تحت إحدى الألوية التابعة للقوات المسلحة الملكية، والإنتماء كان للفرقة الموسيقية للحرس.
حضور علال في صفوف الفريق العسكري صادف توجه هذا الهرم الكروي بعد موسمين من الميلاد سنة 1958.
وأول لقب حققه مع الإطار الفرنسي غي كليزو كان موسم (1962ـ1963) وذلك عندما حل مكان الحارس بنجيلالي وبعده الأنيق محمد بنعمر الذي أصيب في كتفه.
وإذا كان حارس إختص في حرق المراحل على صعيد النادي والـمنتخب الوطني وعرف أكبر إستمرارية، فهو علال بنقصو الذي راكم المباريات إنطلاقا من إقصائيات الألعاب الأولمبية موسم (63ـ64) خلال لقاء نيجيريا بلاغوس في 16 نونبر 1963، لتبدأ رحلة سامفونية دامت قرابة العشر سنوات وإلى غاية حضور أمام تونس سنة 72 والحصة المسجلة هي (3ـ3).
إلا أن أجمل ذكريات علال الحارس الطائر كانت عندما وقف في وجه المنتخب الألماني بمناسبة المواجهة التي يحفظها التاريخ للكرة المغربية باعتراف المقاتل "غيرد مولير"، كما أنه ما زال يتذكر الحصص التكوينية التي دخلها رفقة حراس الفريق العسكري مع الرتيلة السوداء ليف ياشين وأخيرا ليالي كأس محمد الخامس الدافئة.
ـــ عبد الله العمراني (باخا): الخرساني
رغم جسمه النحيف، فإن «باخا» يملك طاقات هائلة على مستوى التصدي للخصم ومنعه من الكرة بدون إرتكاب الخطأ بالنسبة لمساندة الهجوم عندما تحتاج ظرفية اللقاء إلى مساندة من الأظهرة.
هو منتوج الجيش الخالص، حيث تدرج عبر كل الفئات إلى أن بلغ مجموعة الكبار التي فازت بلقب موسم 66ـ67، وهي السنة التي إقتحم فيها المنتخب الوطني في دور المدافع الأيمن، حضوره في الإقصائيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1970 دعمت مشاركته في المونديال رغم منافسة قوية.
ـــ بوجمعة بنخريف : الكاريزماتي
لاعب النادي القنيطري ينتمي إلى مدرسة نالت حظها من الشهرة والتألق على مستوى البطولة والكأس وأعطت الـمنتخب الوطني ثلثة من اللاعبين المرموقين وأحدهم هو بوجمعة العنصر الذي يمتلك مؤهلات المدافع الحديث.
سنة 1970 شكلت بالنسبة للدولي، في صفوف «الكاك» محطة مهمة يحكي عنها كلما راج الحديث حول هذه المحطة.. من مؤهلاته السرعة التي تساهم في التفوق على المهاجم ومنعه من الكرة ولقد أبان عن ذلك خلال اللقاءات التي أنقذ من خلالها زملاءه بأهداف أنطولوجية، تاريخ لن ينساه بوجمعة وهو يوم 27ـ12ـ1970، عندما حرر الجمهور المغربي وأهل المغرب إلى نهائيات الكامرون 1972 أمام الجزائر والهدف كان من رجل بوجمعة المدافع الذي أصبح هدافا والدقيقة هي (90).
ـــ مولاي ادريس الخنوسي: الحكيم
شكل خلال الرحلة المكسيكية الطرف الهادئ الذي يبقى منشغلا بالحدث.. والحدث كان هو مواجهة المنتخب الألماني الذي إكتشف أن المغرب كذلك له نفس مواصفات القصير بيكنباور في هدوئه وذكائه وحسن تمركزه لصد كرات ومحاولات تنبني على الدراسة وتجد في مولاي إدريس العنصر المؤهل لمهمة كم هي صعبة.
ـــ قاسم السليماني: الأعجوبة
هو مكمل المدافع الفاسي مولاي إدريس، بهلوان المنتخب المغربي في دور دفاعي يزداد صعوبة كلما إشتد الضغط على مرمى الحارس المغربي، له مؤهلات تسمح له بمغادرة مكانه في الدفاع لمساندة وسط الميدان والهجوم.. إلا أن التعليمات تحول دون إشباع رغبته من اللعب بكل حرية.
ـــ محمد المعروفي: السقاء
يمكن اعتبار "الجديدي" العنصر الذي تبين من خلال أسلوب لعبه أنه المكمل الأنسب للعميد إدريس باموس.. ويتضح ذلك من أسلوب لعبه المنبني على متاع تقني وذكاء في اللعب ولياقة بدنية هائلة وهو ما أربك الألمان الذين ورغم ترسانتهم الهجومية المنطلقة من وسط الميدان، فقد وجدوا في المعروفي صخرة من الصعب تخطيها.
ـ باموس: ضابط الإيقاع
يعتبر هذا اللاعب النموذج والعنصر المتألق الذي يجمع بين المؤهلات ما يسهل عليه التحرك داخل الملعب..
شكل خلال لقاء المنتخب الألماني عنصر ضبط الإيقاع وسط الميدان المغربي كل كراته كانت موجهة حسب تحركات مدروسة وهادفة إلى تجاوز الخصم رغم قوته، تمريرته الذهبية للجناح القوي الغزواني نموذج قلما نراه في ملاعبنا والأكيد أن المدرب الألماني "هلموت شون" أعاد مشاهدة الشريط مرات ومرات.
ــ الفيلالي: كاسحة الألغام
قادم بدور مساندة الدفاع وإعادة توظيف الكرات المسترجعة من الألمان بشكل سهل على الثنائي المعروفي وإدريس باموس التحرك ومد الهجوم بكرات عميقة أربكت زملاء بيكنباور، له بطاريات لا تكل ولا تتوقف أعطى نفسا قويا للدفاع والوسط خاصة في إطار الحفاظ على مكتسب الهدف الحماني.
ـــ سعيد غاندي: برازيلي الأسود
الجمهور المكسيكي اكتشف في لاعب الرجاء البيضاوي المهاجم الذي يروق له مشاهدته بتقنياته العالية وأسلوبه البرازيلي وسرعة أدائه، حيث إتضح أنه هو الألماني وليس فوكت، قدم لقاءاً جيدا، استحق عليه وقتها كل الإعجاب والتنويه.
ـــ حمان : هدف للتاريخ
حمان هو واحد من مجموعة من المهاجمين الذين إختصوا في التهديف، من مميزات هداف "التاريخ" كونه يحسن التمركز وسط دفاع الخصم وهو ما أدخله تاريخ كرة القدم المغربية عندما فك عقدتنا أمام الشبح الألماني بهدف في الدقيقة (26) لم يعمر كثيرا مع المنتخب الوطني بسبب الأعطاب.
ـــ الغزواني: الباتريوت
دخل المنتخب الوطني من بوابة الفريق العسكري الذي كان نعم الداعم والممول لأسود الأطلس.
يملك مؤهلات كثيرة في مقدمتها السرعة الخارقة التي أهلته لمركز مهاجم جناح أيسر بتقنيات جيدة في التمرير إلى منطقة العمليات، وقذفات صاروخية إسألوا عنها حميد الهزاز الذي يملك بصمة في يده، تمريرته الذهبية لزميله حمان أعطت الهدف الذي لا ينسى.
ـــ أحمد فرس : ميلاد نجم
دخل مكان إدريس باموس (د72) في محاولة لتعزيز وسط الميدان والهجوم في محاولة للوصول إلى مرمى "سيب مايير" الألماني وقام بالدور المنوط به وشكل دخوله بداية مسيرة مثالية، إستحق معها الفوز بكأس إفريقيا للأمم 76 والكرة الذهبية الإفريقية في نفس السنة.
ـــ عبد القادر الخياطي : السؤال المحير
مازال السؤال قائما عن اختيار المدرب الوطني فيدنيك عدم ترسيم لاعب الجيش الملكي أمام ألمانيا وذلك باعتبار العمل الذي قام به رغم دخوله المتأخر في الدقيقة 86 من لقاء المغرب ـ ألمانيا.
كتب القصة: عبد الجبار والزهراء
إضافة تعليق جديد