الأندية والجامعة من الضحية ومن المظلوم؟
سنة بيضاء، مشوار معلق وتعويضات مجمدة
حالة فريدة وغريبة بعض الشيء.. فالبعض يرى فيها مصادفة لا غير وآخرون يرون فيها تحصيل حاصل لواقع لا يرتفع للاعب المحلي الغارق في الهواية حتى أخمص القدمين.
اللعنة التي طاردت ثلاثة من لاعبي المنتخب المغربي المنتمين للبطولة الإحترافية دون سواهم يبررون طرحا قائما، وهو أن لاعب البطولة ما يزال بعيدا عن النضج الكافي وما يزال بعيدا عن تقدير المكانة التي أصبح عليها وصفة الدولي التي يحملها.
في المتابعة التالية رصد لحالات غريبة وضعت 3 لاعبين يمثلون أندية وازنة بالبطولة الإحترافية أمام إكراه التوقيف، وجعلت إشكال التعويضات يطفو للسطح لتحديد من المظلوم ومن الضحية؟
دار السلام تقتل الشاكير
كان الشاكير اللاعب الوحيد من البطولة الإحترافية الذي خاض كل مباريات الكان وكل اللقاءات اللاحقة بقميص الفريق الوطني في مركز الظهير الأيمن، والبعض قال عنه أنه انطلق بسرعة الصاروخ.
ولأن متغيرات من هذا النوع تقتضي مصاحبة للاعب ما يزال هاويا، فقد كان النفخ المبالغ فيه في اللاعب وتحدث البعض عن عروض قوية من بطولات أوروبية دوره الكبير في انفلات على مستوى السلوك.
الشاكير خرج عن جادة الصواب في مباراة تنزانيا والسبب سوى ساماطا لاعب مازيمبي والحكم الكونغولي كارفالهو كان بالمرصاد ليدون تقريرا أسودا أدان اللاعب المغربي وجعله يكره على الغياب الطويل عن المنافسات محليا وقاريا ودوليا لسنة كاملة ومشمولة بالنفاذ المعجل تناهى بنهاية بطولة هذه السنة.
جوهانسبورغ تدفن موهبة النملي
في مباراة بلا قيمة وأمام ناد من جنوب إفريقيا يمثل جامعة من الجامعات، كانت النهاية الدراماتيكية لمستقبل لاعب تنبأ له الطوسي بأن يكون مفاجأة الكان وأن يكون الشعلة الجديدة التي سيتم تقديمها للجمهور المغربي.
حالة النملي تختلف عن حالة الشاكير الذي تجرع مرارة سلوك أرعن وطائش، في حين كان النملي ضحية لقطع في الرباط الصليبي الذي تسبب له في الإبتعاد لأكثر من 9 أشهر ومرشح للغياب لفترة أطول.
لعنة جوهانسبورغ التي لاحقت النملي لم تقف عند حدود الجراحة، بل تواصلت من خلال دخوله السجن بعدما دهس سيدة بسيارته دون حمله لرخصة القيادة فيما يعكس حالة التهور في أجل صورها.
وبالعودة لإصابة النملي فالأكيد أن عودته للممارسة بنفس القوة سيكون مسألة في غاية الصعوبة، وهو ما جعل المغرب التطواني يبحث عن بدائل بنفس الكفاءة في سوق الإنتقالات.
بورزوق خارج التغطية
لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يقدم لاعب من طينة بورزوق الذي أصبح يمثل في فترة من الفترات الرقم الأول في المعادلة الهجومية للناخب الوطني الطوسي، على سلوك طائش أو غير محسوب يعرض مستقبله لهزة عملاقة وعنيفة.
بورزوق الذي يؤاخذ عليه في كثير من الفترات إنفعاله الزائد هو في واقع الأمر إنسان هادئ وشخص ودود ولطيف ومسالم في كثير من الحالات.
لذلك لم تتضح لحد الآن الكثير من المعطيات المرتبطة بتوقيفه وبنوع المادة التي تناولها ولا حتى الكيفية بإلتزام اللاعب الصمت المطبق وامتثاله لتعلميات إدارة ناديه التي صدمت لهول القرار الصادر عن الفيفا.
بخروج بورزوق من حسابات المنافسة حتى إشعار آخر بعد توقيفه لشهر واحد، فتح الرجاء جبهة مع لاعبه الذي سيتخلف بكل تأكيد عن مونديال الأندية وليغير حسابات المدرب في الميركاتو الصيفي بعد أن أصبح البحث جادا عن لاعب مهاجم مهاجم لتعوض بورزوق.
عقود تنتهي واستفادة معلقة
الأندية المتضررة من سلوكيات لاعبيها والفرق الثلاثة التي تحملت فاتورة سلوك غير مقبول من لاعبيها، وجدت نفسها أمام خيارات ضيقة وأمام مساحة محدودة من الحلول.
إما أن تقبل بالحل الصعب الذي يتلخص في قبول الأمر الواقع المفروض عليها، أو تدافع عن لاعبيها أو أن تطالب الجامعة بتبني مقاربة دقيقة معها لاقتسام الكارثة.
لاعبون لن يظهروا رفقة أنديتهم قبل نهاية الموسم الحالي الشيء الذي يعني أن الإستفادة من حضورهم معلقة، علما أن عقودهم تنتهي بنهاية الموسم الكروي الحالي وهو ما سيطرح حالة من الجدل المرتبط بإنصاف الأندية المتضررة من الجامعة أو أن يقبل اللاعبون العاطلون بتجديد عقودهم بنفس الشروط السابقة وهو ما سيضع الجميع أمام إشكال من نوع خاص.
بهذا الشكل يكون الثلاثي المذكور هو الضحية الأول إما لسلوك او لسوء طالع، والأندية بدورها ضحية في معادلة الإستفادة المعلقة من خدمات لاعبين دفعت فيهم الشيء الفلاني، والجامعة مظلومة في سجال يجعل الفريق الوطني بحاجة للاعب ناضج يقدر قيمة الصفة الدولية.
الرجاء تحمل أتعاب الدفاع عن بورزوق
وجد الرجاء نفسه مجبرا وهو الذي تعاقد مع اللاعب حمزة بورزوق في صفقة قياسية، على تتبع آثاره لغاية الديار الألمانية بهدف الترافع عليه وتمتيعه بالدعم المعنوي اللازم.
إيفاد سعيد بوزرواطة كإداري إعتبره البعض خطوة غير ذات جدوى في حين طالب آخرون بمرافقة أحد الأخصائيين في حالات المنشطات، والختام كان بعودة بخفي حنين، حيث أكدت الفحوصات المخبرية للعينة باء تناول اللاعب لمادة محظورة تطلبت توقيفه عن الممارسة لشهر بشكل مؤقت قبل أن يصدر القرار النهائي نهاية الشهر الحالي، حيث يتوقع أن تكون العقوبة أقوى.
أتعاب تنقل بوزرواطة بطبيعة الحال تحملها الرجاء لأن الجامعة تؤكد هنا أنها بدورها ضحية سلوك لا تتحمل فيها أي قسط من المسؤولية و إيفادها للدكتور هيفتي كان أقصى ما يمكن فعله.
محامو الجامعة يترافعون في قضايا خاسرة
تبنت الجامعة خيارا أكرهت عليه بانتداب محامين من مختلف التخصصات والخلفيات القانونية، حيث كانت غايتهم واحدة وهي الترافع عن لاعبين دوليين أحرجوا أنفسهم وأحرجوا الفريق الوطني بفعل سلوكيات كان الإجماع سائدا على أنها طائشة.
3 محامين للدفاع عن الشاكير وفي نهاية المطاف تم التأكيد على أن مسطرة الترافع لم تحترم الآجال القانونية المحددة لها، ومحامي في طريقه لمرافقة بورزوق لسويسرا للمطالبة بأخف الأضرار وبحكم مخفف لحالة تضع مهاجم الرجاء أمام ناصية توقيف قد يصل لسنة ونصف في أسوإ الأحوال.
في نهاية المطاف ظهر أن انتداب هذه الإنابة القضايا مجرد إجراء شكلي لقضايا خاسرة في جوهرها.
منعم بلمقدم